ما هو علاج مرض الحصبة

كتابة:
ما هو علاج مرض الحصبة

مرض الحصبة

تُعدّ الحصبة مرضًا يحدث مرة واحدة نتيجة عدوى فيروسية، وهي شائعة جدًّا تقريبًا، ويمكن الوقاية منه بأخذ اللقاح، ويمكن أن يصل خطر مرض الحصبة عند إصابة الأطفال الصّغار به إلى الوفاة، ورغم ذلك تنخفض معدلات الوَفَيات في جميع أنحاء العالم بسبب تلقي عدد كبير من الأطفال للقاح الحصبة، لكن ما يزال المرض يتسبب بمقتل أكثر من 100000 شخص سنويًّا، معظمهم دون سنّ الخامسة، وكان مرض الحصبة مرضًا شديد العدوى قبل إدخال لقاح الحصبة في عام 1963، وانتشار ثقافة التطعيم على نطاق واسع؛ إذ انتشرت الأوبئة في ذلك الوقت وتسببت الحصبة في وفاة 2.6 مليون شخص في العام الواحد، وتوفي حوالي 110 آلاف شخص بسبب مرض الحصبة في عام 2017 معظمهم من الأطفال دون سن 5 سنوات على الرغم من توافر لقاح آمن وفعّال.[١].

ويحدث مرض الحصبة نتيجة انتقال فيروس من فصيلة الفيروسات المخاطانية، وتنتقل عادةً بالاتصال المباشر، أو ملامسة رذاذ الهواء؛ إذ يصيب الفيروس الجهاز التنفسي، ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم، فمرض الحصبة مرضٌ بشري، ولم يحدث في الحيوانات[٢].


علاج مرض الحصبة

لا يوجد علاج معروف لمرض الحصبة، ومع ذلك يمكن اتخاذ بعض التدابير والأساليب؛ لحماية الأشخاص المعرَّضين لخطر الفيروس، ومن هذه الأساليب والعلاجات ما يلي[٣]:

  • التطعيم بعد التعرُّض للفيروس: قد يُعطَى التطعيم ضد مرض الحصبة للأشخاص غير المصابين بالمرض، بما فيهم الرُّضَّع، وذلك خلال أول 72 ساعة من التعرض لفيروس مرض الحصبة؛ لتوفير الحماية ضد المرض، وإذا استمرت الإصابة به، فتُصاحبه أعراض معتدلة الحدة التي تستمر لفترةٍ قصيرة.
  • إعطاء الغلوبيولين المناعي في مصل الدم: قد تتلقَّى الحوامل والرُّضَّع والمصابون بضّعف في الجهاز المناعي، والذين يتعرَّضون للفيروس حقنة من الأجسام المضادة؛ وهي بروتينات يُطلق عليها الغلوبيولين المناعي في مصل الدم، فعندما تُعطَى هذه الأجسام المضادة خلال أول ستة أيام من التعرض للفيروس، فبذلك يمكن منع مرض الحصبة أو يجعل الأعراض أقلّ حدة.
  • الأدوية الخافضة للحرارة: إذ يمكن تناول أدوية بدون وصفة طبيًة مثل؛ الأسِيتامينُوفين، أو الأيبوبروفين، أو النابروكسين؛ للمساعدة في خفض الحرارة التي تُصاحِب مرض الحصبة، كما يجب تجنّب إعطاء الأسبرين للأطفال أو المراهقين الذين لديهم أعراض مرض الحصبة، فبالرغم من الموافقة على إعطاء الأسبرين للأطفال ممن هم أكبر من 3 أعوام، إلّا أنّ الأطفال والمراهقين الذين يتعافون من أعراض جدري الماء أو الأعراض المشابهة للمرض الإنفلونزا، يجب ألّا يتناولوا الأسبرين أبدًا، لارتباط استخدامه بالإصابة بمتلازمة راي عند الأطفال؛ وهي حالة مَرَضية نادرة، لكنّها قد تهدِّد الحياة.
  • تناول المضادات الحيوية: إذا تعرّض المصاب لعدوى بكتيرية، مثل؛ الالتهاب الرئوي أو التهابٍ في الأذن، فأثناء الإصابةِ بمرض الحصبة، قد يصف الطبيب مضادًّا حيويًّا.
  • فيتامين أ: الأطفال الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين أ، هم الأكثر عُرضة للإصابة بمرض الحصبة، ويرافقه أعراضٌ أكثر حدة، فقد يخفف تناول فيتامين أ من حدّة أعراض مرض الحصبة، لذلك يُعطى الفيتامين عمومًا في جرعاتٍ كبيرة تبلغ 200,000 وحدة دولية للأطفال ممن تبلغ أعمارهم أكثر من سنة.
  • الحصول على قسط من الراحة، وتجنَّب التوتر والإجهاد.
  • شرب ما يكفي من الماء، وعصائر الفواكه، وشاي الأعشاب، لتعويض أيّ فقدان للسوائل، بسبب الحُمّى والتعرق.
  • استخدام المرطبات لتقليل حدّة السعال، وتخفيف آلام الحلق.


أعراض مرض الحصبة

تظهر أعراض مرض الحصبة بعد 7 إلى 14 يومًا من التعرّض للفيروس، وتتضمن عادةً الحمى المرتفعة، والسعال، وسيلان الأنف، والعينين الدامعتين، ويظهر طفح مرض الحصبة بعد 3 إلى 5 أيام من ظهور الأعراض الأولى[٤]؛ فالحصبة ليست مجرد طفحًا جلديًا؛ إذ يمكن أنّ تكون أعراض الحصبة خطيرة، وبالأخص لدى الأطفال والرضع، فتظهر الأعراض التالية:

  • ارتفاع في درجة الحرارة فقد ترتفع إلى أكثر من 40 درجة مئوية.
  • سعال أو كحة.
  • سيلان الأنف.
  • عيون حمراء ودامعة؛ وهو ما يوصَف بالتهاب الملتحمة.

وبعد 2-3 أيام من بدء الأعراض، تبدأ بقع كوبليك بالظهور؛ وهي بقع بيضاء صغيرة تنتشر داخل الفم في البطانة الداخلية للخدين، وبعد ثلاثة إلى خمسة أيام من بدء الأعراض، ينتشر الطفح الجلدي، ويزداد انتشاره سريعًا، وعادة ما يبدأ ظهور البقع الحمراء المسطّحة على الوجه عند خط الشعر في الجبهة، وينتشر لأسفل على الرقبة، والجذع، والذراعين، والساقين، والقدمين، وقد تظهر أيضًا نتوءات صغيرة مرتفعة أعلى من البقع الحمراء المسطحة، وقد تتجمّع البقع معًا عند انتشارها من الرأس إلى بقية الجسم، وعندما يظهر الطفح الجلدي، قد ترتفع الحمى لدى المصاب إلى أكثر من 40 درجة مئوية.


الوقاية من مرض الحصبة

يمكن تجنب الإصابة بمرض الحصبة من خلال الحصول على اللقاح الثلاثي الذي يتضمّن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، وتعطى الجرعة الأولى خلال الفترة العمرية التي تتراوح بين 12-13 شهرًا، والجرعة الثانية تُعطى على عمر ثلاثة سنوات وأربعة شهور، فإذا لم يكن اللقاح مناسبًا، فيمكن استخدام العلاج الذي يسمّى بالغلوبولين المناعي البشري الطبيعي، إذا كان معرّضًا لخطر الإصابة بمرض الحصبة؛ إذ ينصح بإعطائه للأطفال الرُّضع بعمر أقل من ست سنوات، والأشخاص من ذوي المناعة المنخفضة؛ كمرضى فيروس نقص المناعة المكتسبة، أو من يتلقون علاجات تُسبب انخفاضًا في مناعتهم؛ كعلاجات اللوكيميا، ويجب أن يعطى هذا الدواء خلال ستة أيام من التّعرّض للحصبة، [٥].

وعند الإصابة بمرض الحصبة، من المهم تقليل خطر انتشار العدوى إلى الأشخاص الآخرين، لذلك يجب[٥]:

  • تجنب العمل أو التغيب عن المدرسة لمدة 4 أيام على الأقل من بداية ظهور طفح مرض الحصبة.
  • تجنب الاتصال بأشخاص أكثر عرضة للإصابة، مثل؛ الأطفال الصغار، والنساء الحوامل، أثناء المرض.


مرض الحصبة والحصبة الألمانية

يشيع مرض الروبولا التي يُشار إليها بالحصبة الألمانية، ومرض الحصبة اللذان يُسببهما فيروسان مختلفان[٦]؛ فالحصبة الألمانية ليست معدية مثل مرض الحصبة، ومع ذلك، قد تسبب مضاعفاتٍ خطيرة، إذا أصيبت الحامل بالعدوى أثناء حملها، وعلى الرغم من أنّ الفيروسات التي تسبب الحصبة والحصبة الألمانية مختلفة تمامًا، إلّا أنّها متشابهة أيضًا بعدّة أمور، فكلا الفيروسين:

  • يمكن أن ينتشر بالهواء بالسعال والعطس.
  • يسبب الحمى والطّفح الجلدي.
  • يحدث المرض فقط في البشر.

وبالإضافة إلى عدوى مرض الحصبة الكلاسيكية، ويوجد أيضًا عدة أنواع أخرى من مرض الحصبة التي يمكن للفرد التعرّض لها، ومنها الحصبة غير النمطية، التي تحدث لدى الأشخاص الذين تلقّوا لقاح مرض الحصبة بين عامي 1963 و1967، فعندما يتعرّض الأفراد لمرض الحصبة، يصابون بمرض يكون له أعراض مثل؛ الحمى الشديدة، والطفح الجلدي، والالتهاب الرئوي، ويحدث مرض الحصبة المعدّلة لدى الأشخاص الذين حصلوا على حقنة الغلوبولين المناعي بعد التعرّض للفيروس؛ فالحصبة المعدلة عادة ما تكون أكثر اعتدالًا في أعراضها من حالة مرض الحصبة الكلاسيكية، ونادرًا ما يُبلّغ عن الإصابة بالحصبة النزفية في الولايات المتحدة، التي تسبب أعراضًا مثل؛ ارتفاع في درجة الحرارة، والنوبات، والنزيف في الجلد، والأغشية المخاطية.


المراجع

  1. "Measles", www.mayoclinic.org, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  2. "Measles", www.who.int, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  3. "Measles", www.mayoclinic.org, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  4. "Measles (Rubeola)", www.cdc.gov, Retrieved 28-10-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Prevention", www.nhs.uk, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  6. "Everything You Need to Know About the Measles", www.healthline.com, Retrieved 28-10-2019. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×