الوسائل الحربية
لعلّ فكرة الحرب منذ القديم جعلت الإنسان يبتكر أسلحة ويطوّرها ليسهل عليه الدفاع عن نفسه على نحو أفضل، فمن الفؤوس الحجريّة اليدوية إلى الحِراب والسهام والرّماح، وإلى المنجنيق تراوحت أسلحة الإنسان بحسب متطلّبات كلّ عصر من العصور،[١] ولأنّ التحصين الجيّد للدّولة أو المملكة هو أهمّ ما يجب فعله للحفاظ على الدولة فقد أنشأ الناس القلاع وجعلوها مركزًا للدولة، والحصن الذي يهرعون إليه عند الشدائد، وكانت القلاع تُبنى في مناطق مرتفعة كالجبال مثلًا؛ لتكون منيعة على الأعداء فلا ينالونها بسهولة، وبعض القلاع كانت تُبنى على أرض منبسطة، وهذه لها أساليب حماية أخرى غير تحصيناتها كحفر الخندق حولها، أو حول المدينة كاملة، وفي هذا المقال سيتمّ الحديث عن الخندق.[٢]
الخندق
تُعرّف معاجم اللغة العربية الخندق بأنّه المكان المحفور كالوادي حول أسوار المدن بهدف حمايتها، وكذلك هو الأخدود الذي يُحفر في الحروب والمعارك ليتحصّن الجنود فيه ويتّقون غارات العدو وسلاحه،[٣] وأمّا اليوم فقد اتّسع مفهوم الخندق وحتى استخداماته كذلك؛ فقد صار الخندق يُحفر من أجل هندسة المدن والشوارع بهدف خدمة البنية التحتيّة للمدن، وكذلك مدّ الشبكات تحت الأرض كخطوط الهاتف وأنابيب الغاز وأنابيب المياه، وقديمًا كان الخندق يُحيط بالمدن ومعسكرات الجيوش وقد يُملأ بالماء أحيانًا، وقد يتكوّن الخندق أحيانًا من دون تدخّل الإنسان، ويكون مردّه في الغالب إلى عوامل التّعرية الطبيعيّة، كالمياه الجارية أو مياه الأمطار، وقد تنشأ الخنادق عن طريق الحركة الجيولوجيّة للأرض عن طريق حركة الصفائح التكتونيّة، فتنشأ عندها خنادق عملاقة هي أقرب للأودية المتصدّعة، ولكنّها تُسمّى أحيانًا الخنادق المحيطية، مثل خندق ماريانا الذي يقع في المحيط الهادي، وبذلك يكون الحديث حول الخندق والخنادق قد انتهى في هذه الفِقرة.[٤]
القلاع المخندقة
تُعرَفُ القلعة بأنّها البناء الذي يُشيّد على الجبال أو المرتفعات وأحيانًا في الأراضي المُنبسطة، أو قد تكون مشرفة على البحر، والقلاع تؤدّي دور البيت الذي يحمي ساكنيه، فكانت تحفظ الغذاء والماء ولوازم العيش لسكّانها، وكذلك تُساهم في الدفاع عنهم ضدّ الأخطار الخارجيّة، وإذا كان من أنواع القلعة أن تكون على جبل أو هضبة، فإنّ من أنواعها أيضًا ما يُعرف بالقلاع المخندقة، والقِلاع المُخندقة هي أن يُضرَب خندقٌ حول سور القلعة يمنعها عن الأعداء، وقد يُملأ بالماء أو يُترك من دون ماء، وقد يمتلئ بالماء من نهرٍ ما، ويكون ذلك في فصل من فصول العام ثمّ إذا هبط منسوب النهر تناقص الماء تدريجيًّا حتى يكاد يجفّ، ومن ذلك قلعة حلب التي بُنيت قبل مجيء الإسلام ثمّ جدّد بناءها سيف الدولة الحمدانيّ، وهذه القلعة من القلاع المخندقة، ويمتلئ خندقها بماء نهر قويق إذا كان منسوبه مرتفعًا، والخندق الذي يحيط بها عظيم يمنع الأعداء منها، وهي في غالب أوقات العام بلا ماء بعد الجفاف الكبير الذي أصاب نهر قويق، والله أعلم.[٥]
المراجع
- ↑ "أسلحة الجيوش القديمة من الفؤوس الحجرية إلى عصر البارود والمدافع"، www.lebarmy.gov.lb، اطّلع عليه بتاريخ 21-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "قلعة"، ar.m.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى خندق في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "خندق"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-01-22020. بتصرّف.
- ↑ "الحصون والقلاع .. عمارتها وأنظمتها ودورها التاريخي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 21-01-2020. بتصرّف.