ما هو علاج وشيش الاذن

كتابة:
ما هو علاج وشيش الاذن

ما هو وشيش الاذن؟

يعدّ وشيش الأذن أو طنين الأذن (Tinnitus) واحدًا من الأعراض الشائعة بين الأفراد، المتمثِّلة بسماع صوت رنين، أو صفير، أو هسهسة، أو غيرها من الأصوات الأخرى في الأذن، والتي لا يكون مصدرها خارج الجسم، عدا عن كوْنها تتفاوت في عُلُوِّها وطبيعتها من حالة لأخرى، وفي الحقيقة، غالبًا ما يكون وشيش الأذن أكثر وضوحًا وإزعاجًا في حالة انخفاض مستوى الأصوات الأخرى الصادرة في البيئة المحيطة، لهذا يشعر الشخص بالمُشكلة بصورة أكبر خلال ساعات الليل. فكيف يُعالَج وشيش الأذن؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١][٢]


ما هو علاج وشيش الاذن؟

يتوجَّب على الشخص الذي يُعاني من وشيش الأذن مراجعة الطبيب في أقرب فرصة مُمكنة، الذي يقوم بدوره بتشخيص المُشكلة وتحديد الأسباب التي أدَّت إلى ظهورها، ووضع آلية العلاج المناسبة. وعمومًا، ونذكر في الآتي مجموعة من طرق علاج وشيش الأذن:


العلاج الدوائي

ربما يصِف الطبيب أنواع مُعيَّنة من الأدوية في بعض حالات وشيش الأذن، بهدف تخفيف شِدة الأعراض ومضاعفاتها، مع العلم بأنَّ الأدوية لا تشفي المُصاب بوشيش الأذن، ونذكر من هذه الأدوية ما يأتي:[٣]

  • البرازولام (Alprazolam): قد يُساعد هذا الدواء في تخفيف بعض الأعراض المصاحبة لوشيش الأذن، غير أنَّه قد يُسبِّب أعراض جانبيّة مُزعجة؛ كالغثيان، والنعاس، والتعوّد، وغيرها.
  • مضاد اكتئاب ثلاثي الحلقات (Tricyclic antidepressant): مثل دواء نورتريبتيلين (Nortriptyline)، وأميتربتيلين (Amitriptyline)، فقد يصِف الطبيب هذه الأدوية في الحالات الشديدة فقط من وشيش الأذن، إذْ إنَّها قد تكون سببًا في ظهور أعراض جانبيّة مختلفة، كالإمساك، وجفاف الفم، وتشويش الرؤية، ومشكلات القلب، وغيرها.


العلاج بالصوت

يعتمد العلاج بالصوت على استخدام مجموعة من المُدخَلات السمعية والاهتزازيَّة، بهدف التأثير على الحالة الفسيولوجية والنفسيَّة للشخص الذي يُعاني المشكلة، فربما يستخدم المُعالِج بالصوت ترانيم، أو دقات، أو قرع للطبول، لإنشاء تردّدات صوتيَّة مُعينة خلال فترات زمنية مُحدَّدة، والتي تساهم في تعزيز صحة وتعافي العقل والجسد، فهي تساعد على تقليل التوتر وتعزيز الاسترخاء عند المصاب.[٤]


وفي الحقيقة، يوصِي الطبيب أحيانًا باللجوء للعلاج بالصوت في حالات طنين أو وشيش الأذن كنوع من العلاجات الإضافيَّة المُصاحبة لأنواع أخرى من وسائل العلاج النفسي، وقبل كلّ شيء، تعدّ الاستشارة النفسيّة نقطة رئيسيّة هامّة في العلاج بالصوت، فهو يهدف إلى تعليم المُصاب بوشيش الأذن كيفية التأقلم مع مُشكلته بواسطة أدوات مُعينة يستخدمها المعالِج بالصَّوت، إلى جانب الخضوع للعلاج السلوكي والمعرفي.[٤]


العلاج النفسي

قد يكون العلاج النفسي جزءًا من البرنامج العلاجي الذي يوصِي به الطبيب في حالات مُعينة من وشيش الأذن، وفي الآتي بعض الأمثلة عليه:[٥]

  • الإرشاد والاستشارة (Counseling): يعدّ نوعًا من العلاجات المستخدمة في حالات وشيش أو طنين الأذن، والتي يقوم فيها الطبيب بالمساعدة على إثراء المعرفة حول الحالة التي يعانيها الفرد من وشيش الأذن، وإيجاد الطُّرُق والوسائل التي تساهم في التعامل والتأقلم مع المُشكلة، إذْ إنَّ فهم طبيعة وشيش الأذن يلعب دورًا هامًّا في تعلّم كيفية التأقلم مع الحالة، والسيطرة عليها بكفاءة.
  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يقوم مبدأ العلاج السلوكي المعرفي على فكرة إعادة تدريب الفرد على الطريقة التي يُفكر بها لتغيير سلوكه، إذْ إنَّ تغيير الطريقة التي يفكر بها الفرد حول وشيش الأذن وكيفيَّة التعامل معه، قد يساعد على تخفيف القلق، وتعزيز القدرة على تقبل الإزعاج، والذي قد يُصبح أقل وضوحًا مع الوقت.


علاج الحالة المسببة

عند زيارة الطبيب وأنت تشكو من وشيش الأذن، فإنَّه غالبًا ما يبدأ قبل كل شيء بمحاولة تشخيص المشكلة وتحديد الأسباب التي ربما يكون لها دورًا في ظهور وشيش الأذن كواحدة من أعراضه، فقد يتمكن الطبيب من تخفيف صوت الوشيش في الأذن بالسيطرة على المشكلة الصحية المُسبِّبة له، ومن الأمثلة على الطرق العلاجية التي قد يتبعها الطبيب في ذلك:[٣]

  • علاج مشكلات الأوعية الدموية: قد يلجأ الطبيب للجراحة، أو العلاج الدوائي، أو غيره، لعلاج اضطرابات الأوعية الدموية التي قد تُثير وشيش الأذن.
  • إزالة شمع الأذن: فربما يساهم إزالةشمع الأذن المتراكم في تخفيف أعراض طنين الأذن.
  • تغيير الأدوية: قد يوصي الطبيب بوقف تناول الدواء، أو تقليل جرعته، أو تغييره، في الحالات التي قد يتسبَّب فيها الدواء بحدوث وشيش الأذن.


الحد من الضجيج

يقترح الطبيب أحيانًا استخدام الأجهزة الإلكترونيَّة لتثبيط صوت الضجيج، والحدّ من تأثيره، ومن أنواع هذه الأجهزة نذكر الآتي:[٣]

  • أجهزة المساعدة على السمع، والتي تفيد في حالة المُعاناة من مشكلات السمع إلى جانب وشيش الأذن.
  • الأجهزة الخافية (Masking devices)، إذْ توضع هذه الأجهزة في الأذن، فتُصدر صوت ضجيج أبيض (White noise) مستمر ومنخفض، يساعد على تثبيط أعراض وشيش الأذن.
  • أجهزة الضجيج الأبيض (White noise machines)، تُصدر هذه الأجهزة أصوات تحاكي تِلك الموجودة في البيئة المُحيطة، كصوت تساقط الأمطار، أو حركة أمواج البحر، والتي تساعد على تثبيط أثر وشيش الأذن، ويمكن أن تعمل المراوح وأجهزة مرطبات الجو والتكيف عمل أجهزة الضجيج الأبيض في غرفة النوم.


العلاج بالحفظ الطّنينيّ

يعدّ العلاج بالحفظ الطنيني (Tinnitus retraining therapy)، أو اختصارًا (TRT) نوعًا خاصًّا من طرق علاج طنين أو وشيش الأذن، والتي تهدف إلى مساعدة المُصاب على إعادة تدريب استجابة دماغه لوشيش الأذن، بهدف التمكّن من ضبط صوت الوشيش، وتخفيف إدراك وجوده، وينطوي العلاج الذي يطبقه مُعالِج مُختص ومدرب على تقنيات العلاج بالحفظ الطنيني على المزج بين العلاج المكثّف بالصوت والاستشارة النفسيّة طويلة الأمد.[٥]



نصائح للتعايش مع وشيش الأذن

إلى جانب العلاج الطبي الذي يحدِّده الطبيب، ثمَّة مجموعة من النصائح المُتعلقة بتغيير نمط الحياة، التي قد تُساعد المُصاب بوشيش الأذن على التأقلم مع المشكلة، ومن هذه النصائح نذكر الآتي:[٦]


  • الإقلاع عن التدخين، فقد يؤثر التدخين على تدفق الدم إلى الخلايا العصبيَّة الحسَّاسة التي تسيطر على السمع، كما أنَّه قد يعمل كمحفِّز في الجسم، الأمر الذي قد يتسبِّب بتفاقم مشكلة وشيش الأذن.
  • الاستماع إلى الأصوات الهادئة في حالات الصمت والهدوء؛ كتشغيل المروحة، أو الراديو، أو الموسيقى الهادئة، أو استخدام آلات الضجيج الأبيض (White-noise machine)، التي تُصدر أصوات أمواج المحيط، أو تساقط المطر، أو العواصف.
  • تجنب الأطعمة أو المشروبات التي قد تحفِّز وشيش الأذن، وتزيد من تفاقم المشكلة، كالمشروبات التي تحتوي على الكافيين، والكحول، والملح، وغيرها.
  • الحصول على القدر الكافي من الراحة والنوم.
  • اتباع الوسائل التي تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر والقلق، كالتنفس العميق، والتأمل، واليوغا، والتنويم المغناطيسي الذاتي (Self-hypnosis)، و استرخاء العضلات التدريجي (Progressive muscle relaxation).
  • حماية السمع، وتجنب التعرض للأصوات المرتفعة قدر المستطاع، فهي قد تزيد من تفاقم أعراض وشيش الأذن.
  • محاولة التأقلم والتعود على طنين أو وشيش الأذن، وتجاهله قدر الإمكان، إمَّا بتعلم تقنيات التأقلم والتمرّن عليها، أو الانشغال بالأعمال والأنشطة المفضَّلة، أو غير ذلك.
  • مُمارسة التمارين الرياضيّة بانتظام، لما لا يقلّ عن 3-5 مرات أسبوعيًّا، فقد تُساهم الرياضة في تحسين النوم، وتقليل التوتر، ومحاربة الاكتئاب، والذي من شأنه تخفيف شِدة أعراض وشيش الأذن.


المراجع

  1. "Understanding Tinnitus -- the Basics", webmd, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  2. Kathleen Davis (15/12/2017), "What you need to know about tinnitus", medicalnewstoday, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Tinnitus", mayoclinic, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Sound Therapy", sciencedirect, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Tinnitus", nhsinform, Retrieved 12/1/2021. Edited.
  6. "Living With Tinnitus", webmd, Retrieved 12/1/2021. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×