الثقة
لمعرفة الفرق بين الثقة والغرور، لا بد من تعريف الثقة أولًا، وهي حالة المرء عندما يكون متأكدًا من معلومة لها علاقة بطرفٍ آخر، وتكون الثقة التي لها علاقة بأفرادٍ هي نوع من التأكيد على ولاء الفرد لأفراد آخرين، ويمتاز الشخص الواثق من نفسه أنه صاحب موقف ثابت وتكون وجهة نظره ثابته، ولا يوجد لديه فرق فيما إذا كان ذلك الموقف صحيح أو خاطئ، وتكمن أهمية الثقة بالنفس في قدرة الإنسان بتحفيز نفسه ذاتيًا فهو يركز على الدافعية الداخلية، ويكون راضٍ عن نفسه ومتصالح معها ومع الآخرين الأمر الذين يجعل من ثقته بنفسه تنعكس على الآخرين مما يجعلهم قادرين على إخراج كل ما يملكون من طاقة والإبداع.[١]
الغرور
الغرور هو وهم يجعل الإنسان يفعل ما يضره ويكون موافقًا لأهوائه، ويميل له طبعه، ويعني حب الفرد لنفسه بشكل غير مرغوب فيه، ويؤدي إلى الحقد وكره الآخرين وعدم الشعور بالتواضع، ومن الأسباب التي تدفع الفرد للشعور بالغرور مثل جمال الشكل والملامح، محبة الناس، امتلاك شقة، وهو ما يدفع الفرد إلى الاستعلاء على غيره، ويستطيع الفرد أنّ يعرف الفرق بين الثقة والغرور بسهولة فكل منهما له صفات تميزه عن الآخر.[٢]
ويعرف الغرور باللغة على أنه كل شيء يغر الفرد من جاه أو مال أو إنسان أو شهوة أو شيطان، وقد نهى الدين الإسلامي عن كل أنواع الغرور، لأنها مبنية على باطل وتدفع الإنسان إلى الغرور بالدنيا أو الدين وهي موافقة للهوى، وتدل على الانخداع والاستعلاء الذي يؤدي إلى إنكار نعم الله -سبحانه وتعالى-، وهو ما يحاسب عليه الله سبحانه وتعالى الانسان[٢]، ودليل ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ}[٣]
ويعد الغرور من أشد المفاسد الأخلاقية التي تعصف بالأفراد والمجتمعات، وتؤدي إلى طمس نور العقل والبصيرة والانجرار وراء الغرور والتكبر على الناس، وقد يصل به الأمر الى التكبر على خالقه سبحانه وتعالى، وقد ينقطع عن عبادة الله، ويسير خلف الشهوات دون مراعاة الدين والأخلاق، لأن تكبره وغروره جعله يحيد عن طريق الحق، وبرر له الأخطاء.[٤]
ما هو الفرق بين الثقة والغرور
الفرق بين الثقة والغرور هو فرق في الجوهر فالشخص الذي يثق بنفسه لا يعنيه إعجاب الآخرين به، على النقيض من الشخص المغرور الذي يبذل كل جهده من أجل لفت انتباه الناس إليه، وقد يطلب ويستجدي منهم الإعجاب والاهتمام، ويصل الفرد إلى الثقة بالنفس من خلال الإيمان بقدراته وامكانياته ويكون منصفًا بحق نفسه ويراها بوضوح دون محاباة في ذلك وكأنه طرف آخر محايد يبين مواطن القوة والضعف في شخصية ويعترف بها، ويستطيع تحليل آراء الآخرين بشكل يتيح له معرفة الخطأ والصواب في أفكاره، لأنه يعرف نفسه جيدًا.[٥]
وكلما أصبح الفرد واعيًا أكثر بذاته كل كانت ثقته بنفسه أكبر، ويشير الغرور إلى عدم ثقة الفرد من نفسه ثقة حقيقية تنم عن وعي حقيقي، فهو يميل إلى الاستقواء على الآخرين لأنه مخدوع بنفسه ولا يراها بوضوح، ويسعى لصنع قوة غير حقيقية لنفسه يسعى من خلالها إلى كسب إعجاب الناس وتأييدهم، فهو أشبه بالبالون لا يوجد بداخله إلا الهواء، وتعد طريقة التفكير هي الأساس الذي يمنح الإنسان سعة الصدر والأفق وليست سعة الأرض، والضمير الحي هو أساس العمل الصالح الذي يستطيع الفرد أنّ يستمد قوته من خلاله ويستدل من خلاله عمله وإنتاجه، على عكس تمثيل دور الضحية الذي يدل على الكسل وقلة الحيلة، ويعد حب الظهور أكبر عدو للإنسان لأنه يحول دون وصوله إلى الحقيقة.[٥]
المراجع
- ↑ "ثقة"، ar.m.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-17. بتصرّف.
- ^ أ ب "غرور"، ar.m.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-17. بتصرّف.
- ↑ سورة الانفطار ، آية: 6 ، 7.
- ↑ "الغرور"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-17. بتصرّف.
- ^ أ ب "الثقة والغرور"، www.alaraby.co.uk، اطّلع عليه بتاريخ 2020-02-17. بتصرّف.