ما هو الناموس في الإسلام
يطلق لفظ الناموس في الإسلام على جبريل -عليه السّلام-؛ ومعنى لفظ الناموس في اللغة؛ صاحب سرّ الخير، واتفق أهل العلم على أنّ لفظ الناموس يراد به جبريل -عليه السّلام-، وسُمي جبريل -عليه السّلام- بذلك؛ لأنّ الله -تعالى- فضله على باقي الملائكة بأنْه يطّلع على الغيب، ويعلم بالوحي الذي لا يطلع عليه غيره.[١]
وقال النووي: "واتفقوا على أن جبريل -عليه السلام- يسمى الناموس، وقيل سمي بذلك لأن الله -تعالى- خصه بالغيب والوحي"، وقد وردت تسمية الناموس لجبريل -عليه السّلام- في حديث أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- مع ابن عمها ورقة بن نوفل، وذلك عندما بشرّها بنبوة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[٢]
وبعدما نزل جبريل -عليه السّلام- على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- جاء أنّه: (فَرَجَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَانْطَلَقَتْ به إلى ورَقَةَ بنِ نَوْفَلٍ، وكانَ رَجُلًا تَنَصَّرَ، يَقْرَأُ الإنْجِيلَ بالعَرَبِيَّةِ، فَقالَ ورَقَةُ: مَاذَا تَرَى؟ فأخْبَرَهُ، فَقالَ ورَقَةُ: هذا النَّامُوسُ الذي أَنْزَلَ اللَّهُ علَى مُوسَى، وإنْ أَدْرَكَنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا)،[٣] والناموس هنا هو جبريل -عليه السّلام-.
الناموس في القرآن الكريم
يعد جبريل -عليه السّلام- من الملائكة المقربين لله -تعالى-، وقد خصّه الله -تعالى- بالكثير من الأعمال والمهام دون غيره من الملائكة، ومن أهمها أنّه أنزل القرآن الكريم على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد ورد ذكره في كتاب الله -تعالى-، في العديد من آياته، كما ورد ذكره في سنة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[٤]
واختلفت صفات جبريل -عليه السّلام- وأسماؤه في القرآن الكريم، وفيما يأتي بعض الآيات التي ورد بها ذكر جبريل -عليه السّلام-:[٤]
- قول الله -تعالى-: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِّلْمُؤْمِنِينَ).[٥]
- قول الله -تعالى-: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ* بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)،[٦] ويقصد بالروح الأمين جبريل -عليه السّلام-.
- قول الله -تعالى-: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)،[٧] والمراد بروح القدس في الآية هو جبريل -عليه السّلام-.
مكانة الناموس في الإسلام
بيّن الله -تعالى- مكانة جبريل -عليه السّلام- في كثير من آياته، وبين منزلته عنده، حتى جعلها مباينة لمنزلة أفضل الخلق رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.[٨]
وقد وصف الله جبريل -عليه السّلام- بالعديد من الأوصاف منها الكرم والقوة حيث قال الله -تعالى-: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ* ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ* مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)،[٩] وغيرها من الآيات التي تُبين فضل جبريل -عليه السّلام- ومكانته الرفيعة التي خصّه الله -سبحانه وتعالى- بها دون غيره من الملائكة[٨]
المراجع
- ↑ ابن الملقن، التوضيح لشرح الجامع الصحيح، صفحة 289. بتصرّف.
- ^ أ ب النووي ، شرح النووي على مسلم، صفحة 203. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:3392، حديث صحيح.
- ^ أ ب ابن تيمية ، مجموع الفتاوى، صفحة 298. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:97
- ↑ سورة الشعراء ، آية:193 195
- ↑ سورة النحل، آية:102
- ^ أ ب عبير بنت عبد الله النعيم، قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير، صفحة 922. بتصرّف.
- ↑ سورة التكوير ، آية:19 21