محتويات
ما هو داء إيرليخ؟
من الممكن أن يصاب الفرد بمجموعة من الأمراض التي تنتقل عبر الحيوانات، مثل العث والقراد والبراغيث، ومن أبرز أنواع البكتيريا التي تنتقل إلى الإنسان من خلال ناقل حيواني عائلة بكتيرية تسمى الركتيسيا، ومن الأمراض التي تسببها حمى الجبال الصخرية المبقعة أو المعروفة بالحمى الزرقاء، والحمى النمشية أو التيفوس، وداء إيرليخ.
يعرف داء إيرليخ Ehrlichiosis بأنّه عدوى بكتيريّة تسببها بكتيرية سالبة صبغة الغرام من عائلة الركتيسيا، تنتقل عن طريق التعرّض للدغة قراد حامل للبكتيريا، ومن أنواع القراد التي تنقل داء إيرليخ كلًا من قُراد الكلب الأمريكي، والقرادة سوداء الأرجل، واليغموش الأمريكي.
تمّ اكتشاف داء إيرليخ أول مرة في عام 1990م، وقسّمه العلماء إلى نوعين؛ النوع الأول عدوى المحببات البشرية الإيرليخية، والنوع الثاني عدوى الوحيدات البشرية الإيرليخية، وتتباين أعراض الإصابة بين الأعراض المعتدلة والشديدة، وغالبًا ما يستجيب المرض للعلاج بالمضادات الحيوية المناسبة دون ظهور مضاعفات، وفي هذا المقال توضيح لأهم المعلومات عن داء إيرليخ، أعراضه وأسباب الإصابة به وطرق الوقاية والعلاج.[١]
ما أسباب الإصابة بداء إيرليخ؟
تحدث الإصابة بداء إيرليخ بصورة رئيسة عند التعرض للدغة من قراد مصاب بالبكتيريا الإيرليخية، لتنتقل من القراد إلى طبقة الجلد ومنه إلى الدم أثناء عض القراد للإنسان بهدف التغذية على دمه، وبهذا تتسبب بنقل العدوى إليه، لكن حتى تنتقل البكتيريا من القراد إلى الإنسان يحتاج القراد إلى ما يقارب 24 ساعةً على الأقل من الاتصال على سطح جلد العائل والتغذية على دمه، وبهذا فإنَّ إزالة القراد فور الشعور بلدغته أو وجوده على سطح الجلد قد يساهم في الحماية من الإصابة بداء إيرليخ، كما توجد طرق أخرى للإصابة بهذا الداء، منها:[٢]
- نقل الدم من شخص مصاب بداء إيرليخ إلى شخص سليم.
- من الأم الحامل المصابة إلى جنينها.
- الاتصال المباشر مع دم حيوان مصاب بالعدوى.
ما هي أعراض الإصابة بداء إيرليخ؟
غالبًا ما تكون لدغة القراد غير مؤلمة وقد لا يشعر الشخص بها، وبعد التعرض لها تبدأ الأعراض الخفيفة والمعتدلة بالظهور في أول خمسة أيام من الإصابة تشبه أعراض الإنفلونزا، وتتضمن ما يأتي:[٣]
- الشعو بالآلام في العضلات.
- الصداع الشديد.
- الحمى والقشعريرة.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ وفقدان الشهية.
- الإسهال.
- الطفح الجلدي، ويصيب شخصًا من كل ثلاثة أشخاص مصايين، وغالبًا ما يظهر عند الأطفال المصابين، كما يبدأ الطفح الجلدي بالظهور بعد خمسة أيام من الإصابة بالحمى، إذ تظهر على الجلد نقاط أو بقع حمراء.
ما هي مضاعفات داء إيرليخ؟
عند عدم أخذ العلاج المناسب في الوقت المناسب فقد تتطور الإصابة إلى مراحل متأخرة وتظهر مجموعة من المضاعفات، أبرزها ما يأتي:[١]
- الغيبوبة.
- تلف الكلى.
- تلف الكبد.
- فشل الأعضاء الحيوية في الجسم.
- الموت في حالاتٍ نادرة.
- نوبات الصرع.
- الموت.
كيف يتم تشخيص داء إيرليخ؟
يبدأ الطبيب التشخيص بأخذ التاريخ المرضي للمصاب والأعراض التي يعاني منها ومنذ متى ظهرت، وهل تعرّض للدغة قراد أم لا، ولتأكيد التشخيص تُجرى الفحوصات التشخيصية الآتية:[٤]
- الفحص السريري للمريض وفحص موقع لدغة القراد.
- قياس العلامات الحيوية للمصاب وقياس ضغط الدم.
- فحوصات الدم، تُظهر النتائج انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة والدفاع ضد الكائنات المُمرِضَة، وانخفاض عدد الصفائح الدموية المسؤولة عن تخثّر الدم، بالإضافة إلى وجود أجسام مضادة في الدم.
- فحص وظائف الكلى ووظائف الكبد؛ لتشخيص أي مضاعفات عند المصاب.
- تحليل تفاعل البوليميراز المتسلسل (Polymerase chain reaction test)، يُجرى هذا الفحص على عينة دم، ومن خلاله يتمّ الكشف عن التسلسل الجيني للبكتيريا المسببة للمرض، ويعدّ من الفحوصات الدقيقة.[٢]
- اختبار التألق المناعي غير المباشر (Indirect fluorescent antibody test)، من خلاله يجري قياس تركيز الأجسام المضادة في الدم ضد البكتيريا المسببة للمرض.[٢]
كيف يمكن علاج داء إيرليخ؟
يبدأ الطبيب علاج داء إيرليخ قبل أن يحصل على نتائج الفحوصات إذا كان يعتقد أنَّ المريض مصاب بهذا المرض؛ لمنع حدوث المضاعفات الخطيرة التي تظهر عند التأخُّر بالعلاج، ويكون العلاج عن طريق استخدام المضاد الحيوي المناسب من نوع دوكسيسيكلين غالبًا لمدّة 10-14 يومًا، أما إذا كانت المرأة المصابة حاملًا فيكون العلاج غالبًا بمضادّ حيوي آخر من نوع ريفامبيسين (Rifampin)، وبعد البِدء بأول جرعة خلال 24-48 ساعةً تبدأ الأعراض بالاختفاء التدريجي ويتحسّن المصاب، وخلال ثلاثة أسابيع يتماثل للشّفاء تمامًا.[٤]
هل يمكن الوقاية من الإصابة بداء إيرليخ؟
لا يوجد لقاح ضد البكتيريا المسببة لداء إيرليخ حتى الآن، لذلك تتمثّل طرق الوقاية من الإصابة به بالقضاء على القراد والوقاية من التعرّض للدغته، بالإضافة إلى وقاية الحيوانات التي يتعامل معها الإنسان أيضًا من التعرّض للدغة القراد، وعمومًا من طرق الوقاية من الإصابة بداء إيرليخ ما يأتي:[٣]
- تجنب الذهاب إلى الأماكن التي يوجد فيها القراد.
- يعيش القراد على الأعشاب وأغصان الأشجار، وعلى الرغم من أنَّه ينشط طوال السنة إلا أنه أكثر نشاطًا في الأشهر الدافئة خلال شهري نيسان وأيلول، لذلك يجب أخذ الحذر الكافي وتجنّب التعرض للدغة القراد عن طريق تجنّب المشي أو المرور بين الأشجار والأعشاب الطويلة.
- استخدام الملابس المعالجة بالبيرميثرين 0.5%، الذي يعدّ طاردًا للحشرات.
- استخدام المبيدات الحشرية للقضاء على القراد.
- قبل الدخول إلى المنزل يجب التأكد من عدم وجود قرّاد على الملابس أو الحذاء.
- بعد الدخول من مكان يوجد فيه القراد بكثرة مثل الحدائق يجب خلع الملابس وفحصها للتأكد من عدم وجوده عليها، ثم غسلها بالماء الساخن وتجفيفها بدرجات حرارة عالية مدّة عشر دقائق على الأقل.
- الاستحمام فور الرجوع إلى المنزل؛ فهذا يساهم في إزالة أي حشرة أو قراد عن سطح الجسم.
- فحص الحيوان الأليف إن كان قد خرج خارج المنزل؛ للتأكّد من عدم وجود قراد عالق على جسمه.
المراجع
- ^ أ ب "Ehrlichiosis", medlineplus.gov, Retrieved 15-05-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Ehrlichiosis", www.mayoclinic.org, Retrieved 15-05-2020. Edited.
- ^ أ ب "Ehrlichiosis", www.cdc.gov, Retrieved 15-05-2020. Edited.
- ^ أ ب "Ehrlichiosis", www.healthline.com, Retrieved 15-05-2020. Edited.