ما هو تحليل البول؟ وعن ماذا يكشف؟

كتابة:
ما هو تحليل البول؟ وعن ماذا يكشف؟

تحليل البول

يُمكن التعريف عن تحليل البول على أنّه التحليل القائم على دراسة البول الخارج من الجسم، إذ يُطلب هذا التحليل للتأكّد من الإصابة ببعض الأمراض شائعة الحدوث، والمؤثرة بآليّة حدوثها على الكليتين بشكلٍ مُباشر، آثرت الأنظمة الصحيّة للدول الكبرى بإدراج تحليل البول كجزءٍ من الفحص الروتيني السنويّ للصحّة العامة، والمفروض على جميع فئات العمريّة، ويُعد الوسيلة المثاليّة للكشف عن الأمراض خطيرة الحدوث في مراحلها المُبكّرة، والمُتمثّلة بأمراض المسالك البوليّة وأمراض الكليتين، بالإضافة إلىأمراض الكبد وداء السكّري بنوعيه، كذلك قد يتم إجراء اختبار البول كجزءٍ من الفحوصات الاحترازيّة قبل الخضوع للعمليّات الجراحية، ولأهميّة هذا التحليل، سيتم التعريف عن أهم أنواع تحليل البول وما الغاية في إجراء كلٍ منها.[١]

أنواع تحليل البول

يطلب العديد من الأطباء ومُختصي الرعاية الصحيّة إجراء تحليل البول كأحد أهم الفحوصات لإتمام عمليّة التشخيص بشكلٍ أدقّ، نظرًا لسهولته وتكلفته المُنخفضة، إذ يُطلب إجراء تحليل البول في العديد من الاختصاصات الطبيّة، مثل الباطنيّة وفي غرف الطوارئ، بالإضافة إلى مُختصي التوليد وأمراض النساء وأخصائي الكلى وغيرهم، ويُقسّم تحليل البول إلى ثلاث أقسام، الأول قائمٌ على التحليل الكيميائي لمُكوّنات البول، إذ يتمّ القيام به عن طريق استخدام شرائط مُحتوية على بعض المُركبات الكيميائيّة التي تتفاعل مع مكوّنات البول، لإظهار النتائج اعتمادًا على تغيّر لون الشريط، أمّا بالنسبة للثاني فيتمّ القيام به عن طريق استخدام المِجهر لفحص عيّنة البول ومُكوّناتها، والقسم الثالث مبني على الفحص البصري للبول والتقييم العام له دون إجراء فحوصاتٍ دقيقة على العيّنة.[٢]

الفحص البصري

في هذه الجزئيّة في التحليل، يتم فحص البول من خلال تقييم اللون وتركيزه بصريًّا، إذ يتغيّر لون البول بدرجةٍ غير طبيعيّة نتيجةً لتناول بعض الأطعمة أو إصابة بعض أنظمة الجسم بالتلوث، لذلك يُعد الفحص البصري للبول تقييمًا مبدئيًّا له، وفي الآتي أبرز نتائج الفحص البصري للبول:[٣]

  • لون البول: يُشير لون البول على نسب الماء المُتواجد في البول، إذ يدل اللون الفاتح على النسب الطبيعيّة للماء فيه، قد يكون اللون الداكن دالًّا على اختلال في نسب الماء في البول.
  • درجة التعكّر البول: والتي تتراوح بين البول قليل التعكّر أو المُتعكّر بدرجةٍ قليلة، بالإضافة المُتعكّر بدرحةٍ عالية، إذ يرجع هذا التعكّر إلى تواجد بعض المواد في البول بشكلٍ غير طبيعي، كالبروتين أو المواد الخلويّة الناتجة عن تضرّر الكلى، ومع ذلك، من غير المُمكن معرفة النتيجة بشكلٍ دقيق، فيتأكّد الطبيب المُختصّ عن طريق إجراء أنواع تحليل البول الأخرى، كالكيميائيّة منها والفحص المجهري للبول، من الأفضل أن يكون البول المُعطى في العيّنة مُركّزًا، وذلك لكشف تراكيز المواد المُتواجدة في البول بشكلٍ أدق، إذ إنّ البول المُخفف عن طريق شرب كمياتٍ كبيرةٍ من الماء أو تلقّي السائل عن طريق الوريد يؤي إلى اختلالٍ في الفحص المجهري والكيميائي للبول.

الفحص الكيميائي

يتمثّل الجزء الكيميائي من فحص البول بإدراج عصا بلاستيكيّةٍ رفيعة، مُحتويةٍ على مُركباتٍ مُعيّنة تتفاعل مع المواد المُكونة للبول، لتظهر النتيجة المُراد دراستها عند تغيّر لون الشريط، دالًّا على ارتفاع المادّة أو الخاصيّة المراد دراستها فيه، وفي الآتي أهم خصائص البول الدالّة توازن النسب الطبيعيّة لمكوّناته:[٤]

  • درجة الحموضة: إذ يتواجدالحمض بشكلٍ طبيعيّ وبنسبٍ ثابتة ومُتوازنة في البول، وتتغيّر نسب الرقم الهيدروجيني بتأثّر الكلى والمسالك البوليّة ببعض الالتهابات أو اضطراباتٍ أخرى.
  • البروتين: يُعد البروتين أحد أهم العناصر في الجسم، إذ يتواجد بشكلٍ طبيعيّ في الدم، وذلك من خلال قيام الكليتين بإعادة امتصاصه ومنع من تسرّبه إلى خارج الجسم، وعند الإصابة بأحد أمراض الكليتين ينتج عنها فقدان القيمة الوظيفيّة من هذا الجانب، فيتسرّب البروتين مُشيرًا إلى اضطرابٍ في وحدات الترشيح المسؤولة عن تصفبة الدم من مخلّفاتالنشاط الايضي في الجسم.
  • نسبة السكّر في البول: إذ يُشير ارتفاع نسب السكّر في البول إلى الإصابة بمرض السكّري.
  • خلايا الدم البيضاء: يدل تواجدخلايا الدم البيضاء في البول على التعرّض إلى الإصابة بنوعٍ من أنواع العدوى البكتيريّة.
  • البيليروبين: تتحللخلايا الدم الحمراء بعد انتهاء صلاحيّتها، مُخلفةً وراءها مركّب البيليروبين، لتتم إزالته من الدم عن طريق الكبد، إذ إنّ تواجده في البول يُعد دليلًا قاطعًا على الإصابة باضطراباتٍ في وظيفة الكبد.
  • الدم: حيث أنّ تواجد الدم في البول علامةً من علامات الإصابة بعدوى بكتيريّة مؤثّرة على تركيب مُرشحات الكلى بشكلٍ مُباشر، كما انّها قد تكون دليلًا على التأثّر ببعضالأدوية التي يتم تناولها بشكلٍ سلبيّ، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بشكلٍ مُكثّف، لذا فإنّ تواجد الدم في البول لا يعني الإصابة بمُشكلةٍ خطيرة، ليلجأ الأطباء في هذه الحالة إلى وصف تحاليل أُخرى للتأكّد من السلامة العامّة والكشف عن الأمراض المشكوك بأمرها.

الفحص المجهري

يتم القيام بهذا النوع من اختبار البول من خلال فحص العيّنة المأخوذة من المريض ووضعها تحت المجهر المُصمّم لهذا الغَرَض، ومن خلال هذا الفحص يُمكن الكشف عن الخلايا غير الطبيعيّة المُتواجدة في عيّنة البول، التي قد تدل على اضطراباتٍ في المسالك البوليّة والكلى، ومن أهم ما قد يُكشف عن تواجده خلايا الدم الحمراء وبلوراتٍ مُتكونة لبعض المواد الكيميائيّة، بالإضافة إلىالبكتيريا والطفيليات والخلايا التابعة لبعض الأورام، ليأتي هذا النوع من تحليل البول تأكيدًا على ما قد اكتُشف من ملاحظاتٍ ونتائج مخبريّة وسريريّة، وتتباين النتائج حسب العمر والجنس والتاريخ الصحّي للمريض، بالإضافة إلى طريقة إجراء الاختبار، فيُمكن أن يكون الفحص المجهري غير كافٍ لتأكيد الحالة المرضيّة، وفي الآتي أبرز النتائج المُستوفاة من التحليل المجهري للبول:[٥]

  • ارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء: ليدل على الإصابة بأمراض الكلى أو العدوى البكتيريّة للمسالك البوليّة، وقد ترتفع النسبة بسبب بعض التفاعلات الدوائيّة أو الإصابة بالسرطان.
  • ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء: ويرجع ذلك إلى التعرّض لنوعٍ من أنواع البكتيريا، وما ينتج عنها من التهابٍ في المسالك البوليّة.
  • البلورات الأحماض الأمينيّة: يُعد تكوّن بلورات الأحماض الأمينيّة والأدوية دليلًا على الإصابة بالعديد من المشاكل الصحيّة المؤثرة على وظيفة الكلى الطبيعيّة.
  • خلايا غير طبيعيّة: قد تكون نابعة من الإصابة ببعض مشاكل المسالك البوليّة، بالإضافة إلى تكوّنها نتيجةً لتعرّض أنسجة الكلى لبعض المشاكل المؤدية إلى التلف، فتتسرّب هذه الخلايا مع البول، ليتمّ الكشف عنها من خلال إجراء الفحص المجهري.

دواعي إجراء تحليل البول

تتعدد الأسباب المؤدية إلى أهميّة إجراء تحليل البول، وذلك لتشتخيص بعض أنواع الأمراض المؤثّرة عل تكوين البول الخارج من الجسم، بالإضافة إلى ارتباط بعض الحالات الطبيّة كالحمل فيه، وفي الآتي دواعي إجراء تحليل البول:[٦]

  • التحقّق من الصحّة العامّة: حيث يقوم الطبيب المُختصّ بطلب القيام بتحليل البول كجزءٍ من الفحص الطبي الروتيني، أو لتتبّع السلامة العامّة للحامل، أيضًا يُمكن اعتباره أحد أهم التحاليل التي يقوم بها الطبيب لتحضير المريض قبل الجراحة.
  • تشخيص الأمراض: من اهم المُقترحات التي يطرحها الطبيب المُختص على المريض القيام بتحليل البول، لكشف الستار عن مجموعةٍ مُتنوّعةٍ من الاضطرابات والأمراض المُرتبطة بالنظام المُكوّن للبول في الجسم، مثل أمراض الكلى وامراض الكبد ومرض السكّري، والربط بينها وبين الأعراض الظاهرة على المريض ، مثل آلام البطن والظهر أو التبوّل المُتكرّر مع الشعور بآلام أو ظهور الدم في البول، فوجب عند ظهور هذه الأعراض إجراء تحليل البول.
  • مراقبة بعض الحالات الطبيّة: ويُعد اختبار السكّري أحد أهم التحاليل الدوريّة التي يقوم بها، للتأكّد من سريان مفعول النظام العلاجي المُتبع ومُراقبة تطوّر المرض.
  • فحوصات مُرتبطة بتحليل البول: تعتمد بعض الفحوصات الطبيّة على تحليل البول، مثل اختبار الحمل والفحوصات المُرتبطة باستهلاك الأدوية، إذ يتمّ البحث في عيّنة البول على موادٍ مُعيّنة، كهرمون الHCG في أو العناصر الكيميائيّة الناتجة عن تحلّل الأدوية وتفاعلها في الجسم.

الأمراض التي يكشف عنها تحليل البول

يتم إجراء اختبار البول UA بشكلٍ شائع في العديد من المُختبرات والعيادات الطبيّة والمُستشفيات وأقسام الطوارئ، ليوفّر بدوره العديد من المعلومات اللازمة لضمان التشخيص الدقيق للأمراض، ومن أهم مميزاته أنّه قليل التكلفة ويتميّز بسرعة الحصول على النتائج بوقتٍ قياسيّ، ومن أهم الأمراض والأعراض التي يتمّ الكشف عنها من خلال تحليل البول بأنواعه الوارد ذِكره:[٧]

  • تأكيد تشخيص الإصابة بالتهابات المسالك البوليّة والمُرتبطة بالعدوى البكتيريّة.
  • قد يكون تحليل البول كافيًا لمعرفة ما إذا كان هناك تكوّنٍ لحصوات الكلى نتيجةً لترسّب البلورات الناتجة من الأحماض الأمينيّة والأدوية.
  • يُعد تحليل البول أحد الركائز التي يقوم عليها تشخيص أنواعً عديدة من أمراض الكلى.
  • يرتبط رصد ومُتابعة بعض الأمراض المُزمنة مثل مرض السكّري وارتفاع ضغط الدم بتحليل البول بشكلٍ مُباشر.

المراجع

  1. "What Is Urinalysis?", www.webmd.com, Retrieved 2020-05-14. Edited.
  2. "Urinalysis (Urine Test)", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-05-14. Edited.
  3. "Urinalysis", www.hopkinslupus.org, Retrieved 2020-05-14. Edited.
  4. "What is a Urinalysis (also called a "urine test")", www.kidney.org, Retrieved 2020-05-14. Edited.
  5. "Microscopic Urinalysis", www.urmc.rochester.edu, Retrieved 2020-05-14. Edited.
  6. "Urinalysis", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-05-14. Edited.
  7. "Urine Test (Urinalysis), Types, Procedure, and Disease Detection", www.emedicinehealth.com, Retrieved 2020-05-14. Edited.
4329 مشاهدة
للأعلى للسفل
×