سنن الفطرة
هي الطبيعة والجبلَّة التي خلق اللهُ الناس عليها قال تعالى: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}[١] وقد سنَّها الله -عزَّ وجلَّ- لحكم متعددة، ومن هذه الحِكَم: الإصلاح والتطهير من الفضلات الضارَّة؛ ليبقى الإنسان نظيف صحيح البدن وطيِّب الرائحة،[٢] وقد ذكرت هذه السنن في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "عَشْرٌ من الفِطْرَةِ : قَصُّ الشارِبِ ، و إعْفاءُ اللِحيَةِ ، و السِّواكُ ، و اسْتِنْشاقُ الماءِ ، وقَصُّ الأظْفارِ ، و غَسْلُ البَراجِمِ ، و نَتْفُ الإبِطِ ، و حَلْقُ العانَةِ ، و انْتِقاصُ الماءِ".[٣] وسيتمُّ تخصيص هذا المقال للحديث عن الختان وبيان حكمه، والحكمَة منه.
الختان
فالختان من سنن الفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها، ولا يختص الختان بالذكورة فالأنثى كذلك تُختن ودليل ذلك أن امرأةً كانت تَخْتِنُ بالمدينةِ فقال لها النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا تُنْهِكي فإن ذلك أحظَى للمرأةِ وأحبُّ إلى البعلِ"[٤] ويسمى ختانها خفضًا ويُطلق على ختان الرجل الإعذار،[٥] والختان وهو قطع الجلدة الساترة للحشفة بالنسبة للرجل أما للأنثى فهو قطع البظر أي اللحمة التي تقع أعلى الفرج،[٦] ورُوي أنَّ أوَّل من اختتن هو إبراهيم -عليه السلام- وكان عمره ثمانين عامًا[٥] وقد رُويَ ذلك عن أبي هريرة: "اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ النبيُّ عليه السَّلَامُ، وَهو ابنُ ثَمَانِينَ سَنَةً بالقَدُومِ."[٧] وكان الختان من الأمور التي ابتُليَ بها[٥] قال تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }[٨] ثمَّ استمر الختان في جميع الرسل من بعده. وقد اختلف الفقهاء في حكم الختان والراجح أنَّه واجبٌ في حقِّ الذكر وسنَّة في حقِّ الأنثى[٥] وفي حال أنَّ المسلم لم يُختن في صغره فعليه المسارعة في ختان نفسه عند البلوغ،[٩] فبقاء الجلدة يعمل على تجمُّع البول في هذه المنطقة وعند عصره يتنجس بذلك وهذا يتعارض مع شرط من شروط الصلاة وهي الطهارة.[٥]
الحكمة من الختان
الله -عزَّ وجلَّ- هو العليم الحكيم الذي خلق الإنسان وشرع له الأحكام التي تصلح له وتناسبه، وعلى المسلم أن يخضع ويستسلم لأمر الله سواء علم الحكمة أم لم يعلم، ولا بأس بالبحث عن الحكمة التي تزيد المسلم إيمانًا وعلمًا بعظمة هذا الدين،[١٠] ومما يأتي بعض الحِكَم من مشروعية الختان:
- الوقاية من الالتهابات الموضعية في القضيب والتي قد تسبب أمراضًا خطيرة مثل سرطان القضيب.[١٠]
- الوقاية من التهابات المجاري البولية.[١٠]
- الوقاية من التهابات المجاري التناسلية.[١١]
- الوقاية من الأمراض الجنسية.[١٢]
- منع الرائحة الكريهة بسبب تراكم النتن.[١١]
- التخلص من الإفرازات الدهنيَّة والسيلان الشحمي.[١٣]
- وقاية الأنثى من سرطان عنق الرحم.[١٠]
- اعتدال الشهوة عند الأنثى؛[١٤] لما للبظر من دورٍ كبير في إحساس المرأة بالنشوة بسبب وجود خلايا حسيَّة تستجيب للإثارة الجنسيَّة.[١٣]
المراجع
- ↑ سورة الروم، آية: 30.
- ↑ "سنن الفطرة "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة، الصفحة أو الرقم: 4009، حديث حسن.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم: 5271، حديث صحيح.
- ^ أ ب ت ث ج "الختان ؛ كيفيته وأحكامه"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "المبحث الأوَّل: تعريف الختان لغةً واصطلاحًا"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2370، حديث صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية: 124.
- ↑ "الختان من سنن الفطرة وهو واجب"، www.aliftaa.jo، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "فوائد الختان الصحية والشرعية"، >islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الفوائد الطبية من ختان البنات"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "فوائد الختان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "ختان الإناث"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من ختان الأنثى"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-12-2019. بتصرّف.