محتويات
وجع أسفل الظهر
يُعدّ ألم الظهر مشكلةً واسعة الانتشار؛ إذ يعاني الكثير من الأشخاص من تكرار الشعور به، مما يؤدي في أغلب الأحيان إلى إعاقات الحركة، أو الوقوف، أو الجلوس بصورة طبيعيّة، وقد يصيب الأشخاص في أيّ عمر، إلا أنّه أكثر شيوعًا بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30-50 عامًا، ومن الممكن أن يكون ألم الظهر شديدًا، ولحسن الحظ فإنّه قد يتحسن ذاتيًّا دون تلقّي العلاج، وفي حال عدم تحسّنه فإنّ العديد من العلاجات الفعالة قد تساعد على الشعور بالتحسّن.[١]
يكون ألم أسفل الظهر مصحوبًا بتقلّصات الحوض التي تمتدّ إلى إحدى الفخذين أو كلتيهما، وتحدث هذه الآلام بسبب اضطرابات الفقرات القطنية للعمود الفقري، أو حدوث بعض المشكلات في العضلات الهيكلية في الجسم، تبدأ بآلام بسيطة تستمرّ لساعات حتى تتطوّر لتصبح مزمنةً ترافق الشخص شهورًا طويلة بنسبة متفاوتة الشدّة، وتكون كأعراض مختلطة تتضمن مجموعةً من الاضطرابات العضلية المصاحبة لاضطرابات الفقرات القطنية، وهي الفقرات التي توجد أسفل الظهر.[١]
علاج وجع أسفل الظهر
توجد خيارات عديدة قد يُلجَأ إليها لمعالجة ألم أسفل الظهر، منها ما يأتي:
العلاج المنزلي
من الطرق المتبعة في المنزل لعلاج الألم والتخفيف منه ما يأتي:[٢]
- استخدام الكمادات الباردة أو الساخنة: فالتبريد هو الأفضل خلال أربع 24-48 ساعة الأولى من الإصابة؛ إذ إنّه يخفف الالتهاب، وبعد ذلك يُلجَأ إلى الكمّادات الساخنة؛ فهي تُخفّف من الألم، وتُرخي العضلات.
- الاستمرار بالحركة: بالرغم من الشعور بالألم يجب الاستمرار بممارسة الأنشطة اليومية المعتادة والذهاب إلى العمل، وبعد الشعور بالتحسن قليلًا تُمارَس التمارين الهوائية الاعتيادية، كالسباحة، وركوب الدراجة، والمشي؛ فهذا يحافظ على ليونة الجسم عمومًا والظهر خصوصًا، مع مراعاة عدم المبالغة في ذلك.
- المحافظة على قوة الجسم: بعد التخلص من الألم ولتجنب الإصابة به مرةً أخرى يجب تشغيل العضلة التي تدعم أسفل الظهر، بما في ذلك العضلة الباسطة الخلفية، كما أنّ الحفاظ على قوة عضلات الحوض والورك والبطن يوفر دعمًا جيدًا للظهر.
- تمارين التمدد: يجب الحرص على عدم الجلوس على كرسي المكتب طوال اليوم، بل يجب الوقوف كل 20 دقيقةً، أو التمدد على اتجاه آخر، مع الحرص على تمديد الأرجل بين الحين والآخر، وقد ظهر عند البعضهم تراجع في آلام الظهر بعد ممارسة تمارين التمدد، كاليوغا.
- التنظيم الهندسي لمكان العمل: إذ لا يحتاج الشخص إلى الميلان إلى الأمام لمشاهدة شاشة الحاسوب أو الوصول إلى الفأرة، وذلك باستخدام طاولة وكرسي يدعمان أسفل الظهر، ويسمحان بوضع القدمين على الأرض باستقامة.
- تجنب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي: إذ يُفضّل ارتداء الأحذية المستوية على الأرض، ولا يتجاوز ارتفاعها إنشًا واحدًا؛ فالأحذية ذات الكعب العالي تزيد من الضغط على أسفل العمود الفقري والظهر.
- تعديل بعض العادات: كالتدخين؛ فهو يزيد من فرصة الإصابة بهشاشة العظام في العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى الإصابة بالكسور، وكذلك ضبط الوزن، إذ يجب الحفاظ على وزن صحي؛ فزيادة الوزن تسبب المزيد من الضغط على العمود الفقري.
العلاج الدوائي لأسفل الظهر
تبعًا لنوع الألم في أسفل الظهر يُستخدَم العلاج الدوائي، ومن هذه العلاجات ما يأتي:[٣]
- مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية: منها مضادات الالتهاب غير السيتروئيدية، كالأيبوبروفين والنابروكسين؛ فهي تساهم في التخفيف من الآلام الحادة، وفي حال عدم التخلص من الألم من خلالها قد يصف الطبيب مضادات الالتهاب التي تحتاج إلى وصفة طبية.
- المرخيات العضلية: في حال كان الألم خفيفًا أو متوسطًا ولم يستجب للعلاج بالمسكنات عندها يُلجَأ إلى المرخيات العضلية، لكنها قد تسبب الشعور بالدوار والنعاس.
- مسكنات الألم الموضعية: من الأمثلة على مسكنات الألم الكريمات والمراهم التي تُدهَن على المنطقة المصابة.
- المهدئات: الأدوية التي تحتوي على الأفيون كالأوكسيكودون والهايدروكودون تُستخدَم لمدة قصيرة، مع مراقبة المريض جيدًا، ونظرًا لعدم فاعلية هذه الأدوية في الحالة المزمنة فالجرعة المستخدمة لا تتجاوز الأسبوع.
- مضادات الاكتئاب: إذ إن الجرعات المنخفضة من مضادات الاكتئاب -خاصّة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات كالأميتريبتايلين- قد تساعد على علاج ألم أسفل الظهر المزمن.
- الحقن: في حال عدم القدرة على السيطرة على الألم وامتداده إلى الأرجل فقد يلجأ الطبيب إلى حقن الكورتيزون؛ فهو علاج مضاد للالتهاب، أو حقن الدواء في المنطقة المحيطة حول العمود الفقري؛ إذ تقلل حقنة الكورتيزون من الالتهاب حول الجذور العصبية، لكنّ تخفيف الألم عادةً ما يستمر أقل من بضعة أشهر.
الجراحة
تعد الجراحة من الخيارات العلاجية لألم أسفل الظهر، وعند فشل جميع العلاجات السابقة يلجأ الأطباء إليها، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:[١]
- إزالة الغضروف أو الديسك لتقليل الضغط من جذر العصب: إذ يزيل الجراح جزءًا صغيرًا من صفيحة العظم، وهي جزء من القناة الشوكية.
- عملية فورمينوتومي: إذ يفتح الجراح ثقبًا عظميًا في القناة الشوكية لإزالة جذر العصب.
- العلاج الكهربي الحراري الداخلي (IDET): هو إدخال إبرة من خلال قسطرة في الغضروف تُسَخَّن مدة 20 دقيقةً، مما يقلل من الانتفاخ الداخلي للغضروف، ويقلل من تهيّج الأعصاب، ويجعل جدار الغضروف أكثر سمكًا.
- عملية شفط وتبخير الانزلاق الغضروفي القطني (nucleoplasty): هو جهاز يستخدم موجات الراديو لتسخين الأنسجة وتقليصها، ويشبه العصا، إذ يدخله الجراح من خلال إبرة داخل الفقرات، ويُزيل المواد من داخله.
- استخدام ترددات الراديو: التي تعطل اتصال الأعصاب ببعضها البعض، إذ تستخدم إبرة خاصة للأعصاب تؤدّي إلى تسخينها وتدميرها.
- جراحة لإزالة الغضاريف بين فقرتين أو أكثر: تٌدمَج هذه الفقرات ببعضها باستخدام مسامير معدنية خاصة أو طعوم عظمية، مما يجعل العمود الفقري أقوى، ويقلل من الألم.
- جراحة لاستئصال الصفيحة الفقرية في العمود الفقري: إذ تُزال الصفيحة لجعل القناة الشوكية أكبر حجمًا، وذلك يخفف الضغط على النخاع الشوكي والأعصاب، وتسمى هذه العملية أيضًا بإزالة الضغط الشوكي.
أسباب آلام أسفل الظهر
معظم آلام أسفل الظهر تحدث بسبب مشكلات ميكانيكية في الحركة، وقد تحدث أيضًا بسبب أمراض متعلقة بالعمود الفقري، وعمومًا من أهم مُسببات آلام أسفل الظهر ما يأتي:[٤]
- الالتواءات والإجهاد: تسبب هذه الحوادث آلام الظهر الحادة، ويحدُث الالتواء بسبب تمدد الأربطة أو تمزّقها، ويحدُث الإجهاد في الأوتار أو العضلات، وقد يحدث كلاهما بسبب حركة خاطئة أو رفع شيء ثقيل للغاية، وقد تؤدي هذه الحركات إلى حدوث تشنجات في عضلات الظهر، قد تكون مؤلمةً.
- تنكّس الأقراص الفقرية: هو من أكثر الأسباب الميكانيكية شيوعًا لآلام أسفل الظهر، وتظهر هذه الحالة عادةً مع التقدّم بالعمر.
- الانزلاق الغضروفي: يسبّب الضغط الواقع على الفقرات في العمود الفقري إحداث فتق فيها أو خروجها عن الموضع الصحيح مُحدثةً آلامًا شديدةً في أسفل الظهر.
- إصابة جذر العصب الفقري: يُؤدي الضغط على [[[التهاب جذور الأعصاب|جذر العصب]] إلى الألم أو التنميل أو الشعور بالوخز الذي ينتقل أو يشعّ إلى مناطق أخرى من الجسم مرتبطة بذلك العصب.
- عرق النسا: هو أحد أشكال الاعتلال الجذري الناجم عن ضغط العصب الوركي، وهو العصب الكبير الذي ينتقل عبر الأرداف ويمتد إلى أسفل الجزء الخلفي من الساق، ويُسبب هذا الضغط ألمًا حادًّا أو الشعور بالحرق في الأرداف وأسفل ساق واحدة، ويصل أحيانًا إلى القدم.
- الالتهابات المرتبطة بفقرات الظهر: كالالتهاب العظمي والنخاع، والتهابات ما بين الفقرات، وغيرهما.
- متلازمة ذيل الفرس: هي حالة خطيرة ونادرة لتمزّق الفقرات.
- حصى الكلى: تسبّب الحصوات الشعور بآلام في أسفل الظهر عادةً ما تكون على جانب واحد.
- التهابات المفاصل وهشاشة العظام: فقد تؤدّي إلى الألم في أسفل الظهر.
- بعض العوامل الأخرى: كزيادة الوزن، والحمل، والعوامل الوراثية، إذ تُساهم في الإصابة بآلام أسفل الظهر.
المراجع
- ^ أ ب ت William Morrison, MD (2016-2-26), "What Causes Low Back Pain?"، healthline, Retrieved 2019-1-22. Edited.
- ↑ Melinda Ratini (2014-3-12), "10 Ways to Manage Low Back Pain at Home"، webmed, Retrieved 2019-7-23. Edited.
- ↑ "Back pain", mayoclinic,2018-8-4، Retrieved 2019-7-23. Edited.
- ↑ "Low Back Pain Fact Sheet", www.ninds.nih.gov,13-08-2019، Retrieved 10-11-2019. Edited.