الخلايا الجذعية
هي خلايا لديها القدرة على التطور إلى أنواع مختلفة من الأنسجة في الجسم والأعضاء كذلك، فهي بمنزلة جهاز إصلاح للجسم، ويوجد نوعان رئيسان للخلايا الجذعية، والجنينية، والبالغة، وتختلف الخلايا الجذعية عن غيرها من الخلايا في قدرتها على الانقسام، وتجديد نفسها على المدى الطويل، وبأنها خلايا غير متخصصة فهي لا يؤدي وظيفة محددة في الجسم، وتُعد الخلايا الجذعية من المجالات الطبية الواعدة في علاج العديد من الحالات الطبية، بما في ذلك مرض باركنسون، ومرض الزهايمر، وإصابة الحبل الشوكي، وأمراض القلب، والسكري، والتهاب المفاصل.[١]
علاج الخلايا الجذعية
يُعزز العلاج بالخلايا الجذعية، المعروف أيضًا باسم الطب التجديدي من القدرة الترميمية للخلايا المريضة، أو التي فيها خلل وظيفي، أو المصابة من خلال استخدام الخلايا الجذعية أو مشتقاتها، كما أن هذا العلاج يُعدّ الفصل الثاني من زراعة الأعضاء، إذ يهدف إلى استخدام الخلايا الجذعية عوضًا عن الأعضاء المتبرع بها، إلا أنها ما زالت محدودة التقدم، ويعمل الباحثون لتحقيق نمو الخلايا الجذعية في المختبرات؛ وذلك بهدف توظيف هذه الخلايا لتُستخدم خصيصًا في أنواع معينة من الخلايا؛ مثل: خلايا القلب، أو خلايا الدم، أو الخلايا العصبية،[٢] فالخلايا الجذعية نفسها لا تؤدي أي غرض، إلا أنها مهمة لأسباب عدة، فمع التحفيز الصحيح يمكن للعديد من الخلايا الجذعية أن تأخذ دور أي نوع من الخلايا في الجسم، بالتالي يمكنها تجديد الأنسجة التالفة في ظل الظروف المناسبة، ومن استخدامات علاج الخلايا الجذعية ما يأتي:[٣]
- تجديد الأنسجة، يُعدّ تجديد الأنسجة من أهم استخدامات علاج الخلايا الجذعية، فحتى الآن في حال كان الشخص يحتاج إلى كلى جديدة، لا بد أن ينتظر مدة من الوقت حتى توفّر متبرع، فيوجد نقص في الأعضاء المتبرع بها، لكن مع علاج الخلايا الجذعية يمكن جعل الخلايا تتمايز إلى نوع معين من الخلايا بطريقة معينة، ويمكن للعلماء استخدامها في زراعة عضو معين أو نوع من الأنسجة؛ مثلا: استخدم الأطباء الخلايا الجذعية بالفعل من أسفل سطح الجلد في صنع أنسجة جلدية جديدة، ويمكنهم بعد ذلك ترميم الحروق الشديدة، أو الإصابات عن طريق الترقيع على نسيج الجلد المتضرر، وتنمو البشرة الجديدة مرة أخرى.
- علاج أمراض القلب والأوعية الدموية، في عام 2013 أفاد فريق من الباحثين من مستشفى ماساتشوستس العام أنهم أنشؤوا أوعية دموية في الفئران المخبرية باستخدام الخلايا الجذعية البشرية، وفي غضون أسبوعين من زرع الخلايا الجذعية كوّنت شبكات من الأوعية المليئة بالدم، وكانت نوعية هذه الأوعية الدموية الجديدة جيدة مشابهة للطبيعية، وكان الباحثون يأملون بأن هذا النوع من التقنية يمكن أن يساعد في نهاية الأمر في علاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.[٤]
- علاج أمراض الدماغ، قد يتمكن الأطباء في يوم ما من استخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض الدماغ؛ مثل: مرض باركنسون، ومرض الزهايمر، وعلى سبيل المثال في مرض الباركنسون، يؤدي تلف خلايا الدماغ إلى حركات عضلية غير منتظمة، ويمكن للعلماء استخدام الخلايا الجذعية في تجديد أنسجة الدماغ التالفة، مما يعيد خلايا الدماغ المتخصصة إلى وظيفتها، وهذا يؤدي إلى توقف هذه الحركات، ولقد حاول الباحثون بالفعل تمييز الخلايا الجذعية الجنينية إلى هذه النوع من الخلايا، لذا فإن هذه العلاجات واعدة.
- علاج نقص الخلايا، إذ يأمل العلماء في يوم ما أن يتمكنوا من تطوير خلايا قلب سليمة في المختبر عن طريق استخدام الخلايا الجذعية، مما يمكّنهم من زرعها في أجسام الأشخاص المصابين بأمراض في القلب، إذ يمكن لهذه الخلايا الجديدة أن تصلح من تلف القلب عن طريق تجديد الأنسجة السليمة، كما يمكن للأشخاص المصابين بالنوع الأول من مرض السكري الحصول على خلايا البنكرياس من الخلايا الجذعية لتحل محل الخلايا المنتجة للأنسولين التي دمرتها أجهزة المناعة، وتُعدّ زراعة البنكرياس العلاج الوحيد لهذه الحالة، وعدد قليل جدًا من البنكرياس متاح للزراعة.
- علاج أمراض الدم، إذ يستخدم الأطباء الآن روتينيًا الخلايا الجذعية المكونة للدم في علاج الأمراض؛ مثل: اللوكيميا، وفقر الدم المنجلي، ومشاكل أخرى من عوز المناعة، وتُشكّل الخلايا الجذعية المكونة للدم في الدم ونخاع العظام، ويمكن أن تنتج جميع أنواع خلايا الدم -بما في ذلك خلايا الدم الحمراء- التي تنقل الأكسجين، وخلايا الدم البيضاء التي تكافح المرض.
مصادر الخلايا الجذعية
لقد كشف عدد من الباحثين عن وجود العديد من المصادر للخلايا الجذعية، ولعل من أهم هذه المصادر وأبرزها ما يأتي:[٢]
- الخلايا الجذعية الجنينية، توجد هذه الخلايا في الأجنة التي تبلغ من العمر ثلاثة أيام إلى خمسة أيام، وفي هذه المرحلة يُسمى الجنين كيسة أريمية، وتكون لديه 150 خلية تقريبًا، وهذه الخلايا الجذعية متعددة القدرات، إذ إنها يمكن أن تُقسَم إلى العديد من الخلايا الجذعية، أو يمكن أن تتحول إلى أي نوع من الخلايا في الجسم.
- الخلايا الجذعية لدى البالغين، يوجد هذا النوع من الخلايا الجذعية بأعداد قليلة في أغلب أنسجة البالغين؛ مثل: نخاع العظم أو الدهون، ومقارنة بالخلايا الجذعية الجنينية فالخلايا الجذعية لدى البالغين قدرتها محدودة في تشكيل عدة خلايا في الجسم.
- الخلايا الجذعية المستحثة عالية القدرة، وهي خلايا البالغين التي تحولت لتكون لها خصائص الخلايا الجذعية الجنينية.
- الخلايا الجذعية قبل الولادة، اكتشف الباحثون خلايا جذعية في السائل الأمينوسي، بالإضافة إلى الخلايا الجذعية الموجود في دم الحبل السري، وتمتلك هذه الخلايا أيضًا القدرة على التحول لتصبح خلايا متخصصة.
المراجع
- ↑ Rockville Pike, Bethesda (29-3-2016), "Stem Cells"، medlineplus, Retrieved 7-3-2019. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (24-10-2018), "Stem cells: What they are and what they do"، mayoclinic, Retrieved 7-3-2019. Edited.
- ↑ "What are stem cells and why are they important?", medicalnewstoday, Retrieved 14-4-2020. Edited.
- ↑ Sravanti Kusumaa,b, Yu-I Shena , Donny Hanjaya-Putra and others (7-4-2013), "Self-organized vascular networks from human pluripotent stem cells in a synthetic matrix"، pnas, Retrieved *7-3-2019. Edited.