محتويات
ما هو طعام أهل النار؟
الزقوم
لقد ورد في القرآن الكريم أصناف طعام أهل النَّار ومن بينها شجرة الزَّقوم التي جاء وصفها في سورة الواقعة في قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ* لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ* فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ* فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ* فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ* هَٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ}،[١] فهي شجرة كريهة الشَّكل والطَّعم ويجبر أهل جهنم على تناولها فهم يتزقَّمونها تزقمًا لشدَّة كراهتها، وما إن تصل لبطونهم حتَّى تغلي كما يغلي الزَّيت الذي تشتد حرارته.[٢]
وقد ورد وصفها في سورة الصَّافات بقوله تعالى: {أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ* إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ* إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ* طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ* فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ}،[٣] فهي شجرة تنبت في أصل النَّار وتتغذى من النَّار، وثمارها تشبه رأس الشَّياطين في شدة قبحه.[٤]
الغسلين
الصَّنف الثَّاني من طعام أهل النَّار الذي ورد في القرآن الكريم هو الغسلين وقد ذُكر في سورة الحاقة بقوله تعالى: {فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ}،[٥] وقد سُئلَ الصَّحابي ابن عباس عن معنى الغسلين هنا فقال لا أدري، في حين الكلبي قال الغسلين هو ذاك القيح والصَّديد الذي يسيل من أهل جهنَّم أثناء تعذيبهم، فقيل إنَّه الطًّعام الذي هيَّأه الله لأهل جهنَّم.[٦]
الضريع
والضَّريع هو صنف من أصناف طعام أهل النَّار، ولقد ورد في قوله تعالى في سورة الغاشية: {لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ}،[٧] وقيل إنَّ الضَّريع هو نوع من الشَّوكيات المعروف في الحجاز، ويصبح سامًّا عند ما يجف ويُطلق عليه اسم الضَّريع، وقد وصفه القرآن بأنَّه لا ينفع أجساد أهل النَّار فلا يعطيهم الصِّحة ولا يورثهم القوَّة، بل حتَّى إنَّه لا يدفع عنهم ألم الجوع الذي يعدُّ نوعًا من عذاب أهل جهنم، وقيل إنَّ الغسلين هو سائلٌ يسيل من هذه النَّبتة.[٨]
صفة طعام أهل النار
ومما ورد في صفة طعام أهل النار بأنَّه عصارة أهل النَّار شديد المرارة ويغصُّ فيه من يأكله وذلك لشدَّةِ مرارته، بالإضافة إلى ريحه النَّتنة.[٩]
وقد ورد صفة طعام أهل النار في حديث أبي الدَّرداء الذي يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُلقَى على أهلِ النَّارِ الجوعُ فيعدلُ ما هم فيهِ منَ العذابِ فيستغيثونَ فيغاثونَ بطعامٍ من ضريعٍ لاَ يُسمِنُ ولاَ يُغني من جوعٍ فيستغيثونَ بالطَّعامِ فيغاثونَ بطعامٍ ذي غصَّةٍ فيذكرونَ أنَّهم كانوا يجيزونَ الغصصَ في الدُّنيا بالشَّرابِ فيستغيثونَ بالشَّرابِ فيرفعُ إليهمُ الحميمُ بكلاليبِ الحديدِ فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم فإذا دخلت بطونَهم قطَّعت ما في بطونِهم".[١٠][١١]
طعام أهل الجنة
وطعام أهل الجنة ما لذَّ وطاب من أشجار الجنَّة وثمارها كالعنب والرُّمان، وشجر الطَّلح وهو شجرٌ شوكيٌ معروف بالحجاز غير أنَّه مزال الشَّوك في الجنَّة، وكذلك السدرالذي أُزيل شوكه وهو نبات النَّبق، قال تعالى: {فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ* وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ* وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ* وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ* وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ* لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ}،[١٢] وأهل الجنَّة يختارون من تلك الثِّمار أشهاها وأطيبها.[١٣]
المراجع
- ↑ سورة الواقعة، آية:51 59
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 414-415. بتصرّف.
- ↑ سورة الصافات، آية:62 - 66
- ↑ الطبري أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 551-553. بتصرّف.
- ↑ سورة الحاقة، آية:35 36
- ↑ الرازي فخر الدين، تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، صفحة 632. بتصرّف.
- ↑ سورة الغاشية، آية:6
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 297. بتصرّف.
- ↑ التويجيري محمد بن إبراهيم، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 381. بتصرّف.
- ↑ رواه المباركفوري، في تحفة الأحوذي، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم:6/454، موقوفا لكنه في حكم المرفوع.
- ↑ الترمذي محمد بن عيسى، سنن الترمذي ت بشار، صفحة 288. بتصرّف.
- ↑ سورة الواقعة، آية:28-33
- ↑ سليمان الأشقر عمر، الجنة والنار، صفحة 176. بتصرّف.