ما هو سد الذرائع

كتابة:
ما هو سد الذرائع

أصول الفقه الإسلامي

يعد علم أصول الفقه من العلوم المهمة، والتي ينبغي على طالب العلم الاعتناء و الاهتمام بها، فمن خلال أصول الفقه وقواعده يستطيع طالب العلم الوصول إلى بقية العلوم، لذلك يقول العلماء رحمهم الله: "من حُرِم الأُصول، حُرِم الوصول"، تكمن أهمية علم أصول الفقه في التمكن من استخراج الأحكام الشرعية من الأدلة الشرعية على أُسس وقواعد سليمة، أما بالنسبة لتعريف علم أصول الفقه فالعلماء قاموا بتعريفه باعتبارين؛ الأول: باعتبار مفردات المصطلح؛ فتعرف كلمة الأصول على حدة، وكلمة الفقه على حدة؛ فالأصول جمع أصل، ويراد به ما يبنى عليه غيره، و يطلق غالبًا على الدليل، أما الفقه: معرفة الأحكام الشرعية المكتسبة من خلال أدلتها التفصيلية، أما الاعتبار الثاني فهو باعتبار علمه ولقبه، فيعرف أصول الفقه بأنه: أدلة الفقه الإجمالية "المتفق والمختلف فيها"، وكيفية الاستفادة منها "استفادة الاحكام الشرعية من الأدلة الشرعية"، وحال المستفيد "الشخص المجتهد"،[١] ومن الأصول التي أخذ بها العلماء ما يُعرف بسد الذرائع، فما هو سد الذرائع.

ما هو سد الذرائع

سد الذرائع واحد من الأصول المختلف فيها بين العلماء رحمهم الله، أخذ به الإمام مالك وأصحابه، والإمام أحمد في رواية عنه، ومنعه الشافعية والحنابلة، ويرى المحققون أن الحنفية والشافعية أيضًا قاموا بالأخذ أيضًا في مذهبهما بسد الذرائع عند تنزيل الأحكام على الأحوال.[٢]

أما الذرائع في اللغة جمع ذريعة، ويراد بها: الوسيلة إلى الشيء، أما في الاصطلاح عند الفقهاء والأصوليين فيراد بها: الأمر الذي ظاهره الإباحة إلاّ أنه يُفضي ويؤول إلى المفسدة وفعل المحرم، أما حقيقة سد الذرائع فهي التوصل بما فيه مصلحة إلى المفسدة، أما المقصود بسد الذرائع فهو: سد الطرق، وقطع الأسباب المؤدية والموصلة إلى الفساد.[٣]

ومما يدل على العمل بسد الذرائع من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ما يأتي:[٢]

  • قول الله تعالى: {وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ}،[٤]سد الذرائع هنا منع سب آلهة الكفار مخافة أن يقابلوا السب بالمثل، فيسبوا الله تعالى.
  • نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تصوير من مات من الصالحين وعدم بناء المساجد عليهم لكي لا تتم عبادتهم.

أمثلة على سد الذرائع

بعد التعرف على علم أصول الفقه الإسلامي، والمراد سد الذرائع، وأنه يقوم على المقاصد والمصالح، وأنّ الله تعالى شرع أحكامه لتحقيق المصالح ودرء المفاسد، فإذا أصبحت أحكامه تستخدم كذريعة للتوصل إلى غير ما شرعت له، ويتوصل بها إلى غير مقاصدها كان لا بد من سد الطرق المؤدية إلى الفساد، ومن الأمثلة التي يمكن إدراجها تحت قاعدة سد الذرائع ما يأتي:[٥]

  • النهي عن إبداء الزينة والضرب بالأرجل ذات الخلاخيل لأنه يعد وسيلة لإثارة الشهوة عند الرجال.
  • الأمر باستئذان الصغار والعبيد ثلاث مرات، لئلا يكون دخولهم ذريعة للاطلاع على العورات.
  • النهي عن البيع وقت صلاة الجمعة لئلا يُتخذ ذريعة للإنشغال عن الصلاة بالتجارة.
  • النهي عن بناء المساجد على القبور لئلا تكون ذريعة لاتخاذها أوثانًا.
  • النهي عن طرق المسافر على أهله ليلًا.

المراجع

  1. "مقدمة في أصول الفقه وتعريفاته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-17. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "سد الذرائع في الكتاب والسنة ومذاهب الأئمة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-17. بتصرّف.
  3. "ما المقصود بقاعدة سد الذرائع"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-17. بتصرّف.
  4. سورة الأنعام، آية:108
  5. "مجلة مجمع الفقه الإسلامي"، al-maktaba.org، 2020-05-26. بتصرّف.
3315 مشاهدة
للأعلى للسفل
×