ما هو عذاب قوم لوط

كتابة:
ما هو عذاب قوم لوط

ما هو عذاب قوم لوط؟

نزل جبريل -عليه السلام- إلى قوم لوط ليعذّبهم، فقام بضرب وجوههم بجناحه ضربةً طُمست فيها أعينهم، واحتمل جبريل -عليه السلام- مدائنهم حتى سمع أهل السماء الدنيا نَبْح كِلابهم، ثم قلبها عليهم، وأمطر عليهم حجارةً من سجيل،[١] قال الله -تعالى- واصفاً ذلك: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ}،[٢] والسجيل هو الطين،[٣] إلّا أنّ لوطًا قد نجا مع أهله إلّا امرأته كانت من الهالكين.[٤]


كما عُذّبوا بالصيحة، لقوله -تعالى-: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ}،[٥] والمراد بالصَّيحة: العذاب الذي يُرافقه صوت عالي ومزعج، وفي الآية بيانٌ بأنَّ العذاب كان في وقت شروق الشمس.[٦] ومدينة قوم لوط واقعةٌ على طريق يمرّ به الناس حتى يومنا هذا، وذلك حتى يعتبروا ويتذكروا، قال الله تعالى: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ* وَبِاللَّيْلِ}.[٧][٦]


التعريف بقوم لوط

هم أهل قرى سدوم التي كانت بالأردن، وقيل إنّها كانت في مكان البحر الميت، وإنّما سُمُّوا بقوم لوط نسبةً إلى نبيّهم لوط -عليه السلام،[٨] وفيما يأتي بيانٌ لسبب هلاك قوم لوطٍ وتعريفٍ بنبيّهم:


لماذا أهلك الله قوم لوط؟

كان قومُ لوطٍ يفعلون فواحش لم يسبقهم بها أحد، فقد كانوا يقطعون الطريق على التُّجار، وذهب الحياء منهم ولم يَعُد إليهم قطٌّ،[٩] حيث ارتكبوا أشنع الجرائم وأفظعها، وخاصة اللّواط؛ وهو أن يأتِ الرجلُ الرجلَ، فلا يقدم على هذا الذنب إلاّ من عَميت بصيرته واسودّت سريرته، وسبب تسميتها بهذا الاسم نسبةً إلى قوم لوط، قال -تعالى-: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}.[١٠][١١]


وقد وعظهم نبي الله لوط -عليه السلام-، فلم يزدهم ذلك إلّا نُفورًا، وقاموا بتهديده -عليه السلام- بالرّجم والطّرد، إلى أن جاءت الملائكةُ لوطًا بصورة غِلمان حِسان الوجوه، فأحسَّ بضعفِ قدرته على حماية ضيوفه من فساد قومه، فما لَبِث أن جاء قوم لوط لمعرفتم بأمر الغلمان، فحاول لوط -عليه السلام- رَدْعَهم، إلّا أنَّهم أجمعوا على فعل الخبائث.[١٢]


فأحسَّ لوطٌ بضيقٍ شديد، فاستحكم الأمر واشتدَّ، فكشف الرّسل عن حقيقة أمرهم بأنّهم ملائكة جاءوا لتعذيب القوم على ما أقدموا من أفعال، فأمروا لوطًا بالنّجاة مع أهله إلّا امرأته، والمشي ليلًا دون الالتفات خلفهم؛ لئلّا يَروْا هَول العذاب الذي سيقع على القوم.[١٢] ويدلّ شِدَّة العذاب الذي عُذّبوا به على أنّ ذنبهم من أعظم ما فُعِل من الفواحش.[١٣]


من هو النبي لوط عليه السلام؟

هو لوط بن هاران بن تارخ، ابن أخي إبراهيم الخليل -عليه السلام-، وقد آمن به، وهاجر معه إلى الشام بعد نجاة الخليل من النار، ثمَّ نزل إبراهيم -عليه السلام- إلى فلسطين، ونزل لوط -عليه السلام- إلى الأردن تحديدًا إلى سدوم في شرقي الأردن.[١٤]


خلاصة المقال: أنزل الله -تعالى- بقوم لوط أشدّ العذاب، وذلك لأنهم ابتدعوا فواحش ومنكرات كبيرة لم يأتِ بها أحدٌ من قبلهم، فحُملت مدائنهم وقُلبت عليهم، وأُمطر عليهم حجارة من سجيل، وعُذّبوا بالصيحة، وقد كان نبيّهم لوط -عليه السلام- قد أكثر وعظم ونصحهم، إلا أنّهم استكبروا وهدّدوه بالطرد والرجم، فكان ما كان من إنزال أشد العذاب عليهم.



المراجع

  1. الآجري، كتاب ذم اللواط للآجري، صفحة 34. بتصرّف.
  2. سورة هود، آية:82
  3. مساعد الطيار، كتاب شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية، صفحة 276. بتصرّف.
  4. جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 69. بتصرّف.
  5. سورة الحجر، آية:73
  6. ^ أ ب محمد المكي، التيسير في أحاديث التفسير، صفحة 294. بتصرّف.
  7. سورة الصافات ، آية:137-138
  8. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1413. بتصرّف.
  9. القطان، تيسير التفسير، صفحة 230. بتصرّف.
  10. سورة الشعراء، آية:165-166
  11. جمال اسماعيل، كتاب ولا تقربوا الفواحش، صفحة 54. بتصرّف.
  12. ^ أ ب ابراهيم القطان، تيسير التفسير للقطان، صفحة 230-232. بتصرّف.
  13. جمال اسماعيل ، كتاب ولا تقربوا الفواحش، صفحة 62. بتصرّف.
  14. 281، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 281. بتصرّف.
5483 مشاهدة
للأعلى للسفل
×