محتويات
بديل السكر
يسعى العديد من الأفراد إلى الحصول على الوزن المثالي وإنقاص الوزن الزائد باتباع الأنظمة الغذائيَّة التي تزوِّد الجسم بكميَّات أقل من السُّعرات الحراريَّة خلال اليوم، وربما كان الامتناع عن تناول السكر واحدًا من التحديات التي يعاني الشخص منها في رحلة الرجيم وتخفيف الوزن؛ لذا يلجأ بعضهم إلى استخدام بدائل السكر التي تسهم في السيطرة على كميَّة السعرات الحرارية المستهلكة إلى جانب الحصول على المذاق الحلو في الأطعمة. وفي هذا المقال حديث عن سكر السكرالوز، وهو أحد بدائل السكر شائعة الاستخدام.[١]
ما هو السكرالوز؟
يُعرَف السكرالوز (Sucralose) بأنَّه مادَّة تُصنَّع من سكر السكروز بعملية كيميائيَّة متعدِّدة الخطوات تنطوي على إزالة ثلاث مجموعات من (الهيدروجين-الأكسجين) واستبدال ذرات الكلور بها للحصول على مادة حلوة المذاق، وقد اكتُشِف السكرالوز في عام 1976 م حينما زعم أحد العلماء في إحدى الكليات البريطانية أنَّه أخطأ في اتِّباع تعليمات اختبار مادَّة ما فتذوقها ليدرك أنَّها حلوة المذاق إلى حدٍّ كبير.
ويُعدّ السكرالوز واحدًا من المُحلّيات الصناعيَّة التي تخلو من السعرات الحراريَّة، فهو يعطي مذاقًا حلوًا للأطعمة يفوق تحلية السكر العادي بما يقارب 400-700 مرة، كما أنَّه لا يسبِّب المذاق المرّ في الفم بعد تناوله كحال العديد من المُحلّيات الشائعة الأخرى.[٢][٣]
ما فوائد السكرالوز؟
قد يحمل السكرالوز مجموعة من الفوائد المُختلفة، ومنها ما يأتي:[٤]
- بديل السكر المثالي: يُعدّ السكرالوز بديلًا مثاليًّا من السكر؛ نظرًا لأنَّ تحليته تتجاوز السكر الطبيعي بنسبة كبيرة، إلى جانب عدم احتوائه على السعرات الحراريَّة؛ لذا تُستخدَم كمية ضئيلة جدًّا منه للحصول على التحلية المرغوبة.
- المساعدة في إنقاص الوزن: استخدام السكرالوز بدلًا من السكر العادي يعني استهلاك كميَّة أقل من السعرات الحرارية، لكنْ تأتي هذه الفائدة مع مجموعة من التحفظات، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ استهلاك المُحليات منخفضة السعرات الحراريَّة قد يحفِّز تكوين الدهون، والتأثير سلبًا في عمليَّة الأيض، ومن وجهة النظر النفسي قد يميل الأفراد إلى استهلاك الأطعمة عالية السعرات الحرارية بناءً على تصوُّرهم بأنَّ اختيار بديل السكر يُعدّ خيارًا صحيًّا كافيًا.
- استخدامه لمرضى السكري: أشارت منظمة الغذاء والدواء إلى أنَّ استخدام المُحليَّات قليلة السعرات الحراريَّة باعتدال عبر مرضى السكري بديلًا من السكر يُعدّ مقبولًا.[٥]
ما أضرار السكرالوز؟
يرافق استخدام السكرالوز حدوث عوارض جانبيَّة خفيفة، والتي يُعزى حدوثها إلى استمرار وجوده في الجسم لمدة طويلة بعد تناوله، وعلى الرغم من أنَّ الاستهلاك المحدود للسكرالوز لا يُعدّ ضارًا، لكنه يسفر عن الاستخدام المنتظم له خلال مدة طويلة وتخزينه في الجسم عدد من الآثار الضارة، وفي الآتي مجموعة منها:[٦]
- التأثير في فاعلية الأدوية: ومنها أدوية أمراض القلب، وأدوية السرطان، فقد يُسفر عن تناول السكرالوز تقليل امتصاص أنواع معينة من الأدوية؛ وهذا يعني انخفاض فاعليَّتها.
- مشكلات القناة الهضميَّة: فتراكم السكرالوز في القناه الهضميَّة قد يؤثر في عمليَّات الأيض والبكتيريا النافعة في الأمعاء التي تنفّذ العديد من الوظائف في الجسم؛ كتعديل الاستجابة المناعية، والتخمير، وتثبيط العوامل المُمرِضة، وأيض الأدوية، وامتصاص المغنيسيوم والكالسيوم، وبناء الفيتامينات.
- اضطرابات الهضم: أشارت نتائج العديد من الدراسات إلى أنَّ المُحليَّات الصناعية تؤثر في الهضم، ويعزى ذلك إلى تراكم السكرالوز في القناه الهضمية وتأثيره في البكتيريا النافعة فيها، وهذا يؤدي إلى ارتفاع كميَّة الماء وغاز النيتروجين في القولون، والذي يُسفر عنه حدوث مشكلات هضميَّة؛ كالإسهال، والانتفاخ، والغازات.
- ارتفاع خطورة الإصابة بالسرطان عند تعرُّضه للحرارة: فتسخين السكرالوز على درجات حرارة عالية تتجاوز 180 مئوية يسبَّب عدم ثباته وإطلاق مركبات الكلوروبروبانول (Chloropropanols)، وهي من المركبات التي تزيد من فرصة الإصابة بالسرطان، لكنْ ما زالت هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث للكشف عن أضرار الحرارة بالسكرالوز.
- ارتفاع السكر في الدم: ربما وجد أنَّ هذه المعلومة تناقض ما ذكر سابقًا؛ ذلك أنَّ السكرالوز يُستخدم بديلًا من السكر آمنًا على مرضى السكري، لكنْ توصَّلت بعض الدراسات إلى أنَّ المُحليَّات الصناعية تؤثر في الأيض، وبالتالي فهي قد تبدو سببًا لارتفاع مستويات السكر في الدم.[٤]
هل السكرالوز بديل آمن من السكر الأبيض؟
بعد مراجعة 110 دراسة علمية وافقت مؤسسة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1998 على استخدام السكرالوز مُحليًا صناعيًا مع إمكانيَّة استخدامه بواسطة كل أفراد المجتمع، وقد استمرت الأبحاث بعد ذلك وأظهرت أنَّ السكرالوز آمن للاستهلاك البشري سواءً على المدى القصير أو البعيد، لذا يُستخدَم بصورة آمنة لمدة تتجاوز 20 سنة.[٣]
وعلى الرغم من وجود ذرات الكلور في الملح، والفطر، والخس، وهي من الأطعمة المفيدة التي لا تضر بصحة الجسم، وقد يُظهِر بعضهم مخاوف بخصوص احتواء السكرالوز على ذرات الكلور، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّ السكرالوز لا يُهضم؛ لذا فإنَّ ذرات الكلور لا تتحرَّر في الجسم لتلحق به الضرر.[٣]
وقد أثارت الأبحاث والدراسات الجدل بشأن تصنيف السكرالوز آمنًا للاستخدام، فبعضهم يأخذ بعين الاهتمام تأثيره في رفع مستويات السكر والأنسولين والأضرار بالبكتيريا النافعة في الأمعاء، غير أنَّ هذه المعلومات في حاجة إلى دراسات بشريَّة لإثبات صحتها.[٢]
أسئلة شائعة
ما المنتجات التي تحتوي على السكرالوز؟
يُعدّ السكرالوز واحدًا من المحليات التي تستخدم في المشروبات، والأطعمة، والحلوى، والعلكة الخالية من السكر، والهلام، وغيرها من الحلويات، فهي توجد في المنتجات التي يشار إليها بأنَّها تخلو من السكر.[٥]
هل يسبب السكرالوز زيادة الشعور بالجوع؟
أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ استخدام المحليات الصناعية يؤدي إلى زيادة تحفيز مستقبلات المذاق الحلو في الفم، والشعور بالجوع الشديد والرغبة في تناول الحلويات، وهذا بدوره قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، واكتساب الوزن الزائد، غير أنَّ هذه النتيجة رُفِضت عبر عدد من الدراسات التي توصلت إلى نتائج مختلفة.[٥]
هل من الآمن استخدام السكرالوز للأطفال؟
أجل، هو آمن للاستخدام بكميَّات معتدلة عند إضافته إلى طعام الطفل دون أنْ يزيد من مقدار السعرات الحرارية، أو خطورة حدوث تسوس الأسنان لدى الطفل، ونظرًا لمحدوديَّة الدراسات المتعلقة بأمان استخدامه للأطفال؛ لم تقدِّم الأكاديميَّة الأمريكية لطب الأطفال توصيات رسمية بشأن تناول الأطفال المحليات منخفضة السعرات.[٧]
هل السكرالوز آمن لاستخدام المرأة الحامل؟
أجل، هو آمن للاستخدام خلال الحمل، فقد أشارت نتائج الدراسات إلى أنَّ استخدام السكرالوز خلال الحمل أو الرضاعة لم يُظهر أيَّ آثار جانبية، وعمومًا، يجب على النساء استهلاك العناصر الغذائيَّة الضرورية والسعرات الحرارية الكافية خلال الحمل أو الرضاعة الطبيعية لضمان نمو الطفل، وهذا يتضمَّن الانتباه إلى كل مصادر المحليَّات سواءً من السكر أو المحليات منخفضة السعرات الحرارية.[٧]
المراجع
- ↑ "Sugar Substitutes", familydoctor, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Hrefna Palsdottir, "Sucralose (Splenda): Good or Bad?"، healthline, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Shereen Lehman, "Is Sucralose (Splenda) Safe to Consume?"، verywellfit, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Ravi Teja Tadimalla, "How Deadly Is Sucralose? What Does Research Say?"، stylecraze, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Is Splenda Safe for Diabetes?", verywellhealth, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ "Sucralose: Safety and Evidence", news-medical, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Everything You Need to Know About Sucralose", foodinsight, Retrieved 26-7-2020. Edited.