ما هو داء الخيطيات؟

كتابة:
ما هو داء الخيطيات؟

ما هو داء الخيطيات؟

تنطوي تحت مُسمّى داء الخيطيّات Filariasis مجموعة مُختلفة من الاضطرابات المُعدية الشهيرة في المناطق الاستوائيّة، التي تتسبّب بها ديدان خيطيّة طُفيليّة من عائلة الفيلاريات-Filarioidea، التي عادةً ما تُهاجم الجلد والجهاز الليمفاويّ في جسم الإنسان، وقد تستغرق دورة حياتها فترة طويلة نوعًا ما؛ إذ إنّ الإصابة تبدأ عندما تلد أُنثى الدودة الخيطيّة في جسم الإنسان، وتنتقل أجنّتها المُسمّاة مايكروفلاريا نحو جلد الضحيّة والأوعية الدمويّة الطرفيّة فيه، لتنتقل بعدها إلى مُضيفها الثاني؛ البعوض أو الذباب، الذي يحمل هذه الأجنّة داخله بعد قرصه لمُضيف الدودة الأوّل، وتكبر هذه الأجنّة لتُصبح يرقات شديدة العدوى، تنتشر إلى أفراد آخرين بمُجرّد أن تقرصهم البعوضة المُصابة، إلا أنّ نموّها الكامل لدودة بالغة في جسم المُصاب يتطلّب ما يُقارب العام الكامل.

تجدر الإشارة إلى أنّ أحد أشهر أنواع هذه الديدان هو الديدان الفخريّة البنكروفتيّة Wuchereria bancrofti، التي تستهدف العُقَد والأوعيّة الليمفيّة في الجسم، وتتطوّر عبر السنين لما يُتعارَف عليه بداء الفيل، الذي يُسبّب العديد من الأعراض والمشكلات الصحيّة.[١]


ما هي أعراض الإصابة بداء الخيطيات؟

تتفاوت الأعراض والعلامات المُصاحبة للإصابة بداء الخيطيات، حتّى أنّ بعض المُصابين قد لا يُعانون من أيّ مشكلات رغم إصابتهم به، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الاختلاف في الأعراض راجعٌ أيضًا إلى اختلاف نوع الدودة الخيطيّة المُسبّبة للمرض، وعمومًا تتضمّن ما يأتي:[٢]

  • التهاب الأوعية الليمفاويّة الحادّ، الذي يتزامن معه وجود أعراض الالتهاب، مثل:
    • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
    • تورّم العُقد الليمفاويّة.
    • القشعريرة.
    • آلام في الجسم.
  • الاستسقاء، الناجم عن تجمّع السوائل في الرجلين واليدين.
  • التهاب الأعضاء التناسليّة لدى الرجال المُصابين، وذلك في حال كانت الإصابة ناجمةً عن دودة الفخريّة البنكروفتيّة، مما قد يُسبّب:
    • التهاب الخصية.
    • التهاب مسار الحيوانات المنويّة.
    • تورّم كيس الصفن، والشعور بألم فيه.
  • ارتفاع عدد كريّات الدم البيضاء في الدم، خاصّةً اليوزينيّات (Eosinophilia)، وذلك عند اشتداد نوبة المرض والأعراض.
  • تضخّم العُقَد الليمفيّة المُزمِن، وقد يكون هو العرَض الوحيد الذي يُعاني منه المُصاب.
  • انسداد الأوعية الليمفيّة على مدار فترة طويلة، وهو ما يُسبّب الإصابة باضطرابات أُخرى، مثل:
    • القيلة المائيّة، وهي تجمّع السوائل في كيس الصفن لدى الرجال.
    • البِيلَة الكيلوسيّة Chyluria، وهي ظهور كمية من السائل الليمفاويّ في البول.
  • في الحالات المُتقدّمة تظهر أعراض داء الفيل على المُصاب، كانتفاخ الأعضاء التناسليّة لدى الإناث، وتجمّع السوائل في الثديين والرجلين واليدين، وسماكة الجلد، وظهوره بشكل مليء بالنتوءات؛ نتيجة الاستسقاء المُزمِن.


لماذا تحدث الإصابة بداء الخيطيات؟

تُعد الديدان الخيطيّة بأنواعها المُختلفة السبب الرئيس للإصابة بداء الخيطيّات، ويكون انتقالها إلى البشر عن طريق أنواعٍ من الذّباب والبعوض، ففي حال الإصابة بدودة كُلابيّة الذنب الملتوية فإنّ المسؤول عن نقلها هو الذبابة السوداء (Simulium species) ،[٣] أمّا الفخريّة البنكروفتيّة فتنتقل بواسطة البعوضة المُرهِقَة (Culex fatigans).[١] وعمومًا توجد 8 أنواع من هذه الديدان التي صُنّفت تحت ثلاثة تقسيمات، تبعًا لمكان الإصابة الذي تستهدفه في الجسم، وهي:[٤]

  • الخيطيّات الليمفاويّة: التي تُهاجم الجهاز الليمفيّ، وتُسبّب في مراحل مُتقدّمة الإصابة بداء الفيل، وهي: الديدان الفخريّة البنكروفتيّة، وبروجيا الملاويّة، وبروجيا التيموريّة.
  • خيطيّات تحت الجلد: تتضمن ديدان لوا لوا، والمنسونيلة المفتولة الذنب، وكلابيّة الذنب الملتوية.
  • خيطيّات التجاويف المصلية: التي تستهدف منطقة البطن، وهي: ديدان المنسونيلة المُستديمة، والمنسونيلة الأوزارديّة.


كيف يُعالَج داء الخيطيات؟

تختلف الخيارات العلاجيّة في التعامل مع داء الخيطيّات باختلاف الدودة المُسبّبة للمرض، وعادةً ما يتضمّن ذلك واحدًا من الخيارات الآتية:[٣]

ويُمكن التفصيل أكثر في ما يُعطَى لعلاج بعض الأمراض الناجمة من أنواع الديدان الخيطيّة المُختلفة في النقاط الآتية:[٣]

  • الخيطيّات الليمفاويّة: التي تُعالَج بدواء دايايثيلكاربامازين DEC وحده، أو بالتزامن مع إعطاء إيفيرمكتين (Ivermectin )، كما يُعطَى المُضاد الحيويّ تيتراسايكلن؛ للقضاء على بكتيريا الولبخيّة.
  • داء كُلابيّة الذنب: تُعالَج الإصابة به باستخدام إيفيرمكتين كخيارٍ علاجيّ أوّل، بالتزامن مع استئصال العُقد الليمفيّة النابضةِ في بعض الحالات.
  • داء اللوائيّات: الذي يُعالَج بدواء دايايثيلكاربامازين DEC كخيارٍ علاجيّ أوّل، وتُزال الديدان البالغة الخارجة من العينين.


كيف يُشخَّص داء الخيطيات وما هي مضاعفاته؟

بالنسبة لخطوات تشخيص الإصابة بداء الخيطيّات فإنّ فحص مسحة الدم والبحث عن أيّ أجنّة (مايكروفلاريا) كفيل في الكشف عن وجود الديدان الخيطيّة في الجسم، وتستخدم لذلك صبغة جينزا المُخصّصة للإشارة إلى وجودها، وفي بعض الأحيان قد يُستخدم فحص تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR)، أو فحص المُستضدّات الموجودة في جسم المُصاب، والتي تدلّ على الإصابة بالمرض.[٤]

وفي حال تأخرّت خطوة التشخيص أو الخدمات العلاجيّة للمُصابين كما يحصل في بعض الدول الفقيرة والمُكتظّة التي ينتشر فيها المرض كإفريقيا وبعض دول آسيا تظهر العديد من المُضاعفات، منها:[٥]

  • تورّم الأطراف.
  • تورّم الأعضاء التناسليّة.
  • الإصابة بداء الفيل.
  • تضرّر الكلى.
  • ردّ فعل تحسّسي شديد في حال وجود يرقات في الجسم.
  • ظهور أعراض جانبيّة لاستخدام بعض الأدوية عند علاج المُصابين.


المراجع

  1. ^ أ ب Amy Tikkanen, "Filariasis"، britannica, Retrieved 10-5-2020. Edited.
  2. "Filariasis", rarediseases, Retrieved 10-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Vanessa Ngan (2008), "Filariasis"، dermnetnz, Retrieved 10-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Dr. Ananya Mandal (26-2-2019), "What is Filariasis?"، news-medical, Retrieved 10-5-2020. Edited.
  5. "Lymphatic Filariasis", healthgrades,30-12-2018، Retrieved 10-5-2020. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×