ما هو عقاب قوم لوط؟
سبب عقوبة قوم لوط
من بين الأقوام التي عذّبها الله -سبحانه وتعالى- قوم لوطٍ، وذلك لأنّهم خالفوا فطرة الله -سبحانه وتعالى- وعدلوا عنها؛ فكانوا يأتون الرّجال شهوةً من دون النّساء، وعُرف فعلهم هذا باللواط، وهم أوّل من أتى بهذا الفعل القبيح المنافي للفطرة ومارسه، بدليل قول الله -سبحانه وتعالى- فيهم: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّـهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)،[١] وكانوا يفعلون المنكرات في نواديهم واجتماعاتهم بصورةٍ مشينةٍ؛ فبعث الله -سبحانه وتعالى- فيهم لوطًا لدعوتهم وهدايتهم، إلّا أنّهم لم يستجيبوا له، وتمادوا في فسادهم، حتّى إنّهم لمّا أتى لوطًا -عليه السلام- ضيوفٌ وقد كانوا ملائكةً على هيئة رجالٍ، هرع قوم لوطٍ إليه يريدون الوصول إلى ضيوفه، فحذّرهم ووجّههم إلى السبيل الحلال لإفراغ شهوتهم، وندبهم إلى الفطرة السّليمة، فأبوا وأصرّوا على المنكر، ولم يستجيبوا لما دعاهم إليه لوطٌ -عليه السلام- وتحدّوه أن يأتيهم بعذابٍ.[٢][٣]
عقوبة قوم لوط
بعد أن دعا لوطٌ -عليه السلام- قومه طويلًا، وحذّرهم من أن يحلّ بهم عقابٌ وعذابٌ من الله تعالى بسبب كفرهم وأفعالهم القبيحة، وعدم استجابتهم له؛ أمر الله -سبحانه وتعالى- لوطًا -عليه السلام- بالمسير وأهله -باستثناء زوجته- ليلاً والهرب من هذه القرية التي كانت تعمل الخبائث؛ لأنّ وقت عذاب قومه قد حان، حتّى إذا حان الصّبح أخذت القوم الصّيحة؛ وهي صوتٌ شديدٌ مرعبٌ، وقلب الله تعالى تلك القرية الخبيثة؛ فجعل عاليها سافلها؛ أي خسف بها الأرض، ثمّ أمطر عليهم حجارة من سجيل منضود؛ وهي حجارةٌ من السماء، ومن المفسّرين من قال إنّها مخلوطةٌ بكبريت، وكلّ ذلك كان عاقبةٍ وخيمةٍ لمن اختار العدول عن فطرة الله سبحانه من فالجزاء من جنس العمل فكما غيّروا فطرتهم وأركسوها في الباطل قلب الله قريتهم وأركسها،[٤][٥] قال تعالى: (فَلَمّا جاءَ أَمرُنا جَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيها حِجارَةً مِن سِجّيلٍ مَنضودٍ* مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظّالِمينَ بِبَعيدٍ).[٦][٢]
لوط عليه السلام
نبي الله لوط -عليه السلام- هو لوط بن هاران بن تارح، ابن أخ نبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وقد آمن لوط بدعوة عمّه إبراهيم -عليهما السلام- ولازمه، وهاجر مع إبراهيم في هجراته إلى العراق ومصر وبلاد الشام، واستقرّ في بلاد الشام في منطقة سدوم شرقيّ الأردن، وهي المنطقة التي كان يسكن فيها قومه الذين دعاهم إلى توحيد الله وترك المنكرات، ولم يستجيبوا له، فنجّاه الله تعالى ومن آمن معه، وعذّب قومه الفاسدين، قال الله تعالى في لوط -عليه السلام-: (وَلوطًا آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَنَجَّيناهُ مِنَ القَريَةِ الَّتي كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَ إِنَّهُم كانوا قَومَ سَوءٍ فاسِقينَ* وَأَدخَلناهُ في رَحمَتِنا إِنَّهُ مِنَ الصّالِحينَ).[٧][٨]
المراجع
- ↑ سورة العنكبوت، آية:28-29
- ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 147-153. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم الحمد، الفاحشة عمل قوم لوط، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 236-238. بتصرّف.
- ↑ برهان الدين البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، صفحة 76-78. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:82-83
- ↑ سورة الأنبياء، آية:74-75
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 281. بتصرّف.