ما هو علم التجويد

كتابة:
ما هو علم التجويد

أهمية علم التجويد

علم التجويد يعتني بتلاوة القرآن الكريم، والقرآن له مكانة كبيرة في الإسلام، فهو كلام الله تعالى، وهو المصدر الأول للتشريع، وهو منهاج ودستور الأمة الإسلامية، وهو معجزة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الخالدة، وهو النور الهادي إلى الحق، وهو المتعبد بتلاوته، وقد قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ}،[١] لذلك لابد من تلاوة القرآن العظيم على أكمل وجه، وبدراسة أصول وقواعد وأحكام التلاوة يصل المسلم إلى إجادة القراءة، وحسن الأداء، وحفظ لسانه عن اللحن في قراءة القرآن الكريم، وهذا ما يبحث عنه علم التجويد.[٢]

ما هو علم التجويد

علم التجويد: هو العلم الذي يبحث في كيفيات نطق الحروف والعناية بمخارجها وصفاتها وما يعرض لها من أحكام وما يتعلق بذلك وقفاً وابتداءً ووصلاً وقطعاً، والتجويد: هو إعطاء كل حرف حقه ومستحقه مخرجاً وصفة وابتداءً من غير تكلف ولا تعسف، فعلم التجويد يعتني بتلاوة القرآن الكريم على أكمل وجه ودون الوقوع في الخطأ، وقد قال الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}،[٣] وقد أثنى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الماهر بالقرآن، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، حيث قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "الْماهِرُ بالقُرْآنِ مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، والذي يَقْرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وهو عليه شاقٌّ، له أجْرانِ"،[٤] ووصف الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- من يتعلم القران ويعلّمه بخير الناس، فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ".[٥][٦]

حكم التجويد

علم التجويد له جانبان: نظري وعملي، ويقصد بالنظري: معرفة قواعد وأحكام علم التجويد وأوجه القراءة، وحكمه أنه فرض كفاية، فإذا قام به ما يكفي من الأمة سقط الأثم عن الباقيين، وصار حكمه الاستحباب لباقي الأمة، أما المقصود بالناحية العملية أو التطبيقية: تطبيق القواعد والأحكام النظرية الموجودة في علم التجويد أثناء تلاوة القرآن الكريم، وحكمها فرض عين، فيثاب فاعلها ويأثم تاركها، فقد قال الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}،[٣] كما قال سبحانه: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}،[٧] فعلى المسلم أن يلتزم بقواعد وأحكام علم التجويد حتى لا يتطرق الخطأ إلى اللفظ القرآني أثناء تلاوة القرآن الكريم.[٨]

فضل تلاوة القرآن

القرآن الكريم كتاب الله -تعالى- الخالد، المنزه عن كل عيب ونقص، وهو كتاب الهدى والرحمة، فقد قال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}،[٩] وتلاوة القرآن الكريم من أعظم العبادات عند الله تعالى، فقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}،[١٠] ومن يحافظ على تلاوته باستمرار فسينال العديد من الفضائل في الدنيا والآخرة، ومن هذه الفضائل:[١١]

  • الرفعة في الدنيا والآخرة: ودليل ذلك الحديث المروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ".[١٢]
  • خير من الدنيا وما فيها: ودليل ذلك الحديث المروي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، حيث قال: خَرَجَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَنَحْنُ في الصُّفَّةِ، فَقالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَومٍ إلى بُطْحَانَ، أَوْ إلى العَقِيقِ، فَيَأْتِيَ منه بنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ في غيرِ إثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، نُحِبُّ ذلكَ، قالَ: أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ".[١٣]
  • الحرف بعشر حسنات: ودليل ذلك الحديث المروي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ".[١٤]
  • أهل الله تعالى: ودليل ذلك الحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ".[١٥]
  • الشفاعة يوم القيامة: ودليل ذلك الحديث المروي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ".[١٦]
  • الدرجة والمنزلة العالية في الجنة: ودليل ذلك الحديث المروي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يُقالُ لصاحبِ القرآنِ اقرأْ وارتقِ ورتِّلْ كما كنت تُرتِّلُ في الدنيا فإنَّ منزلَك عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها".[١٧]

آداب تلاوة القرآن

بعد بيان بعض فضائل تلاوة القرآن الكريم، لابد من الحديث عن آداب تلاوة القرآن، فإذا أراد المسلم تلاوة القرآن الكريم فعليه أنّ يهيئ نفسه لبعض الآداب؛ لكي ينال الأجر والثواب من الله عزّ وجلّ، وفيما يأتي بيان بعض هذه الآداب:[١٨]

  • الإخلاص لله -تعالى- في التلاوة، والبعد عن الرياء والسمعة.
  • الطهارة الباطنة والظاهرة، فيطهرباطنه من المعاصي والذنوب و ظاهره من الحدث والخبث.
  • التلاوة بتدبرٍ للمعاني، وخشوعٍ بالقلب، وخضوعٍ بالجوارح.
  • نظافة الثياب، وحسن الهيئة، واستقبال للقبلة.
  • السواك قبل بدء التلاوة.
  • استشعار عظمة الله -تعالى- أثناء التلاوة.

المراجع

  1. سورة النحل، آية: 89.
  2. "أهمية تجويد القرآن الكريم"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سورة المزمل، آية: 4.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 798، حديث صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 5027، حديث صحيح.
  6. أحمد شكري، محمد سليمان، محمد القضاة، "وآخرون" (2010)، المنير في أحكام التجويد (الطبعة الثامنة عشر)، عمان-الأردن: المطابع المركزية، صفحة 11-12.
  7. سورة البقرة، آية: 121.
  8. "تعريف علم التجويد"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  9. سورة يوسف، آية: 111.
  10. سورة فاطر، آية: 30.
  11. "فضل تلاوة القرآن"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 817، حديث صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 803، حديث صحيح.
  14. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2910، حديث حسن صحيح.
  15. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 179، صحيح.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، حديث صحيح.
  17. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1464، حديث حسن صحيح.
  18. "آداب قراءة القرآن وحكم قراءته ومسِّه على غير طهارة "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
5989 مشاهدة
للأعلى للسفل
×