ما هو اللسان الجغرافي؟

كتابة:
ما هو اللسان الجغرافي؟

اللسان الجغرافي

يُغطَّى اللسان الطبيعي بنتوءات صغيرة بيضاء وردية اللون تسمّى الحليمات، وهي بروزات قصيرة ودقيقة تشبه الشّعر، وعند الإصابة باللسان الجغرافي -الذي يُشار إليه أيضًا باسم التهاب اللسان المهاجر الحميد-، التي تعني حالة التهاب تؤثّر في سطح اللسان، لكنها غير ضارة، وتفقد فيها أجزاء من سطح اللسان هذه الحليمات، وتظهر في شكل بقع حمراء اللون وملساء، وغالبًا ما تظهر بحواف مرتفعة قليلًا، وتأتي تسمية الحالة باللسان الجغرافي من أنّ هذه البقع أو الآفات تمنح اللسان مظهرًا جغرافيًا يشبه الخريطة. وفي الحقيقة غالبًا ما تنتقل هذه الآفات إلى مناطق أخرى من اللسان بعد شفائها في بعض المناطق، وعلى الرغم من أنّ اللسان الجغرافي قد يبدو حالة مرضية تدعو إلى القلق، لكنّها عكس ذلك؛ إذ إنّها لا تسبب مشكلات مرضية، ولا يرتبط بعدوى أو سرطان، لكنّه قد يسبب الإحساس بعدم الراحة، وزيادة التحسُّس عند تناول بعض المواد؛ كالتوابل والأملاح والحلويات.[١]


أعراض اللسان الجغرافي

لا يتسبب اللسان الجغرافي في إظهار أعراض لدى بعض الأشخاص، إذ إنّهم لن يلاحظوا أيّ تغيُّر في مظهر اللسان إلّا عند خضوعهم لإجراءات التشخيص، وقد تظهر بعض الأعراض لدى المصابين بالآخرين، وغالبًا ما تصبح هذه الأعراض واضحة على اللسان، الأمر الذي يُسهِّل التشخيص. وتُذكَر الأعراض على النحو الآتي:[٢]

  • ظهور آفات ذات لون أحمر بشكل غير منتظم، وهذه الآفات ناعمة وحسّاسة غالبًا، مما يُعطي اللسان مظهرًا شبيهًا بالخريطة.
  • حواف مرتفعة بعض الشيء حول الآفات ذات لون أبيض أو فاتحة اللون.
  • بقع مهاجرة، والتي تنتقل من منطقة إلى منطقة أخرى في اللسان في غضون أيام أو أسابيع من الإصابة باللسان الجغرافي.
  • الحساسية تجاه بعض أنواع المواد؛ بما في ذلك دخان السجائر، ومعاجين الأسنان، والتوابل، والأطعمة الساخنة، والحلويات، بالإضافة إلى الأطعمة الحمضية وغسولات الفم.
  • الإحساس بحرق أو انزعاج طفيف على اللسان أو في الفم.

يصاب بعض الأشخاص الذين لديهم لسان جغرافي بتشقق اللسان بالتزامن مع اللسان الجغرافي، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه قد تبدو مؤلمة ومسبِّبة للتهيّج، وتجدر الإشارة إلى أنَّ مظهر اللسان الجغرافي يستمر لعدة أشهر ثم يختفي لسنوات، كما قد تستمر لمدة عام، ثم تعاود الظهور في وقت لاحق.[٢]


أسباب اللسان الجغرافي

لم يحدّد الأطباء سببًا واضحًا للسان الجغرافي، لكنّهم يشيرون إلى أنّ هذه الحالة ليست مُعدية، ويعتقد الأطباء أنّ هذه الحالة تحدث نتيجة عوامل وراثية، إذ إنّ أغلب المصابين لديهم أبوين أو أحد في أفراد العائلة مصاب، وفي الحقيقة تجدر الإشارة إلى أنَّ الإصابة باللسان الجغرافي يتزامن في كثير من الأحيان مع الإصابة باضطرابات مرضية أخرى. وتتضمن هذه الاضطرابات التي قد تزداد فرصة ظهور اللسان الجغرافي بالتزامن معها ما يأتي:[٣]

  • نقص الفيتامينات: الأشخاص المصابون بنقص الفيتامينات والمعادن، وبالتحديد الزنك، وفيتامين ب 12، والحديد، وحمض الفوليك، وفيتامين ب6 أكثر عرضة للإصابة باللسان الجغرافي.
  • مرض السكري: يشير الأطباء إلى أنّ المصابين بمرض السكري -خاصة السكري من النوع الأوّل- أكثر عرضة للإصابة باللسان الجغرافي من غيرهم.
  • الحساسية: تزيد بعض الحالات المرضية من احتمال الإصابة باللسان الجغرافي؛ كالأكزيما والحساسية من عوامل أخرى؛ كحمى القش.
  • الإجهاد العاطفي.
  • تشقق اللسان: أشار الأطباء إلى وجود ارتباط جيني ما بين الإصابة بتشقق اللسان -اضطراب يُسبِّب ظهور شقوق عميقة وتجاعيد على اللسان- والإصابة باللسان الجغرافي.
  • الطفرات الهرمونية: التي تحدث بشكل كبير لدى النساء اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل الفموية.
  • الإصابة بالصدفية، وهي من الاضطرابات الجلدية المزمنة، تنتج عن تسارع دورة حياة الخلايا الجلدية، مما يتسبب بتراكمها على سطح الجلد.[٤]
  • الحزاز المسطح (Lichen planus)، اضطراب التهابي يُسبِّب ظهور آفات ونتوءات على سطح الجلد وداخل الفم، وقد يبدو اللسان الجغرافي العارض الفموي للإصابة بالحزاز المسطح.[٢]


تشخيص اللسان الجغرافي

حيث التشخيص ليس أمرًا صعبًا؛ إذ إنّ الأعراض ظاهرة ولا يحتاج الطبيب إلى التشخيص سوى رؤية لسان المصاب، ومع ذلك فقد يُجري الطبيب عدّة اختبارات لاستبعاد الاضطرابات المرضية الأخرى. وتتضمن هذه الاختبارات الآتي:[٢]

  • فحص الدّم: ذلك بهدف البحث عن عدوى أو التهاب أو الإصابة بسوء التغذية.
  • فحص الفم والحلق بأداوات طبية مضيئة للبحث عن حالات مرض أخرى.
  • إجراء خزعة للجلد في حالات نادرة، لكنّ الطبيب قد يُجريها عند عدم تحسُّن اللسان الجغرافي لعدّة أسابيع.


علاج اللسان الجغرافي

لا يتطلب اللسان الجغرافي عادةً أي علاج طبي على الرغم من أنّه يسبب عدم الراحة والانزعاج للأشخاص المصابين به، ومع ذلك، فقد يضع الطبيب بعض الخيارات العلاجية للمصاب. وتتضمن هذه الخيارات الآتي:[١]

  • الأدوية المسكنة للألم والتي لا تحتاج إلى وصفة طبية.
  • غسولات الفم التي تحتوي على مخدّر.
  • غسولات الفم المضادة للهستامين.
  • المراهم أو الغسولات التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات.
  • مكملات فيتامين ب في بعض الحالات.
  • إجراء تعديلات في نمط الحياة، ومنها التخفيف من استخدام المواد التي تثير الأنسجة الفموية الحساسة؛ كالأطعمة والمشروبات الحمضية، بالإضافة إلى تدخين السجائر والمشروبات الكحولية.


مضاعفات اللسان الجغرافي

لا يعدّ اللسان الجغرافي حالةً مرضيّةً خطيرةً، على الرغم من أنّ شكله يوحي بذلك، ولا يتسبب بأي مضاعفات، إذ لا يؤدي إلى حالات مرضية كالسرطان، لكنّ مظهره يعدّ مصدر قلق وله مضاعفات نفسية أخرى بالنسبة للمصابين، وقد يصاب الذخص بالقلق من تطور هذه الحالة إلى حالات أشدّ خطورةً أو من رأي الآخرين به، وفي جميع الأحوال لا بُدّ من مراجعة الطبيب عند ظهور بقع حمراء اللون على اللسان؛ وذلك لإجراء الفحوصات التشخيصية وتجنب حدوث مضاعفات؛ إذ يمكن أن تتشابه أعراض اللسان الجغرافي مع أعراض حالات مرضية أخرى.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب mayo clinic staff (2018-3-6), "Geographic tongue"، mayo clinic, Retrieved 2020-5-3. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Kimberly Holland (2017-10-9), "Geographic Tongue"، healthline., Retrieved 2020-5-3. Edited.
  3. clevelandclinic staff (2019-9-23), "Geographic Tongue"، clevelandclinic, Retrieved 2020-5-3. Edited.
  4. mayo clinic staff (2019-3-13), "Psoriasis"، mayo clinic, Retrieved 2020-5-3. Edited.
  5. Jenna Fletcher (2017-9-10), "Everything you need to know about geographic tongue"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-5-3. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×