ما هو داء ليغ كالفيه بيرثيز؟

كتابة:
ما هو داء ليغ كالفيه بيرثيز؟

داء ليغ كالفيه بيرثيز

داء ليغ كالفيه بيرثيز(Legg-Calve-Perthes disease) من الأمراض التي غالبًا ما تصيب الذكور صغار العمر ما بين الرابعة والعاشرة من العمر، وهو حالة تؤثر في الجزء الكروي العلوي من رأس الفخذ؛ ذلك نتيجة حدوث خلل في تدفق الدّم إليها، الأمر الذي يُسبِِّب موت العظم، وفيها يصبح الجزء المصاب من عظم الفخذ مسطّحًا ومشوّهًا ومعرّضًا بشكل كبير للانفصال عن الورك، كما يُسبِّب ذلك أن يفقد الغضروف الكرة العظمية الداعمة له، ويؤدي ذلك كلّه إلى الشعور بألم بالركبة والفخذ، والعرج واضطرابات المشي، وتنبغي الإشارة إلى أنّ داء ليغ كالفيه بيرثيز يصيب جانب واحد من الجسم غالبًا.[١]


أعراض داء ليغ كالفيه بيرثيز

يتسبب داء ليغ كالفيه بيرثيز في إظهار مجموعة من الأعراض تتضمن الآتي:[١]

  • تسطُّح كرة عظمة الفخذ وانكماشها؛ ذلك نتيجة تناقص تدفق الدّم إلى هذه الكرة.
  • العرج؛ الذي يُعدّ من الأعراض الرئيسة التي يسببها داء ليغ كالفيه بيرثيز؛ لأنّ تسطح كرة عظم الفخذ يجعل المشي أمرًا صعبًا.
  • ضعف في الساق المصابة.
  • ألم الركبة.
  • ألم الفخذ.
  • انخفاض قوة العضلات في الفخذ.
  • نقصان طول الساق المصابة.


أسباب واء ليغ كالفيه بيرثيز

ذُكِر في بداية المقال أنّ داء ليغ كالفيه يحدث نتيجة انخفاض التروية الدموية إلى منطقة الفخذ، لكنّ أسباب حدوث ذلك غير واضحة، فقد تحدث نتيجة الإصابة المباشرة التي تعرضت لها الساق؛ مما يُسبِّب تلفًا في الأوعية الدموية، أو نتيجة الإصابة بالاضطرابات التي تؤدي إلى تجلط الدم وسد الأوردة، وتزيد العوامل الآتية من خطر الإصابة بداء ليغ كالفيه بيرثيز:[٢]

  • الجنس: يصيب داء ليغ كالفيه نسبة قليلة جدًا من سكان العالم تقدّر بـ 1%؛ إذ إنّه حالة نادرة لكنّه أكثر شيوعًا لدى الأولاد بأربعة أضعاف من الفتيات؛ وعليه فإنّ الأولاد الذكور أكثر عرضة للإصابة بداء ليغ كالفيه.
  • العوامل الوراثية: يحدث داء ليغ كالفيه نتيجة عوامل وراثية؛ فما يتراوح بين 2-10% من الأطفال المصابين بداء ليغ كالفيه لديهم فرد واحد على الأقل مصاب بداء ليغ كالفيه.


تشخيص داء ليغ كالفيه بيرثيز

يبدأ الأطباء تشخيص داء ليغ كالفيه بيرثيز من خلال الفحص البدني للكشف عن نطاق حركة الورك والفخذ، ولا يُعدّ الفحص البدني كافيًا لتأكيد التشخيص بهذا الداء، إذا لا بُدّ للطبيب من إجراء بعض الاختبارات،[١] التي تتضمن الآتي:[٣]

  • اختبار العظام: في اختبار العظام يحقن الطبيب مادةً مشعّةً في الوريد، وتنتقل هذه المادة وتتراكم في المناطق من العظم التي تحدث فيها عمليات البناء والهدم؛ أي التي يتفتت فيها العظم ويعيد بناء نفسه، فتظهر هذه المناطق بشكل أوضح مما يدل على حدوث خلل فيها، ويكشف اختبار العظام عن الإصابة بداء ليغ كالفيه بيرثيز في أوقات مبكّرة، قبل أن يظهر ذلك من خلال الأشعة السينية.
  • التصوير بالأشعة السينية (X-rays): بعد ظهور أعراض الإصابة بداء ليغ كالفيه بشهر أو شهرين تبدأ تغيرات العظم بالظهور من خلال الأشعة السينية، وهذا يمكّن الطبيب من تشخيص هذا الداء بصورة الأشعة السينية، ومن الممكن أن يُجري التصوير بها عدّة مرّات لمتابعة تطوّر الحالة المرضية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) : يعدّ التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر دقّةً في تشخيص داء ليغ كالفيه بيرثيز؛ وذلك لأنّه يكشف عن تلف العظام المرتبط بهذا الداء بصورة أكثر وضوحًا من التصوير بالأشعة السينية، وفيه يستخدم الطبيب موجات راديو ومجالات مغناطيسية للكشف عن صور موضحّة للعظم والأنسجة الرخوة الداخلية.


علاج مرضى داء ليغ كالفيه بيرثيز

يعتمد علاج المرضى على مرحلة المرض والعمر عند بداية الأعراض، ومقدار تلف الورك، وفي الحقيقة قد تستغرق عملية موت العظم تمامًا والكسر والتجديد في داء ليغ كالفيه عدّة سنوات، وتتضمن علاجات داء ليغ كالفيه الخيارات الآتية:[٣]

  • استخدام جبيرة خاصة للساقين: التي تحافظ عليهما متباعدتين على اتساعمها لمدة تتراوح بين أربعة أسابيع وستة أسابيع؛ لأنّه كلما تطور داء ليغ كالفيه فإنّ الجزء الكروي من المفصل -رأس عظمة الفخذ- يضعف وينكسر، وأثناء التعافي يعمل الجزء المجوف من المفصل في شكل قالب لمساعدة رأس عظمة الفخذ المكسورة في استعادة شكلها الدائري، ولكي ينجح ذلك لا بُدّ من أن يوضَع رأس عظمة الفخذ بشكل ملائم ومحكم تمامًا في عمق التجويف.
  • الجراحة: يحتاج بعض الأطفال إلى الجراحة لإبقاء الجزي الكروي من المفصل موضوعًا بإحكام في عمق الجزء المجوف، وقد تتضمن هذه الجراحة قطعًا وتدي الشكل في عظام الفخذ أو الحوض لإعادة تنظيم المفصل، ولا يحتاج الأطفال البالغون من العمر أقل من 6 سنوات إلى التدخل الجراحي، إذ إنّه في هذه الفئة العمرية يبدو التجويف الوركي أكثر قدرة وقابلية على التعافي؛ لذا فإنّ الجزء الكروي والجزء المجوف يستمران في التناسق معًا بشكل جيد دون جراحة.
  • العلاجات التحفظية: يحتاج الأطفال، خاصة الصغار منهم جدًا، إلى بعض العلاجات التحفظية وقد لا يحتاجون إلى العلاج إطلاقًا، وتشمل هذه العلاجات التحفظية التقليل من الأنشطة البدنية؛ كالجري والقفز، واللذان ربما يسرعان من تلف الفخذ، وقد يحتاج الطفل في بعض الأحيان إلى تجنب تحميل وزنه بشكل كامل على الفخذ المصابة، ذلك باستخدام الدعامات اللازمة، بالإضافة إلى تمارين الإطالة والتي تحافظ على مرونة الفخذ؛ إذ إنّه مع تصلب الفخذ قد تقصر العضلات والأربطة من حوله؛ لذا فهو يحتاج إلى هذه التمارين للحفاظ على المرونة.


مضاعفات داء ليغ كالفيه بيرثيز

الأطفال المصابون بهذا الداء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب مفصل الورك في مرحلة البلوغ، خصوصًا في حال تعافي مفصل الورك باتخاذه شكلًا غير طبيعي، فيزيد عدم التحام عظام الورك بشكل جيد من خطر تلف المفصل في وقت مبكّر، وبشكل عام كلّما كان التشخيص بداء ليغ كالفيه مبكرًا كانت فرصة التئام مفصل الورك بشكله الطبيعي المستدير أكثر، ففي الحقيقة يزداد خطر الإصابة باضطرابات الورك في حال تشخيص اضطراب ليغ كالفيه بيرثيز بعد عمر الست سنوات.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Kristeen Moore (2016-3-18), "Legg-Calve-Perthes Disease"، healthline, Retrieved 2020-5-9. Edited.
  2. staff hopkinsmedicine, "Perthes Disease (Legg-Calve-Perthes Disease)"، hopkinsmedicine., Retrieved 2020-5-9. Edited.
  3. ^ أ ب ت staff mayo clinic (2018-6-8), "Legg-Calve-Perthes disease"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-9. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×