ما هو علاج عسر الهضم عند الاطفال

كتابة:
ما هو علاج عسر الهضم عند الاطفال

ما علاج عسر الهضم عند الأطفال؟

يعدّ عسر الهضم عند الأطفال واحدًا من المشكلات الهضمية الشائعة، غير أنَّ صغر سنهم، وعدم قدرتهم على التعبير عن ما يدور في خاطرهم، يشكِّل تحديًا أمام الوالدين في الكشف عن المشكلة، فنادرًا ما يشكو الأطفال قبل سنّ العاشرة من أعراض عسر الهضم، وهذا يعني أنَّها غالبًا ما تكون مخفيَّة عند معظم الأطفال.[١]

ويحدث عسر الهضم عند الأطفال في معظم الحالات نتيجة تناول كميَّات كبيرة من الطعام، أو الإسراع في تناول الطعام، أو تناول الأطعمة التي لا يتقبلها الجسم، وربما تكون مصحوبة بحرقة المعدة، وهي الحالة التي يُعزى حدوثها إلى ارتداد أحماض المعدة، وتسبّبها بتهيّج المريء، فيشعر الشخص بالحرقة في منطقة الصدر وصولًا إلى الرقبة والحلق، إلى جانب الإحساس بالطعم المرّ أو الحامض في الفم. ولكنْ كيف يمكن التخفيف من أعراض عسر الهضم عند الأطفال؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال، بالإضافة إلى معلومات أخرى ذات علاقة.[٢]


ما العلامات الدالة على إصابة طفلي بعسر الهضم؟

في الحالات التي يعاني فيها الطفل من عسر الهضم، يمكن للأم ملاحظة ظهور بعض الأعراض والعلامات؛ كانتفاخ البطن، وشكواه من وجود حرقة أو ألم في الجزء العلوي من البطن، ومُعاناته من التجشؤ غير المسيطر عليه، والشعور بالغثيان، ولكنْ، غالبًا ما يكون عسر الهضم عند الطفل مصحوبًا بأعراض أخرى، كشعور الطفل بالضعف والهزال، أو الإصابة بالحمّى الخفيفة، وربما يرافقه السعال أيضًا، وهذا من شأنه أنْ يصعّب تشخيص المشكلة، ويزيد من فرصة الخلط بينها وبين الإصابة بأمراض أخرى.[٣][١] وعمومًا، يعاني الطفل المصاب بعسر الهضم غالبًا من حرقة المعدة، بالإضافة إلى واحدة أو أكثر من الأعراض المذكورة سابقًا، غير أنَّها لا تعبِّر عن سبب الإصابة بعسر الهضم، إذْ لا بدّ من مراجعة الطبيب والخضوع للتشخيص، والتأكد من أسباب ظهور هذه الأعراض المزعجة.[٢]


هل يوجد دلالات لتكرار إصابة طفلي بعسر الهضم؟

كما بينّا سابقًا، يحدث عسر الهضم بصورة عرضيَّة نتيجة تناول كميات كبيرة من الطعام، أو تناول الطعام بسرعة، أو الشعور بالتوتر، ولكنّه قد يتكرَّر أحيانًا ويُصبح مشكلة حقيقيّة تُثير القلق عند الأم لوجود مشكلات أو أسباب أخرى غير محصورة في هذا المقال، وهذا يعني ضرورة مراجعة الطبيب للوقوف على أسباب تكرار عسر الهضم عند الطفل وتجنّبه قدر الإمكان.[٣] ومن المشكلات التي قد يُصاحبها أعراض عسر الهضم:

  • عدم تقبل الطعام: يُظهِر جسد الطفل أحيانًا عدم تقبل أو عدم تحمل لأنواع معينة من الأطعمة، كالمنتجات والأطعمة التي تحتوي على سكر اللّاكتوز (Lactose intolerance) مثل الحليب ومشتقاته، لذا، عند تناول الطفل قليلًا من هذه الأطعمة، فإنَّ جسده يُظهر أعراض مختلفة، منها: أعراض عسر الهضم، والغازات الهضميّة، والصداع، والإسهال، والطفح الجلدي، وربما أعراض أخرى أكثر خطورة اعتمادًا على شِدة المشكلة.[٤]


  • حساسية الأطعمة: في بعض الحالات، يعاني الطفل من حساسيَّة الطعام بمجرّد تناوله نوع معين من الأطعمة؛ كالبيض، وحليب الأبقار، والفول السوداني، وفول الصويا، والقمح، والأسماك، ويعزى ذلك إلى الجهاز المناعي في الجسم، وإنتاجه أجسام مضادّة لنوع الطعام الذي تم تناوله، فتظهر على الطفل واحدة أو أكثر من أعراض حساسيَّة الطعام خلال بضعة دقائق إلى ساعة بعد تناول الطعام، ومن هذه الأعراض:ألم البطن، والغثيان، والإسهال، والتقيؤ، وصدور صوت صفير أثناء التنفس، وانتفاخ الشفاه أو الوجه أو اللسان، والعطاس، وظهور طعم غريب في الفم، وضيق التنفس، والطفح الجلدي، والحكة حول الأذنين أو الفم، والدوخة، والسعال، واحتقان الأنف أو سيلان الأنف، وفي هذه الحالة على الوالدين الحرص على ملاحظة أيَّة أعراض يشكوها الطفل بعد تناوله الطعام، والأخذ بعين الاعتبار إسعافه إلى الطواريء في الحالات الشديدة، كمعاناته من ضيق التنفس، أو صعوبة البلع، وغيرها من الأعراض الأكثر خطورة.[٤]


  • التهاب المعدة: وهو الالتهاب الذي يُصيب بطانة المعدة جرَّاء الإصابة بالعدوى، أو المعاناة من بعض اضطرابات المناعة الذاتية، أو تناول مادّة سامة، أو استخدام أنواع معينة من الأدوية، أو غير ذلك، وقد تظهر أعراض التهاب المعدة على صورة ألم أو حرقة يشعر بها الطفل عند الضغط على المعدة، أو أعراض أخرى: كالغثيان، والتقيؤ، وامتلاء المعدة، والإعياء والتعب الشديد، وفقدان الشهية لتناول الطعام.[٥]


  • القرحة الهضمية: التي قد تحدث نتيجة تناول بعض الأدوية، أو الإصابة بجرثومة المعدة، غير أنّها من المشكلات التي نادرًا ما تُصيب الأطفال، ولكنَّها محتملة الحدوث، وقد يصاحبها تكرار ظهور بعض أعراض عسر الهضم، وربما فقدان الوزن، ونزول الدم في البراز أو القيء.[٦]


كيف يمكن التّخفيف من أعراض عسر الهضم عند الأطفال؟

كثيرًا ما نشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز إعلانات تجاريَّة تعرِض أنواع مختلفة من أدوية حرقة المعدة وعسر الهضم، وقد يتبادر إلى ذهنك أنَّ هذه الأدوية آمنة لاستخدام من قبل جميع الفئات العمريَّة، غير أنَّ معظمها مناسبًا للبالغين وليس للأطفال، وهذا يعني أنَّ على الوالدين الحرص على مراجعة الطبيب قبل اتخاذ أيْ إجراء، لمعرفة الطريقة الأنسب التي يمكن من خلالها تخفيف أعراض عسر الهضم عند الطفل،[٢] والذي قد يلجأ أحيانًا لصرف أنواع معينة من أدوية المعدة بجرعات مناسبة، أو المضادات الحيوية لعلاج بعض أنواع العدوى البكتيرية، وتخفيف أعراضها المزعجة،[٥] وبكلّ الأحوال، يوجد مجموعة من النصائح التي يمكنها التخفيف من أعراض عسر الهضم عند الطفل، نذكر منها الآتي:[٢][٣]


  • تجنب إطعام الطفل بعض أنواع الأطعمة التي يُظهر جسده حساسية تجاهها، أو عدم تقبلها.


  • تقسيم وجبات الطعام إلى عِدة وجبات صغيرة موزعة خلال اليوم بدلًا من تقديم عدد أقل من الوجبات كبيرة الحجم.


  • تجنب تزويد الطفل بالكثير من الشوكولاته.


  • الحدّ من كميات الأطعمة الدهنيّة، والمقلية المقدَّمة للطفل.


  • حث الطفل على تناول الطعام ببطء، وإعطاء جسده الفرصة للهضم.


  • تجنب تقديم وجبة كبيرة من الطعام للطفل قبل ممارسة الرياضة مباشرة، إذْ يُنصح بتناول الطعام قبل الرياضة واللعب بساعة على الأقل.


  • مساعدة الطفل على الاسترخاء وتقليل التوتر قدر الإمكان، والسيطرة عليه.


  • الحرص على تزويد الطفل بكميات كافية من الماء والسوائل خلال اليوم.[٧]


  • عدم السماح للطفل بالنوم والاستلقاء إلى حين تحسّن الأعراض لديه، تجنّبًا لمشكلة ارتداد الأحماض إلى الفم.[٧]


  • تزويد الطفل بالأطعمة التي تحدّ من الإسهال لديه، كالتوست، والموز، والأرز، وصوص التفاح.[٧]


  • عدم السماح للطفل بتناول الطعام خلال ساعتين أو ثلاث ساعات قبل موعد النوم، وعند النوم، يجب أنْ يكون الرأس مرتفعًا عن مستوى الجسم حوالي 20 سنتمتر تقريبًا.[٨]


  • تجنب إعطاء الطفل بعض مسكنات الألم التي قد تحفز المعدة وتهيجها، كالآيبوبروفين (Ibuprofen).[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "Dyspepsia in Childhood", ncbi, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "Indigestion", kidshealth, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Indigestion", hopkinsallchildrens, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  4. ^ أ ب Stephanie Watson, "Kids and Food Allergies: What to Look For", healthline, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  5. ^ أ ب "Gastritis in Children", drugs, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  6. ^ أ ب "Peptic Ulcers", kidshealth, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  7. ^ أ ب ت Jennifer Huizen (2020-01-10), "Home and natural remedies for upset stomach", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-12. Edited.
  8. "Heartburn in Children and Infants", webmd, Retrieved 2020-11-12. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×