محتويات
ما المقصود بالتهرب الضريبي؟
يُشير مفهوم التهرب الضريبي (بالإنجليزية: Tax Evasion) إلى اللجوء إلى استخدام طرق غير مشروعة قانونيًا للالتفاف على الحكومة من دفع الضرائب المترتبة على الشركات والمؤسسات [١]، أي أنه نشاط غير قانوني يقوم به إمّا الأفراد أو المنظمات لتجنب دفع الالتزامات المترتبة عليهم مقابل مشروعات أو أملاك حقيقية اتجاه الدولة [٢]، وذلك من خلال طرقٍ مختلفة منها: تحريف معدّل الإيرادات الداخلية للمنظمات، وعدم الإفصاح عن الأرقام الحقيقية، أو من خلال تضخيم مبالغ الخصومات، مع إخفاء الوثائق التي تبين حجم الأموال والفوائد المترتبة عليها، ويتسبب ذلك بالطبع بخسائر كبيرة للحكومات، ومن الأمثلة على ذلك: الولايات المتحدة الأمريكية التي وصلت حصيلة الخسارات الحكومية فيها إلى حوالي 345 مليار دولار أمريكي بفعل التهرب الضريبي. [١]
نجد مما سبق، أنّ التهرب الضريبي هو أداة احتيال على الحكومات من قبل الأفراد والمؤسسات، بهدف عدم الالتزام بدفع المستحقات المترتبة على الأصول والدخل.
ما هي أسباب التهرب الضريبي؟
تتعدد أسباب التهرب الضريبي وتختلف تبعًا لاختلاف نشاط الأفراد والمؤسسات، وحجم الدخل والإيرادات الخاص بكل منهم، وفيما يأتي سنستعرض أشهر الأسباب التي تقف وراء ذلك: [٣]
- ضعف هيكل النظام الضريبي للدول: وعدم وجود قوانين رادعة للحد من انتشار هذه الظاهرة، ويشمل ذلك أيضًا توزيع فوضوي وغير واضح للمستويات الحكومية.
- تدني الوعي لدى المواطنين: أي غياب الوعي بأهمية الالتزام بدفع الضرائب، ويرافق ذلك انخفاض المستوى التعليمي للسكان في بعض البلدان.
- فرض معدلات عالية من الضرائب على المواطنين: ويطلق على ذلك اسم الضغط الضريبي.
- وجود الشركات متعددة الجنسيات: والتي تمتلك نظام قائم على تخطيط ضريبي صارم.
- ضخامة كمية الأصول الغير ملموسة: إذ يصعب جدًا تحديد موقع الأصول الغير ملموسة الأصلي، وكذلك قيمتها الحقيقية بكل دقة.
- ظهور الاقتصاد الرقمي: وذلك في ظل التطور التكنولوجي الكبير الذي طرأ مؤخرًا، والذي رافقه ظهور التجارة الإلكترونية (نظام التجارة عبر الإنترنت)، والعملات الرقمية، والطرق الحديثة لترويج الخدمات والسلع، وكذلك المنصات التعاونية، كل ما سبق أدى وبشكل كبير إلى صعوبة الرقابة والملاحقة في فرض الضرائب.
يستنتج مما ورد أنّ هناك علاقة طردية بين قلة الوعي والمستوى التعليمي لدى المواطنين، وعدم الالتزام في إيفاء الضرائب للحكومات.
ما أساليب التهرب الضريبي؟
تختلف اطرق التهرب الضريبي ما بين إخفاء البيانات والحقائق بشكل كلي أو جزئي، أو تزويرها والتلاعب فيها، وفيما يأتي نستعرض أشهرها: [٤]
- إخفاء بيانات الدخل: ويشمل ذلك عدم الإفصاح عن الدخل الحقيقي للمنظمات (الإيرادات)، والإفصاح عن مبلغ أقل بكثير من ذلك، وخاصة في حالات الدخل النقدي، إلى جانب إخفاء المصدر الحقيقي للدخل.
- تقديم معلومات خاطئة لمصلحة الضرائب: ويرتبط ذلك بالنقطة الأولى، إذ يتمّ تحريف المعلومات الخاصة بالنفقات التجارية وغيرها، أو التعمد المباشر في عدم الالتزام بدفع المستحقات المترتبة كضرائب على الشركات والأفراد.
- المبالغة في عرض المصروفات: كإدخال المصروفات الشخصية على أنها مصروفات ونفقات تجارية على بيل المثال.
- التزوير: وذلك بعمل قيود غير صحيحة سواء في السجلات أو الدفاتر الضريبية، وإخفاء الأصول (الممتلكات الملموسة) التي تعود للأفراد أو الشركات، وعدم الإفصاح عنها.
- التلاعب في كشوفات رواتب الموظفين: وذلك إما من خلال الدفع النقدي للموظفين وإخفاء الإقرارات الضريبية الخاصة بهذه الرواتب، بالإضافة إلى ما يسمى بالتأجير الوظيفي أو (Employment leasing)، وهو وفقًا لمصلحة الضرائب الأمريكية عبارة عن قيام الشركات والمنظمات المختلفة باستئجار خدمة كشوفات رواتب خارج نطاق مقراتها، بحيث لا يمكن لمصلحة الضرائب كشف هذه الأموال بأرقامها الصحيحة.
- التسويق والمبيعات الإلكترونية: بحيث لا يكون للنشاط التجاري أي مقر على أرض الواقع، وبالتالي يصعب رصد الضرائب المترتبة على المبيعات الناتجة عن هكذا مشاريع. [٥]
بالرغم من متابعة السلطات الضريبية للمنظمات والأفراد، ووجود لجان رقابية مخصصة لذلك، إلا أنه يصعب في بعض الحالات لا رصد المتهربين من الضرائب، وخاصة مشروعات التجارة الالكترونية، والتي يصعب جدًا ملاحقة أصحابها ومعرفة حجم مبيعاتهم وحجم الضرائب المترتبة عليهم.
هل يعاقب المتهرب من الضريبة؟
يصنف التهرب الضريبي على أنه تهمة جنائية يعاقب عليها القانون، وتختلف العقوبات المترتبة على المتهرب من الدفع سواء كان كيان اقتصادي أو فرد أو مجموعة أفراد تبعًا لاختلاف القوانين في الدولة المتواجد فيها، وتشمل العقوبات دفع مبلغ الضرائب المترتب على الشخص، إلى جانب غرامة مادية ناتجة عن التأخر في الالتزام بالدفع، وقد تصل في بعض الحالات والدول إلى فرض عقوبة السجن على المتهرب الضريبي [٢]، ومن الأمثلة على ذلك طرق مكافحة التهرب الضريبي في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشمل العقوبات فيها إلى دفع مبالغ مالية طائلة، وينص القانون الخاص بالإيرادات الداخلية هناك على السجن لمدة خمسة سنوات لكل متهرب عمدًا من دفع الضرائب، أو تغريمه مبلغ 100 ألف دولار للأفراد، و500 ألف دولار للشركات [١].
كيف يمكن حل مشكلة التهرب الضريبي؟
ينتج عن التهرب الضريبي العديد من الآثار السلبية، وتخسر الحكومات أموالاً طائلة مقابل ارتكاب هذه الجنحة، وعليه تتعدد الأدوات التقنية التي تستخدم لمكافحة التهرب الضريبي، ويقتضي أبرزها ما يلي:
- يمكن حل مشكلة التهرب الضريبي من خلال محاربة الأسباب التي تمّ ذكرها سابقًا، وذلك بنشر الوعي حول القوانين الضريبية والعقوبات التي تترتب على ارتكاب جريمة التهرب، إلى جانب متابعة التسويق الإلكتروني، واعتباره نشاطًا تجاريًا قائمًا بحد ذاته، وزيادة الرقابة على الشركات والمنظمات وحجم الإيرادات لديهم، ومتابعة النفقات والرواتب لتفادي أي تهرب ضريبي متوقع لاحقًا.
- تلعب التكنولوجيا دورًا بارزًا في التصدي لجرائم التهرب الضريبي بأشكاله المختلفة، وقد أثبتت فعاليتها في هذا الجانب لأكثر من 21 دولة، من خلال كشف الاحتيال، واسترداد الإيرادات بشكلٍ أعلى، ومن الأمثلة على ذلك: رواندا التي أدى إدخال تقنية نقاط البيع التكنولوجي فيها إلى مراقبة المبيعات الإلكترونية، ونتج عن ذلك زيادة تحصيل الحكومة للمستحقات الضريبية بنسبة لا تقلّ عن 20٪ في ضريبة القيمة المضافة المحصلة على نسبة المبيعات. [٦]
ما الفرق بين التهرب الضريبي والتجنب الضريبي؟
يعرف التجنب الضريبي (Tax Avoidance) وهو اللجوء إلى استخدام الأساليب المشروعة قانونيًا بهدف تقليص المبلغ المترتب كضريبة الدخل المستحقة على الفرد أو المنظمة، أي خفض مبلغ الضريبة بأساليب مدرجة في قانون الضرائب الحكومية، وبموجب قوانين الإيرادات الداخلية أيضًا، ومن أشكال التجنب الضريبي: الحصول على الخصومات الضريبية المخصصة لخفض نفقات العمل، وبالتالي خفض فواتير الضرائب، بالإضافة إلى إعداد خطط التأجيل الضريبي، وكذلك الحصول على الإئتمانات الضريبية الخاصة، كالائتمان الضريبي الخاص بمنح الموظفين إجازات عائلية مدفوعة، وفيما يأتي نستعرض أبرز الفروقات بين التهرب والتجنب الضريبي: [٤]
- التهرب الضريبي غير قانوني، بينما يعتبر التجنب الضريبي قانوني ومشروع، ويمكن ممارسته ضمن الحدود المسموحة.
- من أشكال التهرب الضريبي تزوير الخصومات وعدم الإبلاغ عن حجم الإيرادات والدخل، بينما التجنب الضريبي يتمّ من خلال الحصول على الخصومات المختلفة، كخصم الرهن العقاري، والإئتمان الضريبي للأطفال، أو حتى الاستثمار في صندوق التقاعد.
يوجد فرق واضح بين التهرب الضريبي والتجنب الضريبي حيث إن التجنب يعدّ أمرًا قانونيًا على عكس التهرب الذي يحاسب صاحبه، ولكل منهما مظاهر وأساليب مختلفة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Tax evasion", law.cornell, Retrieved 20/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Tax Evasion", investopedia, Retrieved 20/2/2021. Edited.
- ↑ "Which are the causes of tax evasion?", ciat, Retrieved 20/2/2021. Edited.
- ^ أ ب JEAN MURRAY (29/4/2020), "What Is the Difference Between Tax Avoidance and Tax Evasion?", thebalancesmb, Retrieved 21/2/2021. Edited.
- ↑ "Technology Tools to Tackle Tax Evasion and Tax Fraud", oecd, Retrieved 21/2/2021. Edited.
- ↑ "OECD – Technology Tools to Tackle Tax Evasion and Tax Fraud", michaelamerz, Retrieved 21/2/2021. Edited.