محتويات
ما المقصود بالحمل الرحوي؟
الحمل الرحوي أو الحمل العنقودي (molar pregnancy) هو تعقيد نادر يصيب الحمل، يسبّب نموًّا غير طبيعي داخل الرحم يتكوّن من خلايا الأرومة المغذية التي توجد طبيعيًّا في المشيمة، ويوجد نوعان من الحمل الرحوي، هما: الحمل الرحوي الكامل، وفيه تكون المشيمة غير طبيعية ومنتفخة، وتبدو كأنها تحتوي على أكياس ممتلئة بسائل، ولا يتكون جنين في هذا النوع، أما النوع الثاني فهو الحمل الرحوي الجزئي، الذي تتكون فيه مشيمة سليمة لكن تحتوي على أنسجة غير طبيعية، كما قد يتكون جنين في هذا النوع لكن لا يستطيع البقاء على قيد الحياة طويلًا، مما يسبب الإجهاض مبكرًا. وقد يُسبب الحمل الرحوي مضاعفات خطيرةً، مثل الإصابة بنوع نادر من السرطان يتطلّب التدخل الفوري لعلاجه.[١]
ما هي أعراض الحمل الرحوي؟
يبدو الحمل الرحوي في البداية كالحمل الطبيعي، ثم تبدأ بالظهور بعض الأعراض التي تتطلب استشارة الطبيب على الفور، مثل:[٢]
- نزيف مهبلي في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل.
- خروج تجمّع أكياس من المهبل، وهذه الأكياس تكون مملوءة بسائل.
- غثيان شديد وتقيؤ.
- الشعور بضغط أو ألم داخل الحوض، لكنّه عَرَض نادر.
كما توجد بعض الأعراض التي تُرجح وجود حمل رحوي، مثل:
- الإصابة بفقر الدم.
- ظهور أكياس على المبيضين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- نمو الرحم بنسبة أكبر أو أقلّ من الطبيعي.
ما أسباب حدوث الحمل الرحوي؟
يحدث الرحم الرحوي نتيجة وجود مشكلة في البويضة المخصبة، إذ تحتوي كل خلية من خلايا الإنسان على 23 زوجًا من الكروموسومات، زوج منهم يأتي من الأب والزوج الآخر من الأم، وتحمل هذه الكروموسومات كل المعلومات الضرورية لطريقة عمل خلايا الجسم، لكن في حالة الحمل الرحوي تحتوي الخلايا على زوج زائد من الكروموسومات يأتي من الأب، مما يجعل البويضة المخصبة غير قادرة على الحياة وتموت خلال أسابيع قليلة من بداية الحمل، وفي ما يأتي العوامل التي تزيد خطر الإصابة بهذه الحالة:[٣]
- العمر الأصغر من 25 عامًا والأكبر من 35 عامًا.
- الإصابة بالحمل الرحوي سابقًا.
- فقدان حمل سابق.
- وجود صعوبة في حدوث الحمل أو مشكلات في الخصوبة.
كيف يُشخَّص الحمل الرحوي؟
عندما يشك الطبيب بإصابة المرأة بالحمل الرحوي يطلب إجراء بعض فحوصات الدم لتأكيد حدوثه، مثل قياس مستوى هرمون الحمل، كما يستخدم الموجات فوق الصوتية عبر المهبل لمنطقة البطن والحوض، إذ تكشف عن الإصابة بالحمل الرحوي الكامل في الأسابيع الأولى منه؛ في الأسبوع الثامن أو التاسع تقريبًا، ويكشف الطبيب بواسطة الموجات عن عدم وجود جنين داخل الرحم، وعدم وجود سائل سلوي، ووجود مشيمة سميكة تملأ الرحم كله تقريبًا، ووجود تكيسات على المبيض. أما في حالة الحمل الرحوي الجزئي يرى الطبيب في الرحم بواسطة الموجات فوق الصوتية الجنين بطيء النمو، وانخفاض حجم السائل السلوي، والمشيمة السميكة المتكيّسة، وبعد التأكّد من الإصابة بالحمل الرحوي يُجري الطبيب المزيد من الفحوصات للكشف عن المشكلات الصحية الأخرى التي تصاحبه، مثل: فقر الدم، وتسمم الحمل، وفرط نشاط الغدة الدرقية.[١]
ما علاج الحمل الرحوي؟
لا يكتمل الحمل الرحوي مثل الحمل السليم وسينتهي عاجلًا بلا شك، لذا يجب على الطبيب التدخل للتخلص منه وعلاج أو منع التعقيدات التي تصاحبه، وقد يكون صعبًا على المرأة ومُحزنًا أن تتخلص من الحمل مبكرًا بعد سعادتها بحدوثه، لكن مع العلاج السليم والناجح تستطيع الحمل مرّةً أخرى حملًا طبيعيًا وتستطيع إنجاب طفل سليم، ويتضمن علاج الحمل الرحوي ما يأتي:[٤]
- توسيع وكحته الرحم: خلال هذا الإجراء يزيل الطبيب أنسجة الحمل الرحوي من داخل الرحم عبر توسيع عنق الرحم واستخدام جهاز شفط طبي لإزالة الأنسجة التالفة، وغالبًا ما تكون المرأة نائمةً خلال هذا الإجراء، أو تحصل على تخدير موضعي مكان الرحم، وعلى الرغم من أن عملية التوسيع والكحت تُجرى عادةً في عيادة الطبيب إلا أنّه في حالة الحمل الرحوي يفضل أن تُجرى داخل المستشفى.
- العلاج الكيماوي: إذا كان الحمل الرحوي من النوع الخطير الذي يحتمل تحوّله إلى سرطان أو الذي يصعب علاجه لأي سبب يوصي الطبيب بالحصول على العلاج الكيماوي بعد عملية التوسيع والكحت، خاصةً إن لم ينخفض مستوى هرمون الحمل تدريجيًا بعد العملية.
- استئصال الرحم: جراحة استئصال الرحم هي من الخيارات المتاحة إن كانت المرأة لا ترغب بالإنجاب مرّةً أخرى، لكنّها ليست من العلاجات الشائعة للحمل الرحوي، وعادةً تخضع المرأة للتخدير الكلّي أثناء الجراحة.
- الجلوبيولين المناعي من النوع G: يسمّى أيضًا حقنة RH، وهو جزء من خطة العلاج لمنع المضاعفات التي قد تحدث بسبب تكوّن أجسام مضادة في الجسم، لكن يجب تحديد فصيلة دم المرأة قبل الحصول على الحقنة.
ما هي مضاعفات الحمل الرحوي؟
بعد الحصول على العلاج المناسب يجب أن تستمر المرأة بالمتابعة مع الطبيب وإجراء بعض الفحوصات للتأكد من التخلص من كل أنسجة الحمل الرحوي وعدم بقاء أي منها داخل الرحم، وفي حالات نادرة قد تنمو الأنسجة مرّةً أخرى وتسبّب الإصابة ببعض أنواع السرطانات، وتمثّل هذه الحالات 15-20% من الحمل الرحوي الكامل و5% من الحمل الرحوي الجزئي، لذا يوصي الطبيب بإجراء اختبار هرمون الحمل في الدم والفحص بالموجات فوق الصوتية على مدار عام بعد الانتهاء من العلاج، كما أنّ هذا النوع من الحمل الرحوي يمكنه الانتشار إلى أعضاء الجسم الأخرى، ويمكن علاجه بأكثر من نوع من العلاج الكيماوي.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2017-12-14), "Molar pregnancy"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ "MOLAR PREGNANCY", marchofdimes,2017-10، Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ Trina Pagano (2018-10-31), "What is a Molar Pregnancy?"، webmd, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ↑ Noreen Iftikhar (2019-8-30), "Molar Pregnancy: What You Need to Know"، healthline, Retrieved 2020-5-5. Edited.