ما هو علاج مرض الشك

كتابة:
ما هو علاج مرض الشك


العلاج النفسي لمرض الشك

يعتبر مرض الشك (Paranoid personality disorder) أحد اضطرابات الشخصية التي تتضمن طرق تفكير غريبة، حيث يعاني المرضى من جنون العظمة وانعدام الثقة والشك بالآخرين دون وجود سبب لذلك، ويعتقد المريض أن الناس يحاولون تحقيرهم وإيذائهم دون وجود لذلك الأمر، مما يؤثر على تكوين العلاقات لديهم، وهو اضطراب غير معروف السبب ولكنه قد يرتبط بتجارب الطفولة المبكرة بما في ذلك الصدمات الجسدية أو العاطفية، وهو يبدأ في مرحلة البلوغ ويكون أكثر شيوعًا عند الذكور مقارنة بالإناث. [١]


ومن الناحية العلاج يواجه المرضى وأقاربهم تحديات عديدة، ألا إن أهمها إقناع المريض بأن هناك شيئًا مضطربًا في تفكيره، بالتالي طلبه للعلاج من تلقاء نفسه، لأن إجباره على العلاج سيزيد من الأمر سوءً حيث سيعتقد أن الناس يتآمرون عليه بشكل أكبر، إضافة لذلك يعاني المريض من إنعدام الثقة بمن حوله والذين يحاولون مساعدته بما فيهم المعالج ذاته، مما يشكل عقبة أمام الحصول على العلاج المناسب، ويجعل من العلاج يستغرق وقتًا كبيرًا. [٢]


يعتبر العلاج النفسي هو الأساس في علاج اضطراب الشك (PPD)، حيث يساعد المعالج النفسي المريض على تطوير مهارات التعاطف والثقة، إضافة إلى تحسين العلاقات والتواصل، لزيادة القدرة على التعامل مع المرض، [٢] ومن العلاجات النفسية المستخدمة لعلاج مرض الشك ما يلي: [٣]


العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي من العلاجات النفسية المناسبة والعملية لعلاج مرض الشك، حيث أن اضطراب الشك يعود إلى أنماط معرفية مشوّهة بحيث يشعر المرضى بالحقد على الأشخاص والتفكير بأحداث غير محددة ومحايدة، ناهيك عن تضخيمهم للأمور والشعور بالتهديد الشخصي، لذلك عند استخدام هذا الأسلوب في العلاج يلاحظ المرضى تحسّن كبير بالأعراض لأنه يزيد من قدرتهم على تحديد المعتقدات الخاطئة وغير المنطقية والتخلّص منها.


العلاج الفردي أو الجماعي

في العلاج الفردي يتلقى المرضى الدعم والتشجيع من المعالج النفسي الذي يساعدهم على التعلّم وتغيير قدرتهم على التفكير والتصرّف، خاصة عندما يكون المريض غير جاهز للثقة بالأشخاص الآخرين، وعلى الرغم من أن العلاج الفردي مفيد في العلاج إلا أن إضافة العلاج الجماعي يحسّن من نتائج المريض خاصة إذا كان يعاني من مشكلات في العلاقات حيث يسمح العلاج الجماعي لهم على رؤية كيف أن أفكار الشخص الآخر المصاب بمرض الشك هي وهمية وبالتالي يبدأون بالتشكيك في معتقداتهم، كما تقلل المجموعات من الشعور بالوحدة عند المرضى وتمنحهم مساحة آمنة للحديث عن تحدياتهم دون الشعور بالعار.


العلاج الأسري

يكون العلاج الأسري مفيدًا عند بعض من المرضى، ويتم من خلال تثقيف أفراد الأسرة عن طريقة دعم المريض للتعافي، مما يجعلهم قادرين على التعامل أثناء النزاعات واتباع طرق أكثر هدوءً وفعالية في التعامل بينهم وبين المريض بالشك، وهكذا يستطيع المريض التعايش مع العائلة والأسرة بشكل فعّال.


الاستشارات الغذائية

يساعد المستشار في التغذية مرضى الشك على تحديد نظام غذائي يحتوي على المعادن الضرورية للصحة العقلية، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامينات ب والمغنيسيوم، وذلك لأن اضطراب الشك يجعل من المريض غير واثق في فئات كاملة من الطعام ناهيك عن عدم ثقتهم بالأشخاص الذين يقدمون ويبيعون الطعام، مسببًا نقص التغذية لديهم.



العلاج الدوائي لمرض الشك

لا يوجد دواء مخصص لعلاج مرض الشك، ولا تستخدم الأدوية بشكل معتاد إلا في الحالات الشديدة أو في حال وجود اضطرابات أخرى بجانب مرض الشك مثلالاكتئاب والقلق، فيمكن استخدام مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق، أو حتى مضادات الذهان، إلا أنها لا تعتبر وحدها علاجًا ولا يمكن الاستغناء عن العلاج النفسي حتى مع استخدامها، ويجدر الإشارة إلى أن مرضى الشك يشككون أيضًا بالأدوية خاصة إذا لم تظهر الفوائد على الفور![٤][٢]



نصائح للتعامل مع مرض الشك

يتطلب العيش مع شخص مصاب بمرض الشك الصبر والتعاون إضافة إلى قوة الشخصية لتحمّل الوضع، وفي ما يلي بعض النصائح للتعامل مع المرض ومساعدة المريض في التخلص من أعراض المرض: [٥]

  • تشجيع المريض على متابعة البرنامج العلاجي وتحفيزه للالتزام، حيث أن معظم مرضى الشك يشككون في الأدوية والجلسات العلاجية مما يبطئ من علاجهم بشكل كبير.
  • التحدث مع المريض باستخدام جمل بسيطة وكلمات واضحة، لأن التحدث بوضوح يقلل من فرصة إساءة الفهم.
  • يجب إدراك أن الأوهام التي يعاني منها المريض هي حقيقة بالنسبة له، لذا يجب عدم مواجهته بشأن معتقداته، من الأفضل إخباره باحترام معتقداته ولكن عدم مشاركتها والصدق حول المعتقدات الخاصة.
  • تشجيع المريض على التعبير عن معتقداته وأفكاره، بهدف مساعدته في التغلب على الشكوك وانعدام الثقة لديه، ناهيك عن محاولة شرح الأفعال للمريض بطريقة حيادية وغير دفاعية.
  • توضيح الظروف الجديدة والتغيرات الحياتية للمريض قبل حدوثها لجعله مستعدًا لها، لأن الظروف الجديدة قد تكون مُجهدة وتزيد من الحالة المرضية.
  • التركيز على صفات المريض الإيجابية ونقاط القوة لديه ليس فقط أعراضه المرضية، فغالبًا ما يكون مرضى الشك أذكياء جدًا وقادرين على العمل بشكل فعّال.


  • يجب الانتباه إلى ضرورة عدم نسيان تلبية احتياجات الشخص الذي يرعى المريض، وذلك من خلال:
    • التحدث مع المريض عن اهتمامات ومواضيع أخرى ليس لها علاقة بالمرض، وإعطاء الجوانب الأخرى من الحياة فرص متساوية.
    • الاهتمام بصحة مقدم الرعاية من أجل زيادة قدرته على رعاية المريض والتعامل مع التوتر المتزايد، وذلك من خلال: ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي والمناسب، ناهيك عن نيل القسط الكافي من الراحة.
    • الحصول على المعلومات الكافية والتوضيحات فيما يتعلق بمرض الشك بشكل كامل، سواء أكان ذلك من خلال فهم الأعراض أو العلاجات التي يخضع لها المريض.
    • الطلب من العائلة والأصدقاء تقديم الدعم والتشخيص، والبحث عن عائلات مرضى آخرين يعانون من الشك ودمجهم في عملية العلاج.




المراجع

  1. "Paranoid Personality Disorder", webmd, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Paranoid Personality Disorder (PPD)", helpguide, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  3. "Paranoid Personality Disorder Treatment", therecoveryvillage, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  4. "Paranoid Personality Disorder", verywellmind, Retrieved 28/5/2021. Edited.
  5. "Coping With Paranoia In A Loved One", everydayhealth, Retrieved 28/5/2021. Edited.
4445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×