رُهاب المسرح
يختبر ملايين من الناس مشاعر التوتّر والخوف عند التحدّث أمام جماعة كبيرة، أو عند تقديم عرضٍ موسيقيّ أو محاضرة تعليميّة، وتظهر عليهم هذه المشاعر جليًّة بالتردّد عند الكلام، أو بتعرّق كفوف أيديهم، أو بشعورهم بقوّة ضربات القلب المُتسارعة بمُجرّد اعتلائهم منصّة التقديم، وهو ما يُسمّى رهبة الأداء، أو رُهاب المسرح Performance Anxiety, Stage Fright، وفي الحقيقة هو ليس بحدثٍ غريب أو ظاهرة نادرة، إذ يعترف 84% من المُمثّلين الأمريكيّين بأنّهم يشعرون برهبة الأداء عند التصوير والتمثيل، كما أنّ أيّ أعمالٍ أو أنشطة ضروريّة قد تُسبّب هذا الخوف.
لكنّ المشكلة تكمن في حال بدا رُهاب المسرح مُعيقًا لممارسة أعمال الفرد وأنشطته المُهمّة، مما يتطلّب منه البحث عن طرق المساعدة والعلاج في تخطّي ذلك، ويُسبِّب رهاب المسرح استجابة في جسم المُصاب مشابهة لاستجابة الكر والفر -استجابة الجسم عند تعرُّضه لخطر ما- عند اعتلائه المسرح، مما يجعله أكثر استجابة وتنبّهًا.[١]
أعراض رُهاب المسرح
عل الرغم من ارتباط اسم رُهاب المسرح بالمسرح، لكنّه قد يحدث في كثير من المواقف والظروف التي لا ترتبط بالمنصة أو التقديم، وإنّما ترتبط بالأداء عمومًا، وبقلق الشخص من عدم تأديته ما هو مُقبِلٌ عليه كما خطّط أو تمنّى، وتظهر أعراض الرّهاب عليه وفق الآتي:[٢][٣]
- جفاف الفم.
- الشعور بتضيّق في الحلق.
- تغيّرات في الرؤية.
- فرط التعرّق، خاصّة في اليدين وبرودتهما.
- الشعور بقشعريرة والارتجاف.
- خفقان القلب.
- ارتفاع في ضغط الدم.
- شعور غير مريح في المعدة، وكأنّما فيها عُقدَة ما.
- الشعور بالغثيان.
- ارتكاب الأخطاء أثناء تأدية الأمر المُسبّب للرهاب.
- التراجع عن أداء الأمر أو إكماله.
- ارتجاف اليدين والركبتين، بالإضافة إلى ارتجاف الصوت والشفتين.
أسباب رُهاب المسرح
تُلخَّص الأسباب الكامنة وراء رُهاب المسرح بأنّها كلّ الظروف والأحوال التي قد تبعث على الخوف والقلق في نفس الشخص، فالخوف من الظهور بما هو أقلّ من المطلوب أو القلق من إحداث أي خطأ أثناء التحدّث أمام جمعٍ غفير، أو الخوف من أنّ حدوث أي مشكلة حينها قد يؤثّر في سُمعة الشخص، وقدرته على الخطابة مستقبلًا.
وفي الحقيقة مع القلق الشديد الذي يُحفَّز ردّ فعل الكرّ والفرّ (Fight or Flight) في الجسم، الذي يُحفّز أجهزته الحيويّة وكأنما هو وضع قتال يتطلّب تركيز الطاقة، أو التخطيط للهرب، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض السابق ذكرها، كما يُعيق ذلك القُدرة على التركيز في المُهمّة أو العمل المرجوّ إتمامه، وجميعها أسباب تزيد من احتمال اختبار أيٍّ من أعراض رُهاب المسرح بدرجات تزيد ما بين شخص وآخر أو تنقص، وبمستويات قد يستطيع بعضها تخطّيها وتجاوزها، لكنّها قد تُعيق آخرين عن ممارسة أعمالهم كما يتمنّون.[٢]
علاج رُهاب المسرح
بصرف النظر عن اعتماد علاج رهاب المسرح في بعض الأحيان على مساعدة الأطباء النفسيّين؛ كاستخدام العلاج السلوكي المعرفي، كما تُنفّذ العلاجات الدوائية؛ مثل: حاصرات بيتا كالبربرونالول (propranolol) بعد استشارة الطبيب، إذ يسهم في تثبيط تأثير الأدرينالين -أحد العوامل المُسبِّبة لحالة الكر أو الفرّ-، ويُقلِّل من تسارع ضربات القلب. ويوجد عدد من التدابير البسيطة المساعدة المتبعة للمساعدة في تخفيف الأعراض وتخطيها بما لا يتعارض مع أداء الشخص وعمله، ومنها:[٣]
- الاستعداد، والتدرّب قبل موعد الأداء.
- تجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكّر.
- تناول الطعام قبل بضع ساعات من موعد الأداء بما يضمن عدم الشعور بالجوع، وفي الوقت نفسه تزويد الجسم بالطاقة المُناسبة، ويجب أن تكون الوجبة قليلة الدّسم، وتحتوي على نشويّات مُركّبة؛ كحساء العدس، أو اللبن، أو المعكرونة المُعدّة من الحبوب الكاملة.
- تحويل تركيز الشخص من أن يبدو حول نفسه وقلقه أو خوفه ليُصبح حول الفائدة أو المُتعة التي يمنحها لمن سيلتقيهم ويُحدّثهم، ومُحاولة تخيّل مشاعر الفرح والبهجة الناجمة من حديثه أو فعله.
- تجنّب التركيز على أيّ أفكار تُشكّك في ثقة الفرد في نفسه.
- اتّباع إحدى تقنيات واستراتيجيات الاسترخاء؛ كالتأمل والتنفّس العميق، ومحاولة اعتماد أحدها بمنزلة روتين يوميّ حتّى يصبح الفرد جاهزًا لأداء أيّ أمر قد يبعث القلق أو الرّهاب في نفسه.
- تصرّف الشخص بطبيعته.
- أخذ قسط كافٍ من النوم والراحة قبل موعد الأداء.
- ممارسة التمارين الرياضيّة البسيطة، أو المشي، وتنفيذ أيّ شيء يُقلّل مشاعر القلق قبل موعد الأداء.
المراجع
- ↑ Dr Muffazal Rawala (12-11-2019), "Performance Anxiety"، clinical-partners, Retrieved 4-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Performance Anxiety", goodtherapy,4-10-2019، Retrieved 4-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Smitha Bhandari (17-8-2017), "What is stage fright (performance anxiety)?"، webmd, Retrieved 4-5-2020. Edited.