محتويات
مقدمة
ليست كلّ أنواع الماء قابلة للشرب كما هو معلوم، فهناك خصائص مُعيّنة وشروط مُهمّة تؤهّله ليصبح صالحًا ونقيًّا، وليس كلّ ما ارتبط اسمه بالماء أو الأكسجين يعني القدرة على التعامل معه بأمان تامّ، حتّى ولو كان ذلك مُرتبطًا بالاستخدام الخارجيّ للجلد أو الشعر، فمن بين كلّ هذا ما حقيقة الماء المؤكسج؟
ما هو الماء المؤكسج؟
ربّما يبدو الاسم غريبّا بعض الشيء للوهلة الأولى، لكنّ الماء المؤكسج من المحاليل المشهورة كثيرة الاستعمال، وقد يُعرَف باسم الأكسجين أو بيروكسيد الهيدروجين Hydrogen peroxide، والذي اعتُرِف به وبدأ استخدامه فعليًّا منذ عام 1818 م، ويختلف عن الصيغة الكيميائيّة للماء بوجود ذرّة أكسجين إضافيّة تمنحه كلّ الخصائص والمُميزات المُختلفة تمامًا عن الماء العاديّ، ويتميّز بكونه محلولًا عديم اللون ذا تراكيز مُتنوّعة، واستخدامات عديدة في الكثير من المجالات، إذ إنّه يُستعمل في تبييض المُنتجات القطنيّة والصناعات الكيميائيّة، وصناعة وقود الصواريخ، بالإضافة إلى المجالات التجميليّة والطبيّة، التي تُحدّد استخدامه بتركيز مُعيّن، إذ إنّه قد يبدو مُهيّجًا ومُخرّشًا للجلد إن وُضع عليه وكان تركيزه أكثر من 8%.[١]
ما فوائد الماء المؤكسج واستخداماته؟
يُستخدم الماء المؤكسج في العديد من المجالات والصناعات المُختلفة التي تعتمد على ما فيه من خصائص مُطهّرة ومُعقّمة ومُضادّة للجراثيم، كما أنّ كونه من العوامل المؤكسدة يمنحه القدرة على التبييض وتفتيح الألوان في بعض الصناعات، وفي ما يأتي ذكر لعدد من أبرز استعمالاته في الحياة:[٢][٣]
- الاستخدامات المنزليّة: التي تعتمد الماء المؤكسج بتركيز ما بين 3-6%، إذ يدخل في صناعة المُطهّرات التي تقضي على البكتيريا وأبواغ الفطريات والفيروسات الموجودة على الأسطح، كما أنّه يُستخدَم في صناعة محلول تعقيم عدسات العين، لكن من الضروري تنبيه الأفراد لأهميّة غسل العدسات بالماء قبل لبسها؛ لمنع تهيّج العين والإضرار بالقرنيّة.
- الاستخدامات الطبيّة: التي تعتمد الماء المؤكسج بتركيز ما بين 1-5%، إذ يُستخدم في تعقيم الجروح والخدوش والإصابات غير العميقة، كما يُستخدم بتركيز 1% في بعض المُستحضرات الجلديّة المُعالِجة لحبوب الشباب.
- الاستخدامات التجميليّة: التي تعتمد الماء المؤكسج بتراكيز مُختلفة، فهو يوجد بتركيز يُقارب 6% في بعض أنواع معاجين الأسنان، ويُستخدم في صبغات الشعر التي تعتمد على البيروكسيد، بالإضافة إلى أنّ بعض عيادات الأسنان تستخدمه في مُستحضرات خاصّة لتبييض الأسنان، وقد يبدو حينها بتركيز يُقارب 35%.
- الاستخدامات الصناعيّة والتجاريّة: وتركيز الماء المؤكسج حينها أكبر من 35%، إذ يُستخدم في تبييض الأقمشة والأنسجة والأوراق، وفي بعض الصناعات الغذائيّة والزراعيّة، كما أنّه يدخل في صناعة بعض المواد الكيميائيّة، وما يُعرَف بالمطاط الزبديّ (Foam rubber)، ولأجل ذلك فإنّ الأفراد العاملين في هذه الصناعات عُرضة للماء المؤكسج أكثر من غيرهم، مما يستدعي اتّباع تعليمات خاصّة لحمايتهم منه، خاصّة في حال استنشاقهم له أو ملامسته لجلودهم.
- في جائحة كورونا: إذ انتشر صيته مؤخّرًا في بعض إجراءات التعقيم والتطهير التي تتبعها الدول، فهو يُستخدم بتركيز 3% لتعقيم الأسطح، وبتركيز ما بين 3-6% لتعقيم أجهزة التنفّس والمناظير الطبيّة والأقمشة، بالإضافة إلى استخدامه في تقنية جديدة تهدف إلى تعقيم المُستلزمات الطبيّة والكمامات من نوع (N95) وما يرتديه الأطباء والمُمرضون ومن يتعاملون مُباشرًة مع المُصابين بالكورونا؛ ذلك بواسطة جهاز يستخدم الماء المؤكسج على هيئة غاز، ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة (FDA) على استعماله وفاعليّته.
ما الفرق بين الماء العادي والماء المؤكسج؟
إنّ الفرق الرئيس ما بين الماء العاديّ والماء المؤكسج يمكن في وجود ذرّة أكسجين إضافيّة لدى الماء المؤكسج، والتي تجعله من أقوى المواد الكيميائيّة المؤكسدة والمُستخدمة في التعقيم والتطهير، ولأجل ذلك فإنّ ابتلاعه أو تناوله مؤذٍ للغاية؛ فهو يُهيّج الأنسجة المُخاطيّة الموجودة في الجهاز الهضميّ، ولا يوصى بتناوله تحت أيّ ظروف أو تراكيز ولو كانت قليلة للغاية،[٢][٤] وينجم من ابتلاعه ظهور العوارض الآتية:[٣]
- المحاليل خفيفة التركيز قد تتسبّب في التقيّؤ (المصحوب بالدم أحيانًا) وتهيّج المعدة والأمعاء أو حتّى النزف فيها.
- المحاليل المُركّزة تتسبّب في فقد الوعي أو حتّى الوفاة.
ومن ناحية الخصائص الكيمائيّة فهما يختلفان في درجة الغليان (الماء العادي: 100 درجة مئويّة، والماء المؤكسج: 150.2 درجة مئوية)، وفي درجة التجمّد بنسبة بسيطة للغاية (الماء العاديّ: صفر درجة مئويّة، والماء المؤكسج: 0.52 درجة مئويّة).[٥][١]
المراجع
- ^ أ ب Adam Augustyn, "Hydrogen peroxide"، britannica, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Hydrogen Peroxide", chemicalsafetyfacts, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Dr Marie Hartley (2010), "Hydrogen peroxide"، dermnetnz, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ↑ Rebecca Joy Stanborough (13-11-2019), "22 Healthy Uses for Hydrogen Peroxide (and a Few You Should Avoid)"، healthline, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ↑ "Freezing and Boiling Points", cliffsnotes, Retrieved 29-7-2020. Edited.