محتويات
تعريف الزّنا
شرع الله -تعالى- الزواج كوسيلةٍ لإعمار الأرض والابتعاد عن الزنا والفواحش؛ فالزّنا: حدوث علاقة غير شرعية بين رجل وامرأة ليس بينهما عقد زواج شرعي، فهو وطء رجل مكلف لمرأة لا تحل له بالاتفاق متعمداً، وهو فعلٌ محرم دينياً، كما أنه مرفوض أخلاقياً واجتماعياً، بالإضافة لما يسببه الزّنا من أضرار ومشاكل صحية ومجتمعية وأسرية.[١]
حكم الزّنا في الإسلام
الزّنا إحدى الكبائر في الإسلام والتي يطبق فيها الحد وهو الجلد مئة جلدة لغير المحصن أي لغير المتزوّج وغير المتزوّجة، والرجم حتى الموت للمحصن أي للمتزوج والمتزوجة،[٢] وحتى يتم تطبيق الحكم لا بد من توفر عدّة شروط سنذكرها فيما يأتي:[٣]
- وجود أربعة شهود على حدوث الزّنا.
- اعتراف الزاني بفعلته والشهادة على نفسه.
- أن يكون الزاني بالغاً عاقلاً مدركاً لحرمة الزّنا.
- أن يكون قام بفعل الزّنا بكامل إرادته؛ أي لم يتعرض للاغتصاب أو الإكراه، فالحد يقع على من أكرَه غيره على الزّنا.
أما من شهد على أحدٍ زوراً بالزّنا فإنه يجلد ثمانين جلدة،[٤] أما إذا اتهم زوجٌ زوجته بالزّنا ولم يكن هناك أربعة شهود فتكون بالملاعنة وهي أن يحلف الزوج أربع مرات أنه من الصادقين، ويحلف مرة خامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، وزوجته إن أنكرت ادّعاءه عليها أن تحلف أربع مرات أنه من الكاذبين وتحلف مرة خامسة أن لعنة الله عليها إن كان من الصادقين.[٥]
التحذير من الزّنا
قال -تعالى-: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)؛[٦] أي أن الله يحذرنا في هذه الآية ليس من فعل الزّنا فقط بل من الاقتراب منه حتى بأي فعلٍ أو قول؛ مثل العلاقات غير الشرعية، والخلوة غير الشرعية والتي قد تفضي إلى الزّنا، ولذلك أمرنا -تعالى- بغض البصر، واللباس الشرعي، وعدم الخروج دون محرم؛ تجنباً لأي فعلٍ من مقدمات الزّنا، ومقدمات الزّنا تشمل النظرة والغمزة واللمسة والخلوة والقبلة والحضن والمداعبة.[٧]
وحذرنا -سبحانه وتعالى- من الزّنا لأنّه يؤدّي إلى اختلاط الأنساب، وانتقال الأمراض، مثل الإيدز، والسيلان، والزهري وغيرها، والتي لا يمكن التشافي منها، كما يُنهي الزنا العلاقات الزوجية، ويشتت الأسر، ويشيع الفاحشة، ويدمر المجتمع، ولذلك قال -تعالى- لتعظيم حرمة الزّنا: (الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).[٨][٧]
الحكمة من تحريم الزنا
حرّم الله -تعالى- الزنا لحِكم كثيرة تعود على الفرد والمجتمع بالخير والبركة؛ وسنذكر بعضها فيما يأتي:[٩]
- حفظ الأنساب التي تستمر بها الحياة الإنسانية.
- حفظ كرامة الإنسان المسلم من الوقوع بالحرام والشبهة.
- تحقيق الأمن في المجتمع؛ فيتخلص المجتمع من حالات الغصب والإكراه.
- حفظ النسل وإيجاد الأب والأم الذين يتحملون مسؤولية رعاية طفلهم.
- حفظ المجتمع والأمة من الانهيار والتفكك.
- حفظ الأسرة من التفكك؛ فالزواج يجعل الأسرة أكثر ترابطاً ومسؤولية.
المراجع
- ↑ عبد القادر عودة، التشريع الجنائي الإسلامي مقارنا بالقانون الوضعي، صفحة 349. بتصرّف.
- ↑ صديق حسن خان، الدرر البهية والروضة الندية والتعليقات الرضية، صفحة 267- 269. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 5362. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 107. بتصرّف.
- ↑ الشوكاني، فتح القدير، صفحة 448. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:32
- ^ أ ب "التحذير من جريمة الزنا"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 11/8/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:3
- ↑ عبد الكريم اللاحم، المطلع على دقائق زاد المستقنع، صفحة 137. بتصرّف.