محتويات
مفهوم الجذر اللغوي
إن المقصود بالجذر اللغوي في اللغة العربية هو أصل الكلمة التي نشأت منها، أي هو الوحدة المعجمية للكلمة وقد يكون ثلاثيًا مثل "خرج"، وقد يكون رباعيًا مثل "دحرج"، وإن هذه الوحدة المعجمية هي أصل الكلمة التي على أساسها تصنف الكلمات في المعاجم، ومن تسمياته أيضًا المادة المعجمية.[١]
إنّ المعنى المعجمي لكلمة جذر كما وردت في لسان العرب لابن منظور بأنّه أصل الشيء، جذرَ الشيْ: قطعه واستأصله. وجذرُ كل شيء أصله، والجذرُ أصل اللسان، وأصل الذكر، وأصل كل شيء.[٢]
أصول الجذور اللغوية في لسان العرب
هل تخضع أصول الجذور العربية لعدد معين من الحروف؟
لسان العرب معجم لغوي عربي ألّفه الإمام اللغوي ابن منظور، ويعد هذا المعجم من أكثر المعاجم شمولية وأكبرها، وقد جمع ابن منظور مادته العلمية من خمسة مصادر وهي: تهذيب اللغة للأزهري، والمحكم لابن سيده، وتاج اللغة وصحاح العربية للجوهري، وحواشي ابن بري على صحاح الجوهري، والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير، رتّب ابن منظور المواد المعجمية أي أصول الحروف على الطريقة التقليدية، على اعتبار آخر الكلمة بدلًا من أولها، أي أنّه معجم يأخذ بأواخر الكلمات، وقامت دار المعارف في طبعتها للكتاب بترتيبه ترتيبًا ألفبائيًا وبهذا الترتيب أصبح معجمًا يأخذ بأوائل الكلمات.[٣]
ضمّ ابن منظور في معجمه ثمانين ألف جذر لغويّ، مقسمة على مئتين وتسعين جذرًا في باب الهمزة، وأربعمئة وخمسة وسبعين جذرًا في باب الباء، ومئة وأربع وتسعين جذرًا في باب التاء، ومئة وثلاثة وخمسين جذرًا في باب الثاء، وأربعمئة وثلاثة وأربعين جذرًا في باب الجيم، وأربعمئة واثنين وستين جذرًا في باب الحاء، وأربعمئة وثلاثة جذور في باب الخاء، وأربعمئة وخمسة وخمسين جذرًا في باب الدال، ومئة وأربعة وثلاثين جذرًا في باب الذال، وثلاثمئة وسبعة وستين جذرًا في باب الراء، وثلاثمئة وثلاثة جذور في باب الزاي، وأربعمئة وستة وأربعين جذرًا في باب السين.[٤]
وضمّ أربعمئة وواحد وعشرين جذرًا في باب الشين، ومئتين وستة وستين جذرًا في باب الصاد، ومئة وثمانية وتسعين جذرًا في باب الضاد، ومئتين وثلاثة وخمسين جذرًا في باب الطاء، وأربعين جذرًا في باب الظاء، وثلاثمئة وتسعة وأربعين جذرًا في باب العين، ومئتين وخمسة وخمسين جذرًا في باب الغين، وثلاثمئة وواحد وستين جذرًا في الهاء، وثلاثمئة وأربعة وستين جذ باب الفاء.[٤]
كما ضمّ خمسمئة وستة وأربعين جذرًا في باب القاف، أربعمئة وسبعة جذور في باب الكاف، ومئتين وأربعة وتسعين جذرًا في باب اللام، وثلاثمئة وتسعة وأربعين جذرًا في باب الميم، وأربعمئة وثمانية وثلاثين جذرًا في باب النون، وثلاثمئة وستة وثمانين جذرًا في باب الهاء، وثلاثمئة وأربعة وستين جذرًا في باب الواو، وثماني وسبعين جذرًا في باب الياء.[٤]
العلاقة الصرفية بين الجذور اللغوية والأوزان
لماذا ندرس الناحية الصرفية والصوتية لمعرفة العلاقة بين الجذر والوزن؟
يوجد ناحيتان لدراسة الجذور اللغوية: ناحية صرفية، وناحية صوتية كالإدغام والمد والتشديد، والأصوات العربية تتضمن قواعد الإملاء مثل كتابة الهمزة والتشكيل، وكذلك حروف العلة والحروف المشددة أي: المكررة، وكذلك حروف الإبدال في أوزان الافتعال كحرف الصاد والضاد والطاء والظاء والدال والذال والزاي وحروف الإدغام.[٥]
وهذا له ارتباط وثيق بالجذور اللغوية التي يدرسها علم الصرف، حيث لا نستطيع معرفة الجذر اللغوي دون معرفة هذه القواعد، والأسباب المؤثرة في الإعلال والإبدال التي تجعلنا نعرف الحروف الأصلية للكلمة، وبهذا نتأكد من وجود علاقة صرفية بين الجذور اللغوية والأوزان، لأن معرفة الجذر اللغوي الصحيح يتطلب اتباع قواعد الصرف والوصول إلى الوزن الصحيح للكلمة.[٥]
كيفية استخراج الجذر اللغوي
هل نتبع القواعد الصرفية لاستخراج الجذراللغوي؟
لمعرفة الجذر اللغوي لأي كلمة يجب اتباع مجموعة من القواعد الصرفية وهي: تجريد الكلمة من أحرف الزيادة وإعادتها إلى فعلها الماضي، وله عدة أنواع؛ الصحيح الذي يخلو من حروف العلة، والسالم الذي يخلو من الهمز والتضعيف، فإذا كان لدينا فعل معتل أجوف مثل "قال" فيجب إعادة الألف إلى أصلها، ولمعرفة أصل الألف هنا نحول الفعل إلى المضارع "يقول" فيكون الجذر اللغوي هو "قَولَ" فنجده في باب القاف من المعجم مع مراعاة ترتيب الواو واللام في معجم يأخذ بأوائل الكلمات.[٦]
نجده في باب اللام فصل القاف مع مراعاة الواو في معجم يأخذ بأواخر الكلمات، وعلى سبيل المثال لدينا كلمة "السرور"، فإن هذه الكلمة مصدر وفعل "سرّ" ونجد أنّ الفعل مضعّف، ولهذا نفك التضعيف فيصبح "سرر" وبهذا نكون قد استخرجنا الجذر اللغوي من الكلمة.[٦]
تطبيقات على استخراج الجذور اللغوية
كيف تأتي الجذور اللغوية في أبنية الكلمات المختلفة؟
بعد معرفتنا لكيفية استخراج الجذر اللغوي من أي كلمة وتطبيق مجموعة الخطوات في تجريد الكلمة من أحرف الزيادة وإعادة الكلمة إلى فعلها الماضي، وإعادة الألف إلى أصلها نضع بين أيديكم بعض الأمثلة المشروحة:[٧]
- استعمل الولد المنديل: الفعل استعمل هو فعل مزيد، ولمعرفة الجذر اللغوي لهذا الفعل نحذف الألف والسين والتاء لنصل إلى جذره اللغوي عمل.
- تشاجر الرجلان عند البائع: كلمة البائع من فعل بيع وماضيها باع وأصل الألف ياء فيصبح جذرها اللغوي بَيَعَ.
- أكرم أبي الضيف: الفعل أكرم من الكرم وفعله كرم نحذف الهمزة لنحصل على الجذر اللغوي له.
- حرّم الله الكذب: الفعل حرّم وهو من التحريم والحرام، هو فعل مزيد بالتضعيف، ولمعرفة جذره اللغوي الأصلي يجب فك التضعيف فيصبح حرَم، وهذا هو الجذر اللغوي له.
- اندمج الطلاب الجدد بالطلاب القدامى: الفعل اندمج من الاندماج والدمج، هو فعل مزيد بحرفين وهما الألف والنون، فنقوم بحذفهما لنحصل على الجذر اللغوي الذي هو دمج.
- انتفع الطالب بعلم يطوّره: الفعل انتفع من الانتفاع والمنفعة فعل مزيد بحرفين وهما الألف والنون، وعند حذفهما يصبح الفعل نفع وهو الجذر اللغوي للفعل.
- استسلم الجيش الضعيف: الفعل استسلم من الاستسلام أي: طلب السلم وهو فعل مزيد بثلاثة أحرف وهي الألف والسين والتاء، فنقوم بحذفها يصبح الجذر اللغوي سَلِمَ.
- اعشوشب الجبل وأصبح أخضر: اعشوشب وهو من كثر العشب في المكان وهو مزيد بالألف والشين الأولى والواو، وبحذف هذه الحروف يصبح الفعل عشب وهو الجذر اللغوي للفعل.
- اغرورق الدمع في عينيها: اغرورق فعل مزيد بالألف والراء الأولى والواو، وعند حذف هذه الحروف يصبح غرق وبهذا نكون استخرجنا الجذر اللغوي للفعل.
المراجع
- ↑ منى طعمة، تعريفات في اللسانيات، صفحة 120. بتصرّف.
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، صفحة 575.
- ↑ إشراف الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف، خزانة الكتب كتب اللغة العربية، صفحة 383. بتصرّف.
- ^ أ ب ت طاهر حبقة، محاضرات عملية في الدراسات الصوتية واللسانية، صفحة 13.
- ^ أ ب عبد الله بن عبد الرحمن الزامل، العلاقة الصرفية بين الجذور والأوزان، صفحة 4-6. بتصرّف.
- ^ أ ب حسن شحود، محاضرات في النحو والصرف، صفحة 53. بتصرّف.
- ↑ حسن شحود، محاضرات في النحو والصرف، صفحة 54. بتصرّف.