ما هو الفيروس المخلوي التنفسي؟

كتابة:
ما هو الفيروس المخلوي التنفسي؟

الفيروس المخلوي التنفسي

يُعرَف الفيروس المخلوي التنفسي (Respiratory syncytia virus, RSV) بأنَّه كائن دقيق لا يرى بالعين المجردة شائع الانتشار يصيب الجهاز التنفسِّي، ويتسبب عادة في ظهور أعراض خفيفة تشبه أعراض الإصابة بالبرد، ويتعافى معظم المصابين في غضون أسبوع أو أسبوعين، غير أنّه يبدو خطيرًا أيضًا، وبالنسبة للأطفال الرضّع وكبار السن فهو في الحقيقة السبب الأكثر شيوعًا لإصابة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة بالتهاب القصيبات -أي التهاب الشعب الهوائية الصغيرة في الرئة- و الالتهاب الرئوي، وسبب شائع للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي لدى كبار السن،[١] ويجعل بعض المشكلات المرضيّة أكثر حدة؛ مثلًا: قد يعاني المصابون بمرض الربو من نوبات الربو نتيجة الإصابة بهذا الفيروس، وربما يعاني المصابون بفشل القلب الاحتقاني من أعراض أكثر حدة تسببها بسبب الإصابة بهذا الفيروس.[٢] بالإضافة إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة معرّضون للخطر نتيجة الإصابة بهذا الفيروس[٣].


أسباب الفيروس المخلوي التنفسي

يدخل هذا الفيروس عن طريق العينين والأنف والفم، وينتشر بسهولة عبر الهواء من خلال القطرات في حال السعال والكحّة، مثلًا، وينتقل من خلال وسائل الاتصال المباشر؛ مثل: المصافحة. وقد يعيش الفيروس لساعات على الأشياء الصلبة؛ مثل: الألعاب وسكك الأسرّة. ففي حال لمس الفم أو العينين بعد لمس جسم ملوّث يلتقط الشخص الفيروس، ويبدو المُصاب أكثر عدوى للآخرين في الأيام الأولى من الإصابة مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الفيروس قد يستمر بالانتشار لعدّة أسابيع بعد الإصابة به.[٣]


أعراض الفيروس المخلوي التنفسي

تظهر الأعراض بعد أربعة أيام إلى ستة أيام من التعرُّض للفيروس،[٣] -وكما ذكر سابقًا- فهذا الفيروس يتسبب في ظهور أعراض مشابهة لأعراض البرد؛ كسيلان الأنف والسعال، والتي تستمر من أسبوع إلى أسبوعين، لكن أحيانًا تظهر على الطفل أعراض تستلزم التحدث إلى الطبيب. ومنها ما يأتي:[٤].

  • وجود صوت صفير عالٍ في الصدر عند التنفس.
  • وجود خمول وانزعاج غير اعتياديين لدى الطفل.
  • سعال مع مخاط مُلوّن بالأصفر أو الأخضر أو الرمادي.
  • صعوبة التنفس أو توقف التنفس أحيانًا.
  • رفض الرضاعة بنوعيها الطبيعية أو الصناعية.
  • ظهور علامات الجفاف عليه؛ مثل: قلة الدموع عند البكاء، وقلة وجود بول في حفاضته أو انعدامه لمدّة 6 ساعات، وتصبح بشرته جافة باردة.
  • التعب الشديد، والتنفُّس بسرعه، أو تغيُّر لون الشفاه والأظافر إلى الأزرق، الأمر الذي يتطلب مراجعة الطوارئ على الفور.

تجدر الإشارة إلى تشابه هذه الأعراض مع الأعراض التي تصيب البالغين، لكنّ البالغين يصابون أيضًا بارتفاع درجة الحرارة.[٣]


تشخيص الفيروس المخلوي التنفسي

الأعراض السريريّة لهذا الفيروس قد تتداخل مع أعراض عدوى الجهاز التنفسي الأخرى، إضافةً إلى احتمال تداخلها مع أعراض العدوى البكتيرية، ويوجد الكثير من الفحوصات المخبريّة التي تجرى على عينات من الجهاز التنفسي العلوي والسفلي؛ للتأكد من الإصابة بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي؛ مثل: اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل بالزمن الحقيقي (Real-time polymerase chain reaction)‏، واختبار المستضدات (Antigen testing)، الذي يُعدّ الأطفال أكثر حساسيّة تجاهه من البالغين، وعمل زراعة للفيروس، واختبار الأمصال.[٥] ولتشخيص الفيروس المخلوي التنفسي من المحتمل أن ينظر الطبيب في تاريخ الطفل الطبي، ويجري له الفحص البدني؛ بما في ذلك فحص الاستماع إلى الرئتين، ثمّ يُجري بعض الفحوصات الطبيّة في حال كان الطفل مريضًا جدًا؛ لاستبعاد وجود أي مشكلات أخرى. ومن هذه الفحوصات ما يأتي:[٤]

  • فحوصات الدم والبول؛ للتأكد من عدم وجود عدوى بكتيريّا والتأكد من عدم إصابة الطفل بالجفاف.
  • إجراء صورة الأشعة السينية للصدر؛ للبحث عن أي علامات دالة على وجود التهاب الرئوي.


علاج الفيروس المخلوي التنفسي

وعلى الرغم من أنّ عقار باليفيزوماب (Palivizumab) قد يساعد في منع الإصابة بالمضاعفات الخطيرة لعدوى الفيروس المخلوي التنفسي ، لكنّ الأطباء لا يستخدمونها لعلاج المصاب بهذا الفيروس؛ إذ يتضمن العلاج أساسًا اتباع التدابير الازمة للتخفيف من الأعراض، ومعظم الرعاية منزليّة، وتتضمن الخطوات الآتية:[٤]

  • تنظيف الأنف من السوائل اللزجة باستخدام القطّارة والسائل الملحي.
  • إعطاء الطفل السوائل بكميّات قليلة لكن على مدار اليوم.
  • استخدام أجهزة الترطيب المنزلية الباردة.
  • استخدام خافضات الحرارة عدا الأسبرين؛ مثل: عقار الباراسيتامول.
  • علاج الأطفال المصابين بأعراض خطيرة في المستشفى، ويتضمن علاجهم إمدادهم بالأكسجين، وإعطاء السوائل بالوريد ، واستخدام الأدوية الموسِّعة للمجاري التنفسيّة.


مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي

للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي العديد من المضاعفات، ويُذكَر منها ما يأتي:[٣]

  • العلاج في المستشفيات، قد تتطلب الإصابة بالفيروس المخلوي الشديدة الإقامة بالمستشفى حتى يتمكن الأطباء من مراقبة مشكلات التنفس وعلاج المصاب بها، وإعطاؤه السوائل بالوريد.
  • الإصابة بالاتهاب الرئوي، فكما هو معروف فالإصابة بهذا الفيروس السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بالاتهاب الرئوي أو التهاب القصيبات عند الرضّع، وقد تحدث المضاعفات عند انتشار الفيروس إلى الجهاز التنفسي السفلي، وهذا الالتهاب يبدو خطيرًا جدًا عند الرضّع، أو الأطفال الصغار، أو الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة، أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، أو الرئة المزمنة.
  • الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، يحدث التهاب الأذن الوسطى، والذي يُصاب به في أغلب الأحيان الرضع والأطفال الصغار في حال دخول الجراثيم في الفراغ الموجود خلف طبلة الأذن.
  • الإصابة بالربو، توجد صلة بين إصابة الأطفال بالفيروس المخلوي الرئوي وإصابتهم بالربو في وقت لاحق من الحياة.
  • تكرار الإصابة بالفيروس، فبمجرد الإصابة بهذا الفيروس من المحتمل أن تعود العدوى مرّة أخرى، حتى أنّ الإصابة بالفيروس تحدث في الموسم نفسه، وعادةً لا تبدو الأعراض شديدة عند تكرار الإصابة؛ إذ تشابه نزلات البرد، لكنها خطيرة على كبار السن، والذين يعانون من أمراض الرئة والقلب المزمنة.


الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي

يستطيع الشخص أن يساهم في حماية نفسه والآخرين من الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي باتباع النصائح الوقائية الآتية:[٦]

  • غسل اليدين كثيرًا؛ فغسلهما لمدّة عشرين ثانية على الأقل وتعليم الأطفال هذه الطريقة، إضافة إلى استخدام المعقم الكحولي المحتوي على 60% كحول في حال عدم توفر الماء والصابون من شأنه الوقاية من انتشار هذا الفيروس.
  • ابعاد اليدين عن الوجه؛ لأنّ الجراثيم تنتشر عند لمس الأنف والفم والعينين بيدَين غير مغسولتَين.
  • تجنب الاتصال بالأشخاص المُصابين بالفيروس، فالاتصال الوثيق؛ مثل: تقبيل المرضى أو مشاركة الأدوات مع الأشخاص الذين يعانون من أعراض شبيهه بأعراض البرد؛ كالعطاس والسعال من شأنه نقل العدوى.
  • تغطية الفم والأنف عند العطاس؛ ذلك إما بمنديل ورقي، أو كُمّ القميص من الأعلى، ثمّ رمي المناديل الورقيّة في سلة المهملات وغسل اليدين.
  • تنظيف الأسطح وتطهيرها؛ إذ يجب تنظيف الأسطح والأشياء التي تُلمس بشكلٍ متكرر؛ مثل: الألعاب ومقابض الأبواب، فالمصابون بالفيروس يتركون الجراثيم وراءهم عند السعل أو العطس، وتعلق الجراثيم على الأسطح والأشياء.
  • البقاء في المنزل عند المرض، وتجنب الأماكن العامة؛ كالمدرسة ومكان العمل، فهذا يساعد في وقاية الآخرين من الإصابة بالمرض.


المراجع

  1. "(Respiratory Syncytial Virus Infection (RSV", cdc, Retrieved 2020-5-5-. Edited.
  2. "People at High Risk for Severe RSV Infection", cdc, Retrieved 2020-5-5. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "(Respiratory syncytial virus (RSV", mayoclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.
  4. ^ أ ب ت "(Respiratory Syncytial Virus (RSV", webmd, Retrieved 2020-5-5. Edited.
  5. "(Respiratory Syncytial Virus Infection (RSV", cdc, Retrieved 2020-5-5. Edited.
  6. "Protect Against Respiratory Syncytial Virus", cdc, Retrieved 2020-5-5. Edited.
4191 مشاهدة
للأعلى للسفل
×