محتويات
الجربوع ووصفه الشكلي
الجربوع أو اليربوع (بالإنجليزية: Jerboa) والاسم العلمي له هو (Dipodidae)، وهو حيوان صغير يشبه الفئران ينتمي إلى شعبة الحبليات، كما ينتمي لفصيلة الثدييات التي يحمل خصائصها.[١]
يعد الجربوع حيوانًا صغير الحجم يتراوح طوله بين 5 و15 سم تقريبًا، والذي يختلف باختلاف نوعه، ويتراوح وزنه بين 31 غم إلى أكثر من ذلك، ويبدو مظهره العام من حيث شكل الجسم والرأس أقرب للفأر.[٢]
يمتلك الجربوع عيونًا تشبه عيون البومة، وأذنين تشبهان آذان السنجاب، وأرجلًا خلفية تشبه أرجل الكنغر، وتعد أرجله الخلفية أطول بحوالي أربعة أضعاف من أرجله الأمامية، والتي يتراوح طولها بين 1.83 و3.05 م.[٢]
يمتلك الجربوع أرجلًا أمامية شبيهة بأرجل الكلب، كما أنّ لديه شعيرات حسية كالقط، ويغطى جسمه الصغير فرو طويل وناعم، يتدرج لونه من البرتقالي إلى الأصفر الداكن، ويمتلك ذيلًا مميزًا طويلًا يكون في الغالب أطول من الجسم نفسه.[٢]
موطن الجربوع
يعيش الجربوع في مناطق غرب آسيا وصولًا إلى الشمال والجنوب الغربي من أفريقيا، إذ يفضل أن يعيش في الموائل الرملية القاحلة التي تتميز بالخصائص التالية:[٢]
- انخفاض الحرارة إلى الصفر خلال فصل الشتاء، مثل؛ صحراء جوبي.
- ارتفاع الحرارة إلى ما يزيد عن 54 درجة مئوية في فصل الصيف، مثل؛ الصحراء الكبرى.
سلوك الجربوع
للجربوع سلوك مميز في طريقة حياته، إذ يتميز بأنه:[٢]
- حيوان ليلي
يخرج الجربوع لسطح الأرض ليلًا، ويقضي معظم النهار تحت الأرض.
- قادر على القفز
إذ يُساعده القفز على الهرب من الحيوانات المفترسة.
- قادر على المشي لمسافات طويلة
إذ يمكنه المشي من 24.14 إلى 25.7 كم في الساعة الواحدة.
- حيوان منعزل
الجربوع هو حيوان منعزل يفضل العيش بمفرده في جحره الخاص أو العيش في عزلة داخل مستعمرة.
- السبات في الشتاء أو الصيف
يدخل جربوع الأماكن الصحراوية الباردة في سبات خلال فصل الشتاء، بينما يدخل جربوع الأماكن الصحراوية الحارة في سبات خلال فصل الصيف.
- العيش في جحر أو نفق
يحفر الجربوع جحرًا بسيطًا بطول 30 إلى 60 سم مستخدمًا أنفه وأسنانه ومخالبه، ويعيش فيه بصورة مؤقتة، ويمتلك نفقًا واحدًا فقط يستخدمه كملاذ وحماية له عند ارتفاع درجة الحرارة، أو كمهرب من الحيوانات المفترسة.
كما يحفر الجربوع أيضًا جحرًا دائمًا بطول يتراوح من 1.52 إلى 2.44 م، يتضمن عددًا كبيرًا من الأنفاق وغرف تخزين الطعام وغرف السبات، وحجرة للتعشيش مفروشة ببعض النباتات أو شعر الإبل.
حركة الجربوع
تنشط حركة الجربوع أثناء الليل ويستظل في بيته خلال ساعات النهار، علماً أنّه يبني أربعة جحور منفصلة اثنان منها مؤقتة واثنان دائمة، والمؤقتة منها تكون على شكل أنابيب عادية مخصصة للهرب من الحيوانات المفترسة أثناء الليل، وغالباً ما يكون عمقها من 10 إلى 20 سم فقط وتكون غير محمية أو مموهة.[٣]
أما الدائمة فتكون مغلقة بإحكام بالرمال للمحافظة على الرطوبة والحرارة داخل الجحر، وغالباً ما يكون طولها من 20 إلى 50 سم.[٣]
غذاء الجربوع
يستطيع الجربوع أن يمشي لمسافات طويلة جدًا بحثًا عن الطعام دون أن يفقد الكثير من الطاقة، إذ إنه يحب تناول الأوراق والنباتات الخضراء الطازجة التي تنمو في الصحراء بعد هطول الأمطار، إلا أنّ جفاف النباتات وندرتها في هذه البيئات يجعل الجربوع يحفر في الأرض ليصل إلى جذور النبات ويأكلها.[٤]
يوجد بعض الأنواع من الجربوع التي تتغذى على الحشرات الصغيرة مثل الخنافس، لا سيما الجربوع طويل الأذنين في منغوليا، والذي يعد 95% من طعامه من الحشرات.[٤]
يحصل الجربوع على الماء عن طريق الرطوبة الموجودة في طعامه، إذ إنّه في حقيقة الأمر لا يشرب، وفي المختبر يمكن أن يعيش الجربوع لمدة تصل إلى ثلاث سنوات على البذور الجافة فقط، كما أنه يأكل الأوراق والبراعم حينما تسنح له الفرصة.[٤]
ومن الجدير بالذكر أن بول الجربوع المركّز والحمضي للغاية، يقلل من فقد جسمه للماء قدر الإمكان في فترات الجفاف.[٤]
تكاثر الجربوع
الجربوع حيوان مراوغ وخجول وهذا ما يجعل العلماء لا يعلمون الكثير عن سلوك التكاثر والتزاوج لديه، إلا أنّ موسم التزاوج عنده يبدأ بعد انتهاء سبات الشتاء، ويشك الباحثون بأن يكون للجربوع أكثر من زوجة، لكنّهم غير متأكدين من ذلك.[١]
وبالنسبة للإناث فهي تتكاثر مرتين في فترة الصيف، وتتراوح مدة حملها بين 25 و35 يومًا، وهذه مدة طويلة جدًا مقارنة بأنواع القوارض الأخرى لا سيما وأنّ عمرها قصير، ويبلغ عدد الصغار في الولادة الواحدة من 2 إلى 6 تعتني بهم الأم حتى الفطام، ذلك لأنّهم عند الولادة يكونون بلا أي فرو ولا يمكنهم الاعتناء بأنفسهم.[١]
ويعد نمو الجربوع الصغير بطيئًا إلى حد ما إذا ما قارناه بأنواع القوارض الأخرى، إذ يحتاج حتى يبلغ إلى ضعف المدة التي تحتاجها القوارض الأخرى تقريبًا، فيبدأ الجربوع الصغير في القفز بعد مرور ما لا يقل عن 11 أسبوعًا، ولا يصل للنضج الجنسي إلا بعد 14 أسبوعًا على الأقل، وتبلغ أقصى مدة يمكن أن يعيشها في البرية حوالي 6 سنوات.[١]