ما هو النمص

كتابة:
ما هو النمص

ما هو النمص

النمص في اللغة

هو رقة الشعر ونتفه، ومُطلق إزالة الشعر دون تحديده بالحاجب، وقيل رجل أنمص، وامرأة نمصاء، وقيل نتف شعر الوجه، ونتف شعر الحاجب من جذوره بحلاقته؛ لإعادة رسمه من جديد أو ترتيبه أو المماثلة، بالأداة التي يُزال بها الشعر؛ أي الملقط.[١]

مفهوم النمص عند الفقهاء

مفهوم النمص عند الفقهاء مماثل لمفهومه في اللغة؛ ولكنَّ بعض الفقهاء قيَّد مفهوم النمص بنتف الشعر فقط، والنامصة: هي التي تنتف شعرها وشعر غيرها، والمتنمصة: هي التي تنتف شعرها أو تطلب من غيرها فعل ذلك.[٢]

حكم النمص في الإسلام

تلخيص آراء الفقهاء في حكم النمص بما يأتي:[٣]

  • ذهب الحنابلة إلى عدم جواز النمص؛ حتى لو كان بإذن الزوج، وأجازوا الحفَّ والحلق، إلا أنَّ ابن الجوزي أباح ذلك.
  • ذهب جمهور العلماء إلى أنَّه إذا نبت للمرأة لحية أو شارب أوعنفقة عليها إزالتها، وقيّد بعضهم ذلك بإذن الزوج، كما أجاز الفقهاء للمرأة بأن تزيل شعر يديها ورجليها وبطنها.
  • قال المالكية بوجوب إزالة الشعر في وجه المرأة وجسدها؛ لأنَّ فيه مِثلة، أي تشبه بالرجال.
  • ذهب ابن جرير إلى تحريم إزالة الشعر.
  • يحرم على الرجل التنمص وحفِّ حاجبيه وحلقهما، وجاز له التخفيف بشرط عدم التشبه بالأنثى.
  • ثبتت أحاديث صحيحة نصَّت على تحريم النمص، إلا أنَّ أنظار العلماء اختلفت في تحديد معناه؛ مع الاتفاق على إلحاق اللعن بفاعله، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ، وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ).[٤]
  • أباح الفقهاء المعاصرون إزالة شعر الحاجبين؛ إذا كان بغرض تزيُّن المرأة لزوجها؛ واستدلوا بأنَّ تزين المرأة لزوجها يُعين على دوام الألفة والمودة بينهم، كما استدلوا بالأثر الذي يرويه الإمام عبد الرزاق عن امرأة أبي إسحاق، أنَّها دخلت على عائشة -رضي الله عنها- وكانت شابة يعجبها الجمال، فقالت: المرأة تحفُّ جبينها لزوجها؟ فقالت عائشة -رضي الله عنها-: أميطي عنك الأذى ما استطعت.[٥]

يجوز الأخذ من الحاجبين الكثيفين الذان يملكان منظراً مُنفراً ولكن بأذن الزوج، وسبب تعدد الآراء بين العلماء راجع لأمرين، بيانهما ما يأتي:[٦]

  • اختلافهم في معنى النمص، هل هو نتف للحاجبين، أم أخذ من الشعر؛ سواءً أكان ذلك بحلق الحاجب أو بنتفه.
  • اختلافهم في علة أو سبب المنع؛ فمن رأى أنَّها لتحسين العلاقة الزوجية أجاز ذلك بإذن الزوج، ومن رأى أنَّها تغيير لخلق الله من أجل الحُسن مُنع ذلك مطلقاً؛ أذن الزوج أم لم يأذن، قال -تعالى- على لسان إبليس: (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّه).[٧]
عللَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا التحريم بعلة واحدة؛ وهي تغيير خلق الله من أجل الحُسن، وفيه أنَّ المرأة قالت: "يا أم المؤمنين إن في وجهي شعرات أفأنتفهن وأتقرب بذلك إلى زوجي؟ فقالت -عائشة رضي الله عنها-: أميطي عنك الأذى، وتصنَّعي لزوجك كما تصنعين للزيارة".
وفي ذلك دلالة على جواز حلق المرأة شعر الوجه، ونتفه عدا الحاجبين؛ فيجب على المرأة تجنب الوعيد والابتعاد عن ما يجلب الشبهة.[٦]

المراجع

  1. الصاحب بن عباد، المحيط في اللغة، صفحة 228. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، المجموعة الفقهية الكويتية، صفحة 80. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 82. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:3243، صحيح.
  5. "خكم الاخذ من الحواجب النمص"، فتاوى، 21/6/2011، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2022.
  6. ^ أ ب "النمص معناه وادلة المانعين"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/1/2022.
  7. سورة النساء ، آية:119
3069 مشاهدة
للأعلى للسفل
×