محتويات
ما هو تقفع دوبويتران؟
يُصنّف تقفُّع دوبْوِيتران أو داء الفايكنج (Dupuytren's contracture, Palmar Fibromas) بأنّه من الاضطرابات النادرة التي تُصيب الأنسجة الضّامة في اليدين، ويتطوّر بدايةً نتيجة زيادة سُمك أربطة الأنسجة الليفيّة الموجودة في راحة اليد مع قصر طولها على غير المُعتاد، مما يُسبّب تجمّع الأربطة على شكل عُقد صغيرة، التي مع مرور الأشهر والسنوات تتجمّع وتلتفّ بجانب بعضها البعض كنسيج ليفيّ قاسٍ، ينجم عنه انثناءٌ دائم لمفاصل أحد الأصابع أو بعضٍ منها نحو راحة اليد، خاصةً المفاصل الرابطة ما بين سلاميات الأصابع وراحة اليد، وتلك الرابطة ما بين السلامية الأولى -القريبة من راحة اليد- والسلامية المتوسطة، حتّى أنّ شكل الجلد في المنطقة المُتضرّرة من راحة اليد ينكمش ويتجعّد.
لأنّ قبضة اليد وحركتها تتأثّر بانعدام القدرة على بسط الأصابع المُتضرّرة بالإضافة إلى أنّ كلتا اليدين تتأثر بهذا المرض في أغلب الأحيان فإنّ تقفّع دوبويتران يؤثّر في حياة المُصاب ومُمارسته لأعماله اليوميّة.[١]
ما هي أعراض تقفع دوبويتران؟
تنشأ أعراض تقفع دوبويتران تدريجيًا على مدى العديد من السنوات، وعلى الرغم من تأثير هذه الحال الكبير في حياة المُصاب وانعدام قُدرته على تحريك أصابعه المُتضرّرة، إلا أنّها نادرًا ما تكون سببًا في الشعور بالألم فيها، وتقتصر الأعراض الأوليّة على الشعور بظهور العُقد الصغيرة في راحة اليد، والتي قد تُسبِّب الشعور بالألم في البداية فقط، وقد يصعب على المصاب حقيقةً مُلاحظة تأثير هذه العُقد على يديه؛ لأنّها تحتاج إلى عدّة سنوات لتُسبّب انثناءً واحدًا أو أكثر من الأصابع نحو راحة اليد، ويفقد المُصاب القدرة على مد الأصابع مرةً ثانية، كما يظهر الجلد مجعدًا فوقها، وفي مُعظم الحالات يكون ذلك في إصبعيّ الخنصر والبنصر، إلا أنَّه قد يمتد أحيانًا ليصيب الأصابع الأخرى بما فيها الإبهام، وقد يصيب يدًا واحدةً أو كلتا اليدين.[٢]
يسبِّب هذا الأمر صعوبة الإمساك بالأشياء الكبيرة، كما يزيد من صعوبة أداء بعض الأنشطة، كغسل الوجه أو ارتداء القفازات، لكنَّه نادرًا ما يؤثر في القدرة على الكتابة أو التقاط الأشياء الصغيرة؛ وذلك لأن إصبعي الإبهام والسبابة نادرًا ما يتأثران بهذا الاضطراب.[٣]
في حالات أقلّ شيوعًا قد يستهدف المرض أصابع القدمين، بما يُعرَف بالأورام الليفيّة الأخمصيّة أو داء ليدرهوس، كما أنّه قد يُصيب القضيب لدى الرّجال، بما يُسمّى داء بيروني.[٢]
ما أسباب الإصابة بتقفع دوبويتران؟
على الرغم من أنّ أول ذِكرٍ لمرض تقفّع دوبويتران للمرّة الأولى كان عام 1600 ميلاديّ، إلا أنّه حتّى الآن لم يرتبط حدوثه بأسبابٍ مُحدّدة أو واضحة،[٣] وعلى غرار العديد من أمراض اليدين فهو غير مُتعلّق بالتعرّض لإصاباتهما أو إنهاكهما وكثرة استعمالهما في عمل أو وظيفة مُعيّنة، لكن يُمكن القول إنه توجد بعض العوامل التي تزيد من احتماليّة الإصابة بالمرض لدى بعض الأفراد مُقارنةً بغيرهم،[٤] ومن هذه العوامل يُذكر الآتي:[٤][١]
- العُمر؛ فهذه الحالة أكثر شيوعًا عند الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
- الجنس؛ إذ يميل هذا المرض إلى الحدوث بشدّة أكبر لدى الرجال، وبنسبة أعلى بأربعة أضعاف لديهم مُقارنةً بالنساء.
- وجود تاريخ عائليّ مُسبق من الإصابة بتقفّع دوبويتران.
- الإصابة بالسكّري.
- الإصابة بالسلّ.
- الصرع.
- الإصابة بنوبة قلبيّة.
- شرب المشروبات الكحوليّة.
- التدخين، ويُرجّح أن يكون تأثيره ناجمًا عن التغيّرات الدقيقة التي يُحدثها التبغ في الأوعية الدمويّة.
- الأصول؛ إذ إنّ نسبة الإصابة مُرتفعة لمن تنحدر أصولهم من شمال أوروبا.
ما هي خطوات تشخيص تقفع دوبويتران؟
بالنسبة لخطوات التشخيص بمرض تقفّع دوبويتران فهي تعتمد على الفحص الجسديّ المُباشر لليد المُتضرّرة، وذلك بمُلاحظة وجود أي سماكة زائدة في راحة اليد أو وجود تجاويف صغيرة فيها أو ما يُشبه الغمازات، بالإضافة إلى مُلاحظة الطبيب انثناء أيٍّ من أصابع اليدين، أو تحسّس أيّ عُقد أو تكتّلات تحت جلد راحة اليد. بالإضافة إلى ذلك يلجأ الطبيب إلى فحص سريع وبسيط، يقتضي وضع يد المُصاب على سطح الطاولة بحيث تُلامس راحة اليد وأصابعها الطاولة تمامًا، وعادةً في حال العجز عن بسطها على الطاولة بصورة كاملة فإنّ ذلك قد يكون إشارةً إلى الإصابة بتقفّع دوبويتران.[٢]
كيف يُعالَج تقفع دوبويتران؟
يلجأ الأطباء إلى الخيارات العلاجيّة في التعامل مع تقفع دوبويتران في حال كان المُصاب يُعاني من ألم أو صعوبة بالغة في إدارة أعماله نتيجة المرض، وعدا ذلك فهو لا يتطلّب العلاج أبدًا، ويكتفي الطبيب بطلب مُتابعة الوضع من قِبَل المُصاب لنفسه بإجراء اختبار الطاولة المذكور سابقًا، مع مُلاحظة أيّ تطوّرات قد تطرأ عليه. ويهدف علاج هذه التقفع إلى حلّ العُقد والأربطة المُلتفّة بأحد الخيارات العلاجيّة الآتية:[٤]
- الوخز بالإبر: الذي يفكّ فيه الطبيب الأربطة المُتجمّعة باستخدام إبرة توخز في مكان العُقد المُتشكّلة، وعلى الرغم من أنّها لا تمنع عودة التفاف الأربطة الليفيّة حول بعضها البعض مرّةً أُخرى، إلا أنّ تكرار العملية كلّ مدًة لا يؤثّر في المُصاب، وتقتصر سلبيات الوخز بالإبر على صعوبة تطبيقه في حال كان مكان تشكّل التقلّص مليئًا بالأعصاب أو الأوتار.
- الحقن بالإنزيم: ذلك بالحقن بالأنزيم المُفرَز من المطثيّة الحالّة للنّسج المفرزة لأنزيم الكولاجيناز (Collagenase Clostridium histolyticum)، الذي يُضعف الأربطة المُلتفة حول بعضها عند حقنه في مكان التقلّص، الأمر الذي يسمح للطبيب بحل الغقد عن بعضها، لكن هذه الطريقة العلاجيّة تحمل نفس سلبيات الوخز بالإبر.
- العلاج الجراحيّ: هو خيار يُلجَأ إليه في حال كان المُصاب يُعاني بالفعل من قلّة قُدرته على تحريك أصابعه وتعارض ذلك مع أعماله اليوميّة، وتقتضي العملية إزالة الأنسجة السميكة؛ لإتاحة الحركة مُجدّدًا للأصابع المُتضرّرة، لكن يُؤخذ بعين الاعتبار احتماليّة الإصابة بالعدوى، أو إلحاق الضرر بأحد الأعصاب القريبة أثناء إجراء الجراحة.[٣]
المراجع
- ^ أ ب "Dupuytren’s Contracture", rarediseases, Retrieved 9-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Yvette Brazier (19-10-2018), "What is Dupuytren's contracture?"، medicalnewstoday, Retrieved 9-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Carol DerSarkissian (15-10-2018), "What Is Dupuytren's Contracture?"، webmd, Retrieved 9-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Dupuytren's contracture", mayoclinic,12-10-2018، Retrieved 9-5-2020. Edited.