الخجل
يُعدّ الخجل حالةً وظاهرة نفسية، وليست مرضية، تُصيب الشخص لتترك العديد من الآثار السلبية السيئة على نفسيته، بالإضافة إلى العديد من المشكلات التي قد يجد الشخص صعوبة في حلها، أو التخلص منها، وتتضمن؛ صعوبة خلق العلاقات الجيدة مع الأشخاص المحيطين به، وقد يُؤدي بالشخص إلى الشعور بالخوف، أوالرهبة، ومن شأن هذا الخوف أن يحدّ من أي قول، أو فعل يريد القيام به، وغالبًا ما يرتبط الخجل بعدم الثقة بالنفس مع عدم قدرته على الاعتماد على نفسه، وتحمّل المسؤولية، وقد يعجز عن مواجهة أي أمر طارئ، أو حادث بمفرده، وغالبًا ما يهتم علماء النفس بهذه الظاهرة التي تترك آثارًا سلبية على نفسية الشخص الخجول، وعادةً ما يتشكّل شعور الخجل في حالة حصول موقف جديد، أو مع الأشخاص الغرباء، وقد يكون أحد أسباب مرض القلق الاجتماعي.[١]
علاج الخجل
قد يُعاني الأشخاص الذين يمرون بحالة الخجل من مشكلات في عقد صداقات جديدة في وقت قصير، أو حتى من ضعف في أدائهم الدراسي، وإحدى أولى الأعراض الظاهرة على من يعانون من الخجل؛ هي عدم رغبة الطفل من ترك والديه، وتعلقه الزائد بهم، ممّا يضع الأبوين أمام أخذ مشكلة الخجل على محمل الجد، فليس كل الأطفال الذين تملؤهم السعادة عند تفضيلهم اللعب وحدهم هم أشخاص خجولين، ويُعدّ كلا القلق، والخوف عنصرين مهمين من عناصر وجود خجل لدى الشخص، وقد تكون أحد الأسباب المؤدية للخجل متعلقة بتجارب اجتماعية سابقة سيئة مثل: تعرض الطفل للسخرية من قبل أقرانه، أو تجاهل الطفل من قبل من هم حوله، ممّا يجعله يعوّض هذا الشعور داخله بالخجل من نفسه،[١]، ويوجد العديد من الاستراتيجيات الفعالة في علم النفس التي قد تُساعد في التخلص من مشكلة الخجل، وإعلاء ثقة الشخص بنفسه، ومنها ما يلي:[٢]
- تجربة أشياء جديدة: قد يكون تجربة أشياء جديدة في الحياة أمر مثير للقلق لمن يعاني من مشكلة الخجل، ولكن يجب على الشخص أن يُخرِج نفسه من منطقة الراحة (comfort zone) التي يعيش بداخلها، وذلك عن طريق تعلم مهارة جديدة، أو الانضمام لنادي معين، أو ممارسة رياضة، أو أخذ دورات بأماكن مختلفة، وكل ذلك يُطور ثقة الشخص في شتى مناحي الحياة دون الشعور بالقلق حيال امكانية فشله، أو رفضه، أو أن يواجه شعور الإهانة ممن حوله، إذ يستطيع الإنسان مواجهة خوفه من المجهول عند تجربته العديد من الأشياء، والأنشطة في حياته.
- التصرف بثقة: تعمل الثقة بالنفس اجتماعيًا بنفس الطريقة التي تعمل بها تعلم مهارة جديدة بالحياة، فعند بداية تعلم أي شخص لركوب الدراجة لا بدّ من الجزم بأن الأمر كان مرعبًا للشخص، ولكن مع التعلم، والممارسة، والتصرف بثقة بالنفس، والسعي لإتقان الأمور يزول الشعور بالخجل، ويتلاشى، وليست المشكلة بالشعور بالقلق، أو الخجل، وإنّما استبعاد الشخص لنفسه من التواصل الاجتماعي، وتفاعله مع من حوله هو المشكلة الأساسية التي يجب عليه حلها.
يُمكن أن يُساعد استخدام التّعابير الجسدية التي تنم عن قة بالنّفس على جعل الشّخص يبدو أكثر ثقةً بنفسه وغير خجولًا ومن هذه التّعابير التّواصل البصري المباشر، المُصافحة، رفع الرأس عند المشي.
- التحدث: على الشخص أن يجعل من أفكاره، وأحاديثه مسموعة لدى الجميع كي يكتسب الثقة بنفسه، فعند تعبيره عن ذاته، وتحدثه المستمر مع من حوله في مواضيع مختلفة تخص الحياة، يُؤدي لازدياد ثقته بنفسه، وعدم اهتمامه الزائد بمدى إعجاب الآخرين من حوله بأفكاره، أو عدم تقبلها، ومن الممكن ممارسة ذلك بتقديم العديد من العروض الخاصة بالعمل، أو التدرب على الخطابة، والتحدث أمام جمهور كبير من الأشخاص.
- الانخراط مع الآخرين: يُوجد على هذا الكوكب 7 مليار شخص يعيشون عليه، وإن الحياة قصيرة، فلا يجب على الشخص أن يعبأ لرفضه، أو عدم قبوله ممن حوله، وإن لم يجد فرصة للتواصل مع بعض الأشخاص؛ إذ يوجد العديد ممن حوله قد يُشاركونه نفس الأفكار، ويوافقونه عليها؛ إذ يجب على الشخص أن يدفع نفسه للمشاركة في الأحاديث الصغيرة مع من يجلسون بجانبه، أو مع الغرباء في الشارع، بالإضافة لاغتنام فرص جديدة لكي يمرّ بها الإنسان، ويتعرّف على أشخاص جدد ممن حوله، كما يجب على الشّخص أن يكون واعيًا بما يخيفه من أفكار ومشاعر، وأحاسيس، دون أن يُلقي على نفسه أيّة أحكام.
أسباب الخجل
قد يتسبب الأهل أحيانًا بظهور حالة الخجل لدى أبنائهم منذ الصغر، بمعاملتهم الاستبداديّة أو أنّهم محافظين زيادة عن اللزوم، فقد يصنع ذلك من شخصية الطفل شخصية خجولة مملوءة بالخوف تجاه تعاملها مع من حولها، وقد أثبتت الدراسات وجود اختلافات حيوية في تركيبة الدماغ لدى الأشخاص الخجولين من غيرهم، إذ إنّ ما نسبة 15% من الأطفال حديثي الولادة، قد وُلِدوا باحتمالية الميول لكونهم أشخاص خجولين،[٣] ولكن للتجارب الاجتماعية التي يمرّ بها الشخص دور كبير في ذلك أيضًا، فالأطفال الذين لم يتعرضوا لتجارب اجتماعية، قد يُواجهون مشكلات في تطوير مهاراتهم الاجتماعية، وتواصلهم مع الآخرين لذلك، كما يُوجد للمدارس، والمجتمعات، والجيران، والأحياء التي يعيش بها الأطفال دور في تشكيل شخصياتهم كذلك.[١]
الفرق بين الخجل واضطراب القلق الاجتماعي
قد يعتقد العديد من الأشخاص بأن كلا حالتي الخجل، والقلق الاجتماعي متشابهتان، ولا يقتصر شعور الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي على الشعور بالقلق قبل إلقاء خطاب، وإنما قد يقلقوا حيال الخطاب لمدة أسابيع، وقد تصل لأشهر قبل قدوم موعد تقديمه، وقد تصل لما نسبته 75% من الأشخاص المصابون بهذا الإضطراب دون تلقيهم العلاج المناسب لذلك، وقد يرجع أحد أهم الأسباب في عدم تلقيهم العلاج هو عدم إدراكهم لمرورهم بهذه المشكلة النفسية.
لا تُمثّل حالة الخجل ذات ما يُمثله اضطراب القلق الإجتماعي، وإنما يمكن حل القلق الإجتماعي بالعلاج السّلوكي للشخص، وفي طبيعة الحال قد تبدأ الأعراض لكليهما منذ الصغر، ولكن يحتاج اضطراب القلق الاجتماعي للتشخيص، وتلقي العلاج الملائم حتى لا تتضاعف المشكلة، فقد يمرّ الشخص خلاله بحالة من ضيق في التنفس، وتعرق زائد، وتسارع في دقات القلب، بالإضافة إلى الارتجاف، وما يميز بين كل من حالتي الخجل، واضطراب القلق الاجتماعي، مستوى التجنب الذي يعاني منه الشخص لما حوله، ولمن حوله، بالإضافة لشدة الشعور بالخوف، وضعف أداء الشخص في حياته الناجم عن أي منهما.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت David Heitz (27-9-2017), "What You Should Know About Shyness"، www.healthline.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ David Shanley (8-7-2018), "7 Ways to Overcome Shyness and Social Anxiety"، psychcentral.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
- ↑ "The Development of Shyness and Social Withdrawal", books.google.jo, Retrieved 26-11-2019. Edited.
- ↑ Arlin Cuncic (15-11-2019), "Differences Between Shyness and Social Anxiety Disorder"، www.verywellmind.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.