ما هو داء النوسجات؟

كتابة:
ما هو داء النوسجات؟

ما هو داء النوسجات؟

داء النوسجات (Histoplasmosis) هو مرض فطري يحدث نتيجة الإصابة بفطر يُسمّى النوسجة، وهو فطر شائع في شرق الولايات المتحدة الأمريكية ووسطها، ينمو في التربة والمواد الملوثة بفضلات الخفافيش أو الطيور، وتحدث الإصابة بالعدوى عن طريق تنفّس أبواغ هذه الفطريات.

لا يمكن أن ينتقل داء النوسجات من شخص إلى آخر، وغالبًا ما يكون على شكل عدوى خفيفة، ولا يؤدّي إلى ظهور أي أعراض، ولكن في بعض الحالات قد يؤثّر في الرئة، ويسبّب مجموعةً من الأعراض، مثل: الشعور بالمرض، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وآلام الصدر، والسعال الجاف، أمّا في الحالات الشديدة فقد ينتشر داء النوسجات إلى أعضاء الجسم الأخرى، وهذا أكثر شيوعًا عند الأطفال الرضع والكبار بالسن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

لتشخيص هذا الداء يُجري الطبيب مجموعةً من الفحوصات للبحث عن علامات وجود الفطريات في الجسم، وعادةً ما تتحسّن الحالات الخفيفة دون الحاجة إلى علاج، أمّا الحالات الشديدة أو المزمنة فتحتاج إلى العلاج باستخدام الأدوية المضادة للفطريات.[١]


ما أعراض الإصابة بداء النوسجات؟

لا يعاني معظم الأشخاص الذين يتعرّضون لفطر النوسجة من أي أعراض، لكن قد يعاني البعض من أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، وقد تظهر في مدّة تتراوح بين 3-17 يومًا بعد استنشاق الشخص أبواغ الفطريات، وعادةً ما تختفي هذه الأعراض عند معظم الأشخاص في غضون أسابيع قليلة إلى شهر، وعمومًا تتضمّن ما يأتي:[٢]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • السعال.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • القشعريرة.
  • الصداع.
  • ألم في الصدر.
  • آلام في الجسم.

وعند بعض الأشخاص -خاصّةً الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة- يمكن أن يؤدي داء النوسجات إلى تطور عدوى رئوية طويلة الأمد، كما يمكن أن ينتشر من الرئتين إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الجهاز العصبي المركزي.[٢]


لماذا يحدث داء النوسجات؟

توجد أبواغ النوسجة في الهواء عند نثر التراب أو غيره من المواد التي توجد فيها، وينمو هذا الفطر في تربة رطبة غنية بالمواد العضوية، خاصةً في أماكن وجود بقايا الطيور والخفافيش وفضلاتها كما ذُكِرَ مسبقًا، لذلك هذه الفطريات شائعة في حظائر الدجاج والحمام والحظائر القديمة والكهوف والحدائق، ولا يُعدّ داء النوسجات حالةً معديةً، فهو لا ينتقل من شخص إلى آخر، ويمكن أن يصاب الشخص به أكثر من مرة، لكن عادةً ما يكون المرض أخف في المرة الثانية.

وقد يزداد خطر الإصابة بداء النوسجات عند استنشاق عدد أكبر من أبواغ هذه الفطريات، كما يوجد بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة بالمرض، مثل: المزارعين، وعمال مكافحة الآفات، ومربي الدواجن، وعمال البناء، ومُعمّري الأسقف، وعمال تنسيق الحدائق والبستانيين، ومستكشفي الكهوف.

بالإضافة إلى ذلك يزداد خطر الإصابة بعدوى أكثر شدةً وخطورةً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، بما في ذلك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، والأشخاص البالغين الذين تصل أعمارهم إلى 55 عامًا فما فوق، فقد يكون هؤلاء الأشخاص عرضةً للإصابة بداء النوسجات الذي ينتشر إلى أعضاء الجسم المختلفة، وهو الشكل الأكثر شدةً للمرض، كما توجد بعض العوامل التي قد تضعف المناعة وتزيد من خطر العدوى الشديدة، منها ما يأتي:[٣]

  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أو الإيدز.
  • استخدام العلاج الكيميائي للسرطان.
  • تناول أدوية الكورتيكوستيرويدات، مثل بريدنيزون.
  • استخدام مثبطات عوامل نخر الورم، التي عادةً ما تُستخدم للتحكم بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • استخدام الأدوية التي تمنع رفض العضو المزروع.


كيف يشخص داء النوسجات؟

للحصول على التشخيص الدقيق سيحتاج الطبيب إلى معرفة تاريخ مُفصّل عن المصاب، بما في ذلك أي تعرض محتمل للفطريات، ثم سيجري مجموعةً من الفحوصات البدنية واختبارات الدم والبول، وفي بعض الحالات قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات تصويرية مثل الأشعة السينية على الصدر أو الأشعة المقطعية للحصول على صورة للرئتين.

وفي الحالات الشديدة التي ينشر فيها داء النوسجات في الجسم قد يحتاج الطبيب إلى إجراء زراعة للفطريات أو خزعة للرئة؛ فهي أكثر الأساليب فعاليةً واستخدامًا لضمان التشخيص الصحيح وفي الوقت المناسب، ففي هذه الحالات التشخيص السريع ضروري لضمان الحصول على العلاج المبكر وتحقيق نتائج جيدة.[٤]


ما علاج داء النوسجات؟

في الحالات الخفيفة من داء النوسجات لا توجد حاجة إلى تطبيق العلاج، فقد يوصي الطبيب المصاب بالراحة وتناول الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لعلاج الأعراض، لكن في حال كان الشخص يعاني من صعوبة في التنفس لمدة تزيد عن شهر فقد يكون العلاج ضروريًا، وعادةً ما يُعطى في هذه الحالة الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم، لكن قد يحتاج بعض الأشخاص في بعض الحالات إلى الأدوية التي تُعطى في الوريد، خاصةً في حال كانت العدوى أكثر شدةً وخطورةً، فهي الطريقة الأقوى التي يصل فيها الدواء إلى الجسم، وقد يحتاج البعض إلى تناول الأدوية المضادة للفطريات لمدة تصل إلى عامين، ومن الأدوية المضادة للفطريات التي يمكن استخدامها لعلاج داء النوسجات ما يأتي:[٥]

  • الكيتوكونازول (ketoconazole).
  • الأمفوتريسين B (amphotericin B).
  • الإيتراكونازول (itraconazole).


ما هي مضاعفات داء النوسجات؟

يمكن أن يسبب داء النوسجات حدوث مضاعفات خطيرة، حتى عند الأشخاص الذين لا يعانون من مشكلات صحية، لكن يزداد خطر حدوث هذه المضاعفات عند الأطفال الرضع وكبار السن والأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة ضعيف، وتتضمن مضاعفات داء النوسجات ما يأتي:[٣]

  • متلازمة ضيق التنفس الحاد: يمكن أن يؤدي داء النوسجات إلى تلف في الرئتين، إذ إن الأكياس الهوائية في الرئة تتشبع بالسوائل، مما يؤثر في قدرتها على تبادل الغازات، وهذا يؤدي إلى نقص الأكسجين في الدم.
  • مشكلات في القلب: فقد يؤدي إلى حدوث التهاب في الغشاء المغلف للقلب الذي يُعرف بغشاء التامور، كما يمكن أن تؤثر زيادة كمية السوائل داخل هذا الغشاء في قدرة القلب على ضخ الدم.
  • قصور الغدة الكظرية: قد يسبب داء النوسجات تضرر الغدة الكظرية، وهي الغدة التي تفرز الهرمونات التي تتحكم بجميع أنسجة أعضاء الجسم في نفس الوقت.
  • التهاب السحايا: يمكن أن يؤدي داء النوسجات إلى حدوث التهاب في الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.


المراجع

  1. "Histoplasmosis", medlineplus,12-3-2020، Retrieved 13-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Symptoms of Histoplasmosis", cdc,13-8-2018، Retrieved 13-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (20-2-2020), "Histoplasmosis"، mayoclinic, Retrieved 13-5-2020. Edited.
  4. "Histoplasmosis Symptoms and Diagnosis", American Lung Association ,5-3-2020، Retrieved 13-5-2020. Edited.
  5. Amanda Delgado (19-1-2016), "Histoplasmosis"، healthline, Retrieved 13-5-2020. Edited.
2667 مشاهدة
للأعلى للسفل
×