تليف الثدي
تليّف الثدي، أو ما يعرف بداء الثدي الكيسي الليفي،و من المشاكل الشائعة جدًّا لدى النساء خلال سنّ الإنجاب، إذ يصيب حوالي 60% من النّساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 30-50 سنة، وغالبًا ما تختفي أعراضه بعد انقطاع الطمث، ويتألف الثدي الكيسي الليفي من أنسجة ذات ملمس تكتّلي أو عُقَدي في أحد الثديين أو كلاهما، ويحدث التكتّل بسبب وجود كتل صغيرة أو تكيّسات في الثدي، وتعدّ هذه المشكلة الشائعة حميدة وغير سرطانية، أي لا يمكن أن تتحوّل فيما بعد إلى سرطان خبيث في الثدي، كما أنه لُغي وصفها بالمرض، وأصبح الأطباء يستخدمون مصطلح التغيرات الكيسية الليفية للإشارة إليها[١].
علاج تليف الثدي
في حال عدم جود أعراض أو كانت الأعراض خفيفة فلا حاجة لعلاج تليّف الثدي، أمّا إذا كانت الأعراض شديدة مثل وجود تكيّسات كبيرة مؤلمة فقد تتطلب العلاج، وتتضمن خيارات العلاج ما يأتي[١][٢]:
- العلاجات الطبية:
- استخدام مسكّنات الألم مثل الأسيتامينوفين (بنادول، تيلينول) والعقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب مثل (آيبوبروفين، أسبرين، ونابروكسين).
- تناول حبوب منع الحمل لتخفيض مستوى الهرمونات الجنسية المسؤولة عن تليّف الثدي، خاصّة عند النساء اللواتي يعانين من اضطراب وعدم انتظام الدورة الشهرية، حيث تكون أعراض تليّف الثدي أشدّ وأكثر وضوحًا عندهنّ.
- سحب السائل من التكيّس باستخدام إبرة شفط رفيعة مما يؤدّي إلى انهيار التكيّس وتخفيف الألم المصاحب له.
- اللجوء إلى استئصال الجراحي لتليّفات الثدي في حالات نادرة، وذلك عندما يمتلك التليّف بعض الخصائص المقلقة أثناء الفحص السريري أو تصوير الثدي.
- أثبتت الدراسات فعالية استخدام تاموكسيفين، وهو دواء مضاد لهرمون الإستروجين، لعلاج آلام الثدي، ولكن بسبب تأثيراته الجانبية الخطيرة أهمها زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم فإن استخدامه محدود لفترات قصيرة، كما يستخدم دواء دانازول، وهو مثبط لمستقبلات هرموني الإستروجين والبروجيسترون في الثدي، لتخفيف آلام الثدي وحجم التليّف، لكنّه أيضًا يمتلك تأثيرات جانبية عديدة مثل زيادة نمو الشعر وحب الشباب وخشونة الصوت وضمور الثدي، لذلك لا يُلجأ لكلا الدوائين إلا في حالات آلام الثدي الشديدة.
- بعض اضطرابات الغدد الشائعة مثل السكري ومشاكل الغدة الدرقية تزيد من حدّة أعراض تليّف الثدي، لذا لا بد من تشخيص هذه الأمراض وعلاجها.
- تقليل جرعة العلاج الهرموني الذي يزيد من حدّة أعراض تليّف الثدي لدى السيدات اللواتي خضعن لإزالة الرحم، أو اللواتي يتناولن العلاج الهرموني لمرحلة بعد انقطاع الطمث، وذلك بعد استشارة الطبيب.
- نمط الحياة والعلاجات المنزلية: يمكن تخفيف أعراض تليّف الثدي عبر هذه العلاجات المنزلية:
- ارتداء حمالة صدر مريحة وداعمة طوال النهار.
- ارتداء حمالة صدر رياضية أثناء ممارسة التمارين والنّوم.
- تجنّب الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي قدر الإمكان.
- تقليل تناول الكافيين أو تجنّبه تمامًا، حيث أشارت بعض الدراسات إلى ارتباط الكافيين بزيادة خطر الإصابة بتليّف الثدي وزيادة حدّة أعراضه، لكنها غير حاسمة بعد، ولا تعدّ القهوة المصدر الوحيد للكافيين، حيث يتواجد أيضًا في الشاي والشوكولاتة والمشروبات الغازية.
- تقليل الدهون في النّظام الغذائي.
- استخدام وسادة ماء بارد أو ساخن على المناطق المؤلمة.
- الطب البديل: يمكن لبعض الفيتامينات والمكمّلات الغذائية التخفيف من أعراض تليّف الثدي:
- زيت زهرة الربيع: يحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية التي تعيد التوازن في الخلايا مما يساهم في تقليل آلام الثدي، وينصح بتناول كبسولة 1000 مغ ثلاث مرات كحد أقصى في اليوم، ولكن يمكن البدء بجرعة 500 مغ، ويمكن تناول الكبسولة مع الطعام ولا ينصح بأخذها قبل النوم إذ تسبب اضطرابًا في المعدة وارتجاعًا في المريء، وللاستفادة الكاملة يُنصح بالاستمرار عليها مدة 3 أشهر متواصلة.
- فيتامين E: أثبتت الدراسات فائدة فيتامين E في تخفيف آلام الثدي لدى النساء في فترة قبل نزول الطمث، ويُنصح بتناول 200 وحدة دولية من فيتامين E مرتين يوميًّا لمدة لا تزيد عن شهرين.
أعراض تليف الثدي
تشمل علامات وأعراض تليّف الثدي ما يأتي[٢][٣][٤]:
- ألم في الثدي أو الشعور بعدم الراحة، الذي يزداد سوءًا مباشرةً قبل موعد الحيض.
- الشعور بثقل أو امتلاء أو انتفاخ في الثدي.
- تكتّل الثدي خاصّةً في المنطقة العلوية الخارجية منه، وتكون الكتل غير مقيّدة وحرّة الحركة أثناء الفحص، ويزداد حجمها قبل موعد الحيض.
- ألم عند لمس الثدي أو الحلمة.
- الشعور بألم أو عدم راحة في منطقة تحت الإبط.
أسباب تليف الثدي
السبب الرئيسي لتليّف الثدي غير معروف، لكن يُعتقد بأن التغيّرات الهرمونية التي تحدث خلال الدورة الشهرية تلعب دورًا مهمًّا فيه، إذ إن هرموني الإستروجين والبروجيسترون يحفزّان نمو نسيج الثدي الغدّي، كما يزيدان نشاط الأوعية الدموية وأيض الخلايا والنسيج الداعم في الثدي، مما يساهم في الشعور بامتلاء وتورّم الثدي وزيادة حجم التكتّلات قبل موعد الحيض، وتنتج هذه التكيّسات والتكتلات بسبب العملية التراكمية لتكرار التغيرات الهرمونية في كل شهر وتراكم السوائل والخلايا وحطام الخلايا داخل الثدي[١].
المراجع
- ^ أ ب ت Melissa Conrad Stöppler, William C. Shiel Jr (2018-10-24), "Fibrocystic Breast Condition"، medicinenet, Retrieved 2018-12-10. Edited.
- ^ أ ب "Fibrocystic breasts", mayoclinic,2017-8-23، Retrieved 2018-12-10. Edited.
- ↑ Mary C. Mancini (2016-11-11), "Fibrocystic breast disease"، medlineplus, Retrieved 2018-12-10. Edited.
- ↑ "Fibrocystic Breast Changes", clevelandclinic,2014-9-4، Retrieved 2018-12-10. Edited.