تليف الرحم
تليف الرحم هو ورم غير سرطاني في الرحم ينشأ عن نمو غير طبيعي للنسيج الليفي والعضلي في جدار الرحم، ويسمّى أيضًا بالورم الليفي الرحمي أو الورم العضلي الأملس، وهو ورم حميد لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم، وهو من المشاكل الشائعة جدًا عند النساء خلال سن الإنجاب، إذ يصيب أكثر من 30% من النساء اللواتي تجاوزن سن الـ 35، وما بين 20-80% من النساء اللواتي تجاوزن سنّ الـ50، وبعد انقطاع الحيض يقل حجم الورم تدريجيًّا.[١]
علاج تليف الرحم
يعتمد علاج الأورام الليفية على عدّة عوامل، تشمل عمر المريضة، ووجود أعراض، ونية الحمل مستقبلًا، كما أن نوع التليّف وحجمه يؤثّر على اختيار نوع العلاج الأمثل[٢][٣][٤]:
- المراقبة المستمرة: في حال كانت الأورام الليفية صغيرة الحجم ولا تسبّب أي أعراض أو تسبب بعض الأعراض البسيطة التي يمكن التعايش معها، يمكن اللجوء إلى نهج الانتظار والترقّب دون الحاجة إلى تدخل علاجي، إذ تُفحص وتُراقب أي تغيرات في الأورام بين فترةٍ وأخرى، وغالبًا ما يتقلص حجم هذه الأورام تدريجيًّا بعد انقطاع الطمث، وذلك حينما تنخفض مستويات هرموني الإستروجين والبروجيسترون.
- الأدوية: تستهدف الأدوية إما الهرمونات المنظمة للدورة الشهرية والتي تقلص حجم الأورام، أو تعالج الأعراض فقط دون التأثير على حجم الأورام، ومنها:
- ناهضات الهرمون المنشط لإفراز هرمونات الغدد التناسليّة GnRH Agonists: مثل ليبرون وسيناريل، تقلّص هذه الأدوية حجم الأورام الليفية وتخفف الألم والنزيف عن طريق منع إنتاج هرموني الإستروجين والبروجيسترون، مما يضع المريضة في حالة مؤقتة من انقطاع الطمث والتسبب بأعراض مؤقتة مماثلة لأعراض سن اليأس، مثل الهبات الساخنة وجفاف المهبل وخطر هشاشة العظام، لذلك يستخدم هذا الدواء لفترة لا تتجاوز 3-6 أشهر، وذلك لتقليص حجم الأورام قبل إزالتها جراحيًّا، إذ تعود الأعراض وحجم الورم إلى السابق بعد إيقاف الدواء.
- اللولب الرحمي المطلق للبروجسترون IUD: يخفف هذا اللولب النزيف الرحمي الشديد الناتج عن التليّف ولكنّه لا يقلص من حجم الورم، كما أنه يمنع الحمل.
- حمض الترانيكساميك: في حال غزارة الطمث الشديدة ووجود رغبة في الحمل يُستخدم هذا الدواء، وذلك بتناوله في أيام النزيف الشديد فقط، مما يقلل من غزارة الطمث، لكنه يمكن أن يسبب الإسهال وعسر الهضم.
- حبوب منع الحمل: تخفف من غزارة وآلام الطمث لكنها لا تقلص من حجم الأورام.
- العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهاب: مثل الآيبوبروفين، التي تخفّف الألم الناتج عن الأورام الليفية، لكنها لا تخفف من النزيف أو تؤثّر على حجم التليّف.
- الإجراء غير الجراحي:
- الموجات فوق الصوتية المركزة والموجهة بالرنين المغناطيسي: وهو علاج جديد يعتمد على استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وذلك لتحديد مكان الأورام بدقة ومن ثم توجيه موجات فوق صوتية عالية التركيز لتدمير هذه الأورام، ولا تحتاج هذه الطريقة أي شقوق جراحية وهي آمنة وفعّالة بنسبة 75%.
- جراحات طفيفة التوغّل:
- انصمام الشريان الرحمي: تُستخدم قسطرة توجيهية تحت الأشعة السينية لتصل عن طريق الشريان الفخذي إلى الشريان الرحمي ومن ثم حقن جزيئات صغيرة تعمل كعوامل تجلط تسبب انسداد الشريان الرحمي وقطع التغذية الدموية عن الاورام الليفية مما يؤدّي إلى تقلّص حجمها وزوالها.
- التحلل العضلي: والذي يكون عن طريق التنظير البطني من خلال استخدام طاقة التردد اللاسلكي أو الليزر أو تيار كهربائي يدمّر الأورام الليفية وتقليص الشرايين المغذية لها.
- استئصال الورم بتنظير البطن: وذلك في حال كانت الأورام الليفية صغيرة الحجم وقليلة العدد، إذ تُحدث شقوق جراحية صغيرة وتُدخل الأدوات اللازمة لتفتيت الأورام وإزالتها كليًّا.
- استئصال الورم بتنظير الرحم: وذلك في حال كانت الأورام تحت بطانة الرحم (تليف تحت الطبقة المخاطية) إذ تُزال هذه الأورام باستخدام الأدوات اللازمة التي تُدخل عن طريق المهبل وعنق الرحم.
- الجراحات التقليدية:
- استئصال الورم عن طريق البطن: وذلك في حالة كانت الأورام الليفية متعددة أو كبيرة جدًّا، فإنّها تُستأصل عن طريق جراحة البطن المفتوح.
- استئصال الرحم: يمكن اللجوء إلى استئصال الرحم كحل أخير ونهائي لإزالة الأورام، وعندما لا تكون هنالك رغبة بإنجاب الأطفال في المستقبل، ويعدّ هذا العلاج الحل الوحيد الدائم للتخلص من الأورام وعدم عودتها نهائيًّا.
أنواع تليف الرحم
يختلف حجم الورم من سيدة إلى أخرى، فقد يكون صغيرًا جدًّا لا يرى بالعين المجرّدة ولا يسبّب أي أعراض، وبعضها قد يكون كبيرًا جدًّا مسبّبًا تشوّهات في شكل الرحم وتوسّعًا كبيرًا فيه لدرجة أن يصل إلى القفص الصدري، كما يصنّف التليّف بناءً على موقعه في الرحم إلى ما يلي[١][٢]:
- تليّف داخل جدار الرحم: وهو أكثر أنواع التليّف انتشارًا.
- تليّف تحت الطبقة المخاطية: تتضخم هذه الأورام الليفية تحت الطبقة المخاطية التي تبطّن الرحم من الداخل، وتسبّب تشوهات في تجويف الرحم كما تسبّب أعراضًا مثل النزيف والعقم.
- تليّف تحت المصل: تقع هذه الأورام تحت الطبقة المصلية التي تغلف الرحم من الخارج، ومن الممكن أن تنمو إلى الخارج ويتشكّل لها ساق، وتنفصل فيما بعد عن الرحم لتصبح أورام ليفية طفيلية.
- تليّف عنقي: وهي الأورام التي تتواجد في جدار عنق الرحم، وقد تتشكل من الأورام الليفية تحت الطبقة المخاطية ذي السيقان والتي تمتد إلى أسفل تجويف الرحم وتمر عبر عنق الرحم.
أعراض تليف الرحم
الكثير من النساء المصابات بتليف الرحم لا تظهر عليهن أي أعراض، إذ يعتمد وجود الأعراض على موقع وحجم وعدد الأورام الليفية، وتشمل ما يأتي[٥][٦]:
- غزارة وزيادة ألم الطمث.
- نزيف غير طبيعي خلال الفترة ما بين الدورات الشهرية.
- فقر الدم.
- انتفاخ أو وجود ألم وضغط أسفل البطن.
- حصر البول أو كثرة التبوّل.
- ألم عند الإخراج وإمساك.
- ألم في الظهر.
- ألم أثناء الجماع.
- قد يكون سببًا للعقم في 3% من الحالات وذلك بسبب صعوبة انزراع البويضة المخصبة في الرحم في حالات الأورام الليفية تحت المخاطية، كما يمكن أن يكون حجم التليف كبيرًا مما يؤدّي إلى إغلاق قناة فالوب الناقلة للبويضات.
المراجع
- ^ أ ب Christian Nordqvist, Stacy Sampson (2017-11-30), "Fibroids: Everything you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2018-12-5. Edited.
- ^ أ ب "Uterine fibroids", mayoclinic,2018-3-6، Retrieved 2018-12-5. Edited.
- ↑ "Fibroids", mydr,2018-2-6، Retrieved 2018-12-5. Edited.
- ↑ "Fibroids", NHS,2018-9-17، Retrieved 2018-12-5. Edited.
- ↑ John D. Jacobson (2018-9-28), "Uterine fibroids"، medlineplus, Retrieved 2018-12-5. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler, William C. Shiel (2018-2-28), "Uterine Fibroids (Benign Tumors Of The Uterus)"، medicinenet, Retrieved 2018-12-5. Edited.