ما هو الفرق بين الجوع والشهية؟

تناول الطعام

كثيرًا ما نشعر بتداخل الرغبة بالأكل مع الشعور الفعلي بالجوع، فنلجأ إلى تناول الطعام دون معرفة السبب، ويعد تناول الطعام من الأمور المهمّة في حياتنا، ويلجأ العديد من الأشخاص إليه إمّا بسبب الجوع أو نتيجة وجود دوافع أخرى لذلك، كأن يعاني الشخص من مشاعر سلبية أو عاطفية تسبب له الشعور بالجوع، أو بسبب الشعور بالتعب، مما يدفعنا للتساؤل عن سبب تناولنا للطعام، فهل نأكل نتيجة الشعور بالجوع؟ أم الشهية لتناول الطعام؟ أم يوجد لذلك سبب آخر؟ وكيف يمكن التمييز بينهما؟ وما هي الهرمونات التي تتحكم بذلك؟ وما هي الطرق لتقليل الشعور بالجوع أو زيادة الشهية؟ للإجابة تابع قراءة المقال.

ما هو الفرق بين الجوع والشهية؟

يمكن توضيح الفرق بينهما على النحو الآتي:

الجوع

يُعرَف الجوع بأنه إحدى الغرائز الموجودة في جسم الإنسان، ويحدث نتيجة استجابة الجسم لحاجته إلى الطعام، وتوفير الطاقة التي يكون بحاجتها للقيام بوظائفه، ويمكن اختصار ذلك والقول إن الجوع هو حاجة الجسم إلى الطعام، ويتحكّم بالشعور بالجوع مستوى السكر في الدم، ومقدار امتلاء المعدة، والأمعاء، والغدّة النخامية، وبعض الهرمونات، ويختفي الشعور بالجوع مؤقتًا بعد تناول الطعام^[١][٢].

ولا يرتبط الجوع بأيّ دوافع أو محفّزات نفسية لذلك، كالتوتر والقلق، ولا يمكن الشعور به فجأةً، ولا يحدث تجاه أطعمةٍ معينة، ومن الصّعب التحكّم به؛ إذ إنه من الغرائز الموجودة في جسم الإنسان^[١][٣].

الشهية

تُعرَف الشهية بأنها الرغبة المُلحة والمفاجئة لتناول طعام معين؛ وذلك نتيجة وجود محفّزات مختلفة، كالشعور بالفرح أو الحزن، أو القلق، أو التوتر، وفي العادة تكون هذه الرغبة متعلّقةً بنوعٍ معيّن من الطعام، كأن يُساهم التفكير به أو النظر المطوّل إليه في الرغبة به^[٢].

ويصف البعض الشهية أنها حلقة دائرية من المشاعر، التي تبدأ بالرغبة بتناول طعامٍ معيّن، ثم البدء بعملية البحث عن هذا الطعام، والشعور بالسعادة عند تناوله، وقد لا يشعر الشخص بالشبع عند تناوله، بل على العكس فقد يزداد اكتسابه للسعرات الحرارية المُستهلَكة دون وجود حاجةٍ إلى ذلك، مما قد يسبب ازدياد الوزن تدريجيًا، وربما الإصابة بالسمنة، وتعدّ الشهية أمرًا صحيًا ويمكن التحكّم بها، لكن قلّة الشهية قد تكون مرضًا بحاجةٍ إلى مراجعة الطبيب؛ وذلك بسبب عدم الرغبة بتناول الطعام رغم الشعور بالجوع والحاجة إلى الغذاء.^[١][٣]

ما الهرمونات التي تتحكم بالشهية والجوع والشبع؟

يتحكّم بالشهية والشعور بالجوع والشبع في الجسم هرمونان رئيسان يؤثران في الغدة النخامية في الدماغ، ليحددا مدى حاجة الجسم إلى تناول الطعام، وهذان الهرمونان هما^[٤][٥]:

• هرمون اللبتين (Leptin): هو هرمونٌ مثبّط للشعور بالجوع والشهية.
• هرمون الغريلين (Ghrelin): هو الهرمون المسؤول عن فتح الشهية، والذي يسبب الشعور بالجوع.

يُفَرَز كل من هرمون اللبتين والغريلين في أجزاء مختلفة من خلايا الجسم، إذ تُفرِز المعدة هرمون الغريلين، بينما تُصنّع الخلايا الدهنية هرمون اللبتين، وترتفع مستويات هرمون الغريلين بشدة قبل تناول الطعام لتحفيز الشعور بالجوع، وتنخفض مستوياته تقريبًا من ساعة حتى ثلاث ساعات بعد تناول الطعام.^[٤][٥]

وفي ذات الوقت يُثبَط هرمون اللبتين عمل هرمون الغريلين وإفرازه من خلايا المعدة، ويوقف تأثيره في الغدّة النخامية، ويُبلغ الدماغ عن امتلاء مخازن الطاقة في الجسم وعدم الحاجة إلى تناول الطعام، مما يسبب قلة الشعور بالجوع وانخفاض الشهية.^[٤]^[٥]

طرق لتقليل الشهية والشعور بالجوع

يستطيع الشخص التقليل من الشهية والشعور بالجوع عن طريق اتباع عدد من الأمور، منها ما يأتي^[٦]:

• شرب القهوة: إذ تقلل القهوة من الشعور بالجوع مدةً قد تصل إلى 3 ساعات.
• شرب الماء بكثرة: يساعد شرب الماء قبل تناول وجبات الطعام في تقليل الشعور بالجوع، ويزيد من الشعور بالشبع؛ لذلك يتناول الشخص كمياتٍ أقلّ من الطعام.
• تناول الفلفل الحلو والحار: يحتوي الفلفل الحلو والحار على مركبات من شأنها تقليل الشعور بالجوع.
• تناول البروتينات بكمياتٍ كافية: يسبب تناول البروتين الشعور بالشبع، مما يقلل من حاجة الشخص إلى تناول كميات كثيرة من الطعام.
• تناول الأطعمة الغنية بالألياف: تساهم الألياف في إبطاء معدل تفريغ الطعام من المعدة، الأمر الذي يزيد من إفراز هرمونات الشبع، ويقلل من الشعور بالجوع.
• ممارسة التمارين الرياضية: يمكن لممارسة الرياضة أن تقلل من الإشارات المُرسلة إلى الدماغ والتي تُشعِر الفرد برغبته لتناول الطعام، بالتالي يقلّ الشعور بالجوع، بالإضافة إلى أن ممارسة تمارين المقاومة والتمارين الهوائية قد تزيد من مستوى هرمونات الشبع في الجسم، بالتالي يقّل الشعور بالجوع.
• التقليل من الإجهاد والشعور بالتوتر: يزيد الإجهاد من إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يزيد بدوره من الرغبة بتناول الطعام.
• الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة: فالنوم لسبع ساعات يقلل من الشعور بالجوع.
• تناول الشوكولاتة الداكنة: إذ إنها تساعد في تقليل حاجة الجسم إلى تناول الطعام.
• تناول الأطعمة الصلبة: يحتاج تناول الأطعمة إلى المزيد من المضغ، الأمر الذي يمنح هرمونات الشبع وقتًا أطول للوصول إلى الدماغ، كما أن الطعام الصلب يبقى الإحساس به مدّةً أطول، مما يعطي الشخص شعورًا لمدة أطول بالشبع.

طرق لزيادة الشهية

يُذكَر من الأمور التي من شأنها أن تزيد الشعور بالشهية ما يأتي^[٧]:

• تناول أنواع الطعام المغذية والمليئة بالعناصر الغذائية.
• تنظيم أوقات تناول الطعام وفق جدولٍ زمني معين.
• محاولة عدم نسيان تناول وجبة الفطور.
• طهي أنواع الأطعمة المفضّلة لدى الشخص.
• تناول الطعام على عدة وجبات صغيرة خلال اليوم.
• الحدّ من شرب السوائل مع تناول وجبات الطعام.
• إضافة البهارات والتوابل أثناء طهي الطعام لزيادة الشهية.
• ممارسة الرياضة لحرق المزيد من السعرات الحرارية، وتعويض المفقود منها عن طريق الشعور بالجوع وتناول الطعام.
• التقليل من تناول الأطعمة المليئة بالألياف، فهي من أنواع الأطعمة التي تزيد الشعور بالشبع.
• تناول الطعام في طبق كبير يُقنِع العقل بضرورة زيادة حجم الوجبة التي يتناولها الشخص.
• تناول الطعام برفقة الأصدقاء وخارج المنزل.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} "Appetite vs. hunger", www.medbroadcast.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Hunger, Fullness, and Appetite Signals", www.uofmhealth.org, Retrieved 2020-08-08. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "hunger-appetite", dieteticdirections.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت} "your-hunger-hormones#1", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
5. ^ ^{أ ب ت} "9 Proven Ways to Fix The Hormones That Control Your Weight", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-08.
6. ↑ "18 Science-Based Ways to Reduce Hunger and Appetite", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
7. ↑ "16 Ways to Increase Your Appetite", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.