محتويات
ما هو العامل الخامس لايدن؟
لا يُمكن القول بالضبط أنّ العامل الخامس لايدن (Factor V Leiden) مرضٌ بحدّ ذاته، إنّما هو حالة أو طفرة جينيّة موروثة لدى البعض، ومنقولة من أحد الوالدين أو كلاهما إلى الأبناء، ينجم عنه ما يُدعى فرط الخثوريّة (Thrombophilia)، وهو اضطراب في تخثّر الدم، يرفع احتماليّة تعرّض المُصابين للخثرات والجلطات الدمويّة أكثر من غيرهم، وعلى رأسهم التجلُّط الوردي العميق (DVT) الذي غالبًا ما يُسبِّب الإصابة بجلطة الساق، والانصمام الرئويّ (جلطة في الرئة).
لأسباب غير واضحة تمامًا، فإنّ العامل الخامس لايدن أكثر انتشارًا لدى الأفراد من الأصول الأوروبيّة، إذ إنّ 3-8% من الأوروبيين يحملون نسخة واحدة من هذه الطفرة (أيّ أنها موروثة من أحد الوالدين فقط)، وواحد من كل 5000 شخص لديه النّسختان (أيّ أنّها موروثة من كلا الوالدين معًا).[١]
ما أسباب الإصابة بالعامل الخامس لايدن؟
إنّ السبب الرئيسيّ للإصابة بالعامل الخامس لايدن، وراثة نسخة من الطفرة الجينيّة المسؤولة عن المرض من إحدى الوالدين، أو وراثة نسختين من الأمّ والأب معًا في بعض الحالات النادرة،[٢] وهو ما ينجم عنه خلل في سير عمليّة التخثّر الطبيعيّة في الجسم، ويمكن بيان تسلسُّل عملية التخثُر الطبيعية على النحو الآتي:[١]
- الخثرة تنتج من الجسم لترميم الجروح والإصابات وتثبيط النزف الحاصل بسببهم؛ لمنع فقدان كمية كبيرة من الدم، وتبدأ سلسلة عمليّة التخثّر بانتقال الصفائح الدمويّة وتركّزها في مكان الجرح.
- تنشط بعض الأنزيمات اللازمة للتخثّر، ومن أبرزها العامل الخامس، الذي يُحوّل مادة الفيبرينوجين إلى ألياف الفيبرين، التي ترتبط بالصفائح مكوّنة الخثرة الدمويّة.
- بمُجرّد وصول الخثرة للحجم المُناسب يُثبّط بروتين سي النّشط (APC) عمل العامل الخامس، ليمنع زيادة حجم الخثرة أكثر.
- ترتبط الخثرة بمكان الجُرح أو الإصابة، وتتكفّل الأنزيمات الأُخرى بإصلاح الأضرار الواقعة على الأوعية الدموية.
وحسب تسلسل الخطوات السابق ذكرها؛ فإنّ ما يحدث في حالة العامل الخامس لايدن، أنّ العامل الخامس يكون أقوى من أن يُثبّط ببروتين سي النشط، ما يرفع من احتماليّة زيادة حجم الخثرات بما يفوق حاجة الجسم، وعدم توقّف سلسلة التخثّر في الوقت المطلوب.[١]
ما أعراض الإصابة بالعامل الخامس لايدن؟
بالرغم ممّا قد يبدو عليه العامل الخامس لايدن من خطورة عند وجوده لدى البعض؛ إلا أنّه قد لا يتسبّب بأيّ علامات أو أعراض لدى الكثير من المُصابين، حتّى أنّهم قد لا يُصابون بأيّ خثرات دمويّة طيلة حياتهم، وفي حال ظهور الأعراض فهي عادًة ما تكون لدى المُصاب أو أحد أفراد عائلته المُقرّبين كالآتي:[٣]
- الإصابة بجلطة في الساق أو انصمام رئويّ قبل أن يصل عُمر المُصاب لـ 60 عامًا.
- الإصابة بجلطة في الساق أو انصمام رئويّ بمُجرّد البدء بتناول حبوب منع الحمل، أو الأدوية التي تحتوي على الهرمونات.
- الإصابة بجلطة في الساق أو انصمام رئويّ بمُجرّد حمل المرأة، أو خلال فترة الحمل.
- تكرّر الإصابة بجلطة الساق أو الانصمام الرئويّ.
وبناءً على ما سبق؛ فمن المُهمّ الإلمام بجميع الأعراض الدالّة على الإصابة بكلٍّ من جلطة الساق أو الانصمام الرئويّ، فكلاهما من الحالات الطارئة التي تتطلّب التدخّل الطبيّ العاجل في أسرع وقت، ويُذكر من الأعراض المُصاحبة للتجلُّط الوريدي العميق ما يأتي:[٣]
- الشعور بالألم عند لمس المنطقة المُصابة، التي قد تكون الساق أو الذراع في بعض الأحيان.
- احمرار الجلد في المنطقة المُصابة، أو تغيّر لونه للأرجوانيّ أو الأزرق، والشعور بدفئه عند لمسه.
- تورّم المنطقة المُصابة وانتفاخها.
أمّا بالنسبة للأعراض الناجمة عن الإصابة بالانصمام الرئويّ (Pulmonary embolism)؛ فهي كما يأتي:[٣]
- تسارع ضربات القلب.
- الشعور المُفاجئ بقصور الأنفاس.
- السعال المصحوب بالدم.
- فُقدان الوعي، أو الشعور بذلك.
- ألم حادّ وشديد في الصدر، ومُلاحظة ازدياده عند السعال أو العطاس أو عند أخذ نفس عميق.
كيف تُشخّص الإصابة بالعامل الخامس لايدن؟
في الواقع لا يُعدّ تشخيص الإصابة بالعامل الخامس لايدن أمرًا صعبًا أو مُعقّدًا، إلا أنّه يتطلّب بعض الفطنة ودقّة المُلاحظة من الطبيب المسؤول، إذ يعتمد في تشخيصه على مُلاحظة إصابة الفرد بأكثر من جلطة دمويّة مرضيّة، أو بمعرفة أنّ بعضًا من أفراد عائلته المُقرّبين يُعانون من ذلك، ويُمكنه التأكّد من صحّة شكوكه بإجرائه لفحص الدم؛ لمعرفة ما إذا كان العامل الخامس لايدن، سببّ لمشكلات التخثّر هذه أم لا.[٤]
كيف يُعالج العامل الخامس لايدن؟
تعتمد الخيارات الدوائيّة المتوفّرة للعامل الخامس لايدن على منع تكوّن الخثرات، وتقليل تأثيرها السلبيّ في الجسم، وفي الحقيقة لا يوجد علاجٍ شافٍ تمامًا من هذه الحالة، وقد يصف الطبيب أدوية المميعات الدموية التي تقلِّل من خطر الإصابة بالتجلطات في حال الحمل، أو إجراء بعض العمليات الجراحية، وتتضمّن الآتي:[٥]
- الوارفارين (Warfarin)، الذي يُصرَف من الطبيب بجُرعات متفاوتة على شكل أقراص أو حبوب، ما يتطلّب مُراجعة الطبيب الدوريّة وإجراء الفحوصات روتينيًّا؛ لتتّبع عمل الدواء وفاعليّته وأعراضه الجانبيّة، ويجدر التنويه إلى أنّ الوارفارين يتعارض مع العديد من العلاجات والأدوية الأخرى وبعض أنواع النباتات والأعشاب، كما أنّه لا يُعطى للنساء الحوامل، خاصّة خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل.
- الهيبارين (Heparin)، وهو موجود على شكل حُقن وريديّة أو حُقن تحت الجلد، ويُشابه الوارفارين بحاجة المُصابين لمُراجعة الطبيب وتعديل الجرعات وتتّبع فاعليّة الدواء من وقت لآخر، ويُذكر أنّه يتميّز بفعاليّته السريعة، كما أنّه آمن للنساء خلال فترة الحمل.
- أدوية أخرى تُصرَف علاجات أُخرى لبعض الحالات، إلا أنّها أقلّ شيوعًا، ولا تحتاج هذه الأدوية عادةً إلى إجراء الكثير من الفحوصات الدورية كما هو الحال بالهيبارين والورفارين، ومنها؛ الدابيغاتران (Dabigatran)، والأبيكسابان (Apixaban)، أو الريفاروكسان (Rivaroxaban).
كما يُنصَح المُصاب باتباع بعض التدابير المنزلية المساعدة على تقليل خطر الإصابة بالتجلطات:[٥]
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن، والحد من كمية الأملاح المُتناولَة.
- التوقُّف عن التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وباعتدال.
- ارتداء الجوارب الضاغطة المساعدة على تقليل خطر الإصابة بتجلط الساق، بالإضافة إلى رفع مستوى القدمين عند النوم.
- استشارة الطبيب قبل البدء بتناول حبوب منع الحمل أو العلاجات الهرمونية.
- اتباع التدابير اللازمة المساعِدة على الحدّ من التعرُّض للجروح أو الإصابات المباشرة.
هل للإصابة بالعامل الخامس لايدن أيّة مخاطر؟
وفي إطار المُضاعفات المُحتملة لدى من يُعانون من أعراض الإصابة بالعامل الخامس لايدن، فهي كالآتي:[٦]
- انتقال الخثرات الدمويّة للرئة والإصابة بالانصمام الرئويّ، الذي يُعيق تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون كما يجب، مُهدّدًا بذلك حياة المُصاب.
- انتقال الخثرات الدمويّة إلى الدماغ، والتسبّب بنقص في توصيل الأكسجين والغذاء لمناطق حسّاسة ومُهمّة فيه، ناهيك عن تسبّبها في تورّمه، وهو ما يُهدّد حياة المُصاب أيضًا.
- رفع احتماليّة تعرّض المُصابين للنزف، نتيجة تناول الأدوية المُميّعة للدم، التي يصرفها الطبيب للسيطرة على التخثّر الناجم عن العامل الخامس لايدن، ويكون تأثير ذلك خطيرًا في حال احتاج المُصاب لإجراء أيّ عمليات جراحيّة، أو في حال إصابته بالجروح المُختلفة.
المراجع
- ^ أ ب ت Lois Zoppi (21-5-2019), "What is Factor V Leiden?"، news-medical, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ↑ "Factor V Leiden", mayoclinic,19-7-2018، Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Factor V Leiden", clevelandclinic,16-4-2019، Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ↑ "Factor V Leiden", mayoclinic,19-7-2018، Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Gabriela Pichardo (10-5-2020), "Factor V Leiden"، webmd, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ↑ "Factor V Leiden", nationwidechildrens, Retrieved 29-7-2020. Edited.