الخط العربي
يُعرف الخط العربي بأنّه فن الكتابة في جميع اللغات التي تستخدم الحروف العربية، وتتميز هذه الخطوط بإمكانية اكتسابها أشكالًا هندسيةً مختلفةً من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب، وعادةً ما تُستخدم الخطوط العربية في تزيين المساجد والقصور، وكإضافة مناظر تجميلية للمخطوطات والكتب، ولقد بدأت الخطوط العربية بالظهور منذ ظهور الأبجدية عندما بدأ البشر بتسجيل التاريخ، حيث قام العرب بالتطوير والإبداع في الكتابات، ولكن لسوء الحظ هنالك ضعف في تعليم الخطوط العربية في الوقت الحالي، إلّا أنّ هنالك بعض الجهات التي لا زالت تعمل على حفظ التراث وتطوير الخطوط العربية، وفي ما يأتي ستتم الإجابة عن سؤال ما هو خط الطغراء، الذي يُعدّ أحد أشكال الخط العربي.[١]
ما هو خط الطغراء
يُعرف خط الطغراء أيضًا باسم الطرة أو الطغرى، وهو أحد الخطوط الجميلة التي تُكتب بالخطوط العربية، وعادةً ما تتم كتابة خط الطغراء من خلال المزج ما بين خط الثلث والخط الديواني، ولقد كان السلاطين العثمانيون يستخدمون هذا الخط على شكل ختم عند توقيع الفرمانات والرسائل السلطانية، حيث كان السلطان العثماني أورخان غازي أول من استخدم الطغراء، كما كان خط الطغراء يكتب على النقود الإسلامية التي يذكر فيها اسم السلطان أو لقبه، كما كان يستخدمها السلاطين بديلًا عن الختم، وذلك عن طريق رسم الطغراء السلطانية على البراءات والمنشورات، وغالبًا ما لا يتم طباعة الطغراء، حيث إنّها تُرسم وتُكتب فقط.[٢]
يعود أصل كلمة طغراء إلى أصلها التتري؛ والتي تعني اسم السلطان الحاكم، كما يزعم البعض بأنّ كلمة الطغراء شعار قديم لطائر أسطوري مقدّس عند سلاطين الأوغوز، وهنالك بعض الروايات التي تقول بأنّ تداول الطغراء بدأ عند العثمانيين عندما توترت العلاقات بين سلطان المغول تيمورلنك وبايزيد بن مراد الأول العثماني، حيث قام تيمورلنك بإرسال تهديد بالحرب إلى بايزيد، وقام بتوقيع هذا التهديد ببصمة كفه الملطخة بالدم، ومن ثم تم تطوير هذه البصمة واتُخِذت لكتابة الطغراوات، ولقد تم استخدام الطغراء بشكلٍ حديث من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإمبراطور اليابان أكيهيتو كتوقيعات لهم.[٢]
ميزات خط الطغراء عند السلاطين العثمانيين
بعدما تمت الإجابة عن سؤال ما هو خط الطغراء، سيتم الحديث عن ميزات هذا الخط، إذ تم تصميم خط الطغراء في بداية عهد السلاطين، حيث استخدمه في البداية السلطان أورهان الأول، ومن ثم تطور حتى وصل إلى شكله الكلاسيكي في عهد السلطان سليمان القانوني، حيث يتميز خط الطغراء بشكله المميز، إذ يتم تقسيم الخط إلى عدة أجزاء، سيتم ذكرها وذكر معانيها فيما يأتي:[٣]
- حلقتان على الجانب الأيسر: ويُعتقد بأنّهما تشكلان البحار التي يسيطر عليها السلاين، إذ ترمز الحلقة الخارجية الكبيرة للبحر الأبيض المتوسط،، بينما ترمز الحلقة الصغيرة الداخلية للبحر الأسود.
- ثلاثة خطوط رأسية في المنتصف: تدل هذه الخطوط على الاستقلال، وتتداخل معها ثلاثة خطوط مائلة تشير إلى حركة الرياح من الشرق إلى الغرب، والتي تمثل الحركة التقليدية للعثمانيين.
- كتابة في الأسفل: وتشكل هذه الكتابة اسم السلطان، وأيّ إضافات أخرى تلحق الاسم.
- مدّتان إضافيتان على الجانب الأيمن: وترمز المدتان الإضافيتان إلى السيف، بحيث يُعدّ رمزًا للقوة.