تعريف الدَّين
يُعرّف الدَّيْن لغة وشرعاً بما يأتي:
- تعريف الدَّيْن لغة
أصل كلمة الدَّيْن من دانَ، والفاعل منها دائن، والمفعول مدين ومديون، والدَّيْن يدلّ على الاقتراض وأخذ المال.[١]
- تعريف الدَّيْن شرعاً
عرّف العلماء الدَّيْن أو الاستدانة بِـ: "طَلَبُ أَخْذِ مَالٍ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ شَغْل الذِّمَّةِ، سَوَاء كانَ عِوَضًا فِي مَبِيعٍ أَوْ سَلَمٍ أَوْ إِجَارَةٍ، أَوْ قَرْضًا، أَوْ ضَمَانَ مُتْلَفٍ"،[٢] ويُفهم من ذلك أنّ الدّين يعني طلب المال من الغير لإرجاع مثله في المستقبل، ويكون ذلك لأداء حقوق العباد؛ كالإنفاق على الأسرة، أو لأداء حقوق الله؛ كالحج والعمرة، أو لحقّ النّفس؛ كأن يستقرض شخص المال لنفسه بسبب حاجته.[٣]
حكم الدَّين في الإسلام
إنّ طلب الدَّين من الأمور المباحة عند الحاجة، بشرط وجود نيّة الوفاء بها وسدادها، وممّا يدلّ على ذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تُوفّي ودرعه مرهونة عند يهودي بسبب الدَّيْن، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (تُوُفِّيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ودِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بثَلَاثِينَ).[٤][٥]
وهذا الجواز مشروطٌ أيضاً في حال كانت الاستدانة لأمرٍ مشروع، أما الدَّين لأمرٍ محرّم فلا يُجيزه الشرع الإسلامي،[٦] قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الله معَ الدَّائنِ حتَّى يقضِيَ دينَه ما لم يَكُن فيما يَكرَه الله)،[٧] وقال أيضاً: (مَن أخَذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللَّهُ عنْه، ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ).[٨]
خطورة عدم سداد الدَّين
حذّرت العديد من النصوص الشرعية من أمر الدَّين وثقل مسؤوليّته، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (نفس المؤمن مُعَلّقة بدَيْنِه حتى يُقْضى عنه)،[٩] وعقّب العراقي على الحديث فقال: "أي أمرها موقوف لا حكم لها بنجاة ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا"، وفي حديث آخر يقول فيه النبي الكريم: (مَنْ ماتَ وهو بَريءٌ مِن ثلاثٍ: الكِبرُ، والغُلولُ، والدَّينُ؛ دَخَلَ الجنَّةَ).[١٠]
وفي حديث سابق: (..ومَن أخَذَ يُرِيدُ إتْلافَها أتْلَفَهُ اللَّهُ)،[٨] ويروي جابر -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلّى على رجلٍ مات وعليه ديْن بعد أن تكفّل أحد الصحابة بسداد دينه، وفي اليوم التالي سأله النبي عن أمر الدَّيْن، فأخبره بأنّه قد تمّ سداده، فقال النبي: (الآنَ حين بَرَدَتْ عليه جِلدُه).[١١]
وكان -عليه الصلاة والسلام- يستعيذ دائماً من الدّيْن، فعن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَدْعُو في الصَّلَاةِ ويقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ المَأْثَمِ والمَغْرَمِ، فَقالَ له قَائِلٌ: ما أكْثَرَ ما تَسْتَعِيذُ يا رَسولَ اللَّهِ مِنَ المَغْرَمِ؟ قالَ: إنَّ الرَّجُلَ إذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ، ووَعَدَ فأخْلَفَ)،[١٢] وهذا إن دلّ فهو يدلّ على التحذير والتشديد من أمر الدّيْن، فقد يُعذّب صاحبه إذا عزم على عدم إرجاعه.[١٣]
المراجع
- ↑ أحمد مختار عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، صفحة 795، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 262، جزء 3.
- ↑ "الاِسْتِدَانَةُ"، الجمهرة، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4467، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 6796، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ "الاستدانة بقدر الحاجة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:1968، صحيح.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2387، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1079، حسن.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن ثوبان، الصفحة أو الرقم:2252، صحيح على شرط الشيخين.
- ↑ رواه الحاكم، في المستدرك على الصحيحين، عن جابر، الصفحة أو الرقم:2381، صحيح الإسناد.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2397، صحيح.
- ↑ "خطورة أمر الدَّيْن"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2022. بتصرّف.