ما هو غياب الجسم الثفني؟

كتابة:
ما هو غياب الجسم الثفني؟

ما هو الجسم الثفني؟

لا شكَّ أنكَ تعلم أن كل نصف من الدماغ يتحكم في الحركة والشعور في النصف المعاكس له من الجسم، كما يعالج كل جانب المعلومات مثل اللغة، ويحتاج هذا الكم الهائل من الوظائف للتنسيق الجسدي، ولعمل جانبي الدماغ معًا.

يعمل الجسم الثفني كحلقة ربط بين الجانبين، ويقع في مركز الدماغ، ويصل طوله نحو 10 سم، ويتكون عادةً بين الأسبوع الثاني عشر والسادس عشر من الحمل، ويستمر في النمو والتطور خلال حياة الطفل حتى بلوغه اثني عشر عامًا، وعند عدم تكونه يعاني الشخص ممّا يعرف بغياب الجسم الثفني، فما هي هذه الحالة؟ وما هي الأعراض التي تنجم عنها؟ وما هي أسباب حدوثها؟ وكيف يمكن التعامل معها وعلاجها؟ [١]


ما هو غياب الجسم الثفني؟

يعدّ غياب الجسم الثفني (Agenesis of the corpus callosum) شذوذًا أو اضطرابًا خلقيًا، لا يتكون فيه الجسم الثفني كاملًا أو جزئيًا، ويمكن لهذا الاضطراب أن يحدث بصورة متلازمة شديدة الحدة في مرحلة الطفولة، أو أبكر من ذلك، أو يمكن أن تحدث كحالة أخف شدةً عند الأشخاص البالغين في مرحلة الشباب، وبالإضافة إلى ذلك يمكن لهذه المتلازمة ألّا تُسبب أعراضًا، ولا تحدث أي ضرر للمصاب.[٢]


ما هي أعراض غياب الجسم الثفني؟

يمكن أن تسبب حالة غياب الجسم الثفني مجموعة متعددة من العلامات والأعراض، ويمكن أن تتضمن العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا لدى معظم الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب الخلقي ما يأتي:[٣]

  • ضعف الرؤية.
  • نقص التوتر العضلي.
  • ضعف القدرة على تنسيق الحركات.
  • ضعف السمع.
  • انخفاض القدرة على الشعور بالألم.
  • تأخر تعلم الطفل الذهاب إلى المرحاض بمفرده.
  • صعوبة تناول الطعام؛ كالمضغ، أو البلع.
  • النوبات التشنجية.
  • تأخر نمو الجانب الحركي للطفل.
  • الارتجاع المعدي المريئي.
  • معاناة الطفل من ملامح رأس، ووجه غير طبيعية.
  • صعوبات التعلم.

كما يمكن أن يعاني الأطفال المصابين بغياب الجسم الثفني من إعاقات معرفية؛ كصعوبة حل المشكلات المعقدة، وصعوبات اجتماعية، وعدم القدرة على الاندماج مع المجتمع، حتى عندما يمتلك هؤلاء الأطفال معدل ذكاء طبيعي، ويعود ذلك أساسيًا لعدم القدرة على معالجة تعابير الوجه الذي يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض قد تشبه أعراض التوحد.[٣]

وبالإضافة إلى ذلك؛ يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بغياب الجسم الثفني ممّا يسمى بمتلازمة آيكاردي، وهي حالة وراثية نادرة الحدوث، إذ سجل ما يتراوح بين ثلاثمائة إلى خمسمائة حالة فقط في جميع أنحاء العالم، وتتميز هذه المتلازمة بالمعاناة من النوبات التشنجية الشديدة، ويعاني جميع الأطفال المصابون بهذه المتلازمة من صعوبات تعلم شديدة، وتعد نتائجها شديدة، كما تملك معدل مرتفع من الوفيات المبكرة، وتراجع شديد في النمو، وتتضمن صفاتها ما يأتي:[٣]

  • لا يملك معظم الأطفال المصابون لغة سليمة معبرة، ويبقون معتمدين على الغير اعتمادًا كاملًا.
  • يملك القليل من الأطفال فهمًا محدودًا للغة، ويمكنهم المشي بدعمهم أو وحدهم، كما يستجيبون بصورة محدودة لما حولهم.
  • إيذاء الذات، وعنف تجاه الأشخاص والأشياء، ويمكن أن يكون هذه التصرف لا إرادي.
  • اضطراب النوم، والاستيقاظ المتكرر في الليل، كما يمكن أن يظهر مخطط كهربائية الدماغ نمط مميز لاضطراب النظم المترافع، الذي يسمى بمتلازمة ويست.


ما هي أسباب غياب الجسم الثفني؟

تعد حالة غياب الجسم الثفني عيبًا خلقيًا، أيّ أنّها توجد منذ ولادة الطفل، ويمكن لمجموعة كبيرة من العوامل أن تزيد من خطر إصابة الجنين بغياب الجسم الثفني، إذ يمكن أن يزيد تعرض الطفل لأدوية معينة، مثل فالبروات، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل من خطر إصابة الطفل بهذه الحالة.

كما أنّ تعرض الأم للمواد الكحولية أثناء الحمل عامل خطر آخر لهذا الاضطراب، وبالإضافة إلى ذلك؛ يمكن أن تزيد إصابة الأم أثناء الحمل بعدوى فيروسية معينة، مثل الحصبة الألمانية، من خطر غياب الجسم الثفني، ويمكن أيضًا لتلف الكرموسومات وتشوهها أن يزيد من خطر إصابة الطفل بها، فعلى سبيل المثال؛ يمكن أن ترتبط حالة التثلث الصبغي بغياب الجسم الثفني، ويملك الطفل المصاب بالتثلث الصبغي نسخة إضافية من الكروموسوم رقم ثمانية، أو ثلاثة عشر، أو ثمانية عشر.[٤]

وعادةً ما تحدث معظم حالات غياب الجسم الثفني مع تشوهات الدماغ الأخرى، فمثلًا إذا عانى الجنين من نمو كيس في دماغه، فيمكن لهذا الكيس أن يمنع نمو الجسم الثفني، ويسبب هذه الحالة، كما يمكن أن تترافق هذه الحالة مع بعض المتلازمات والحالات الأخرى، والتي يمكن أن تتضمن ما يأتي:[٤]

  • متلازمة آرنولد خياري.
  • متلازمة داندي ووكر.
  • متلازمة أندرمان.
  • متلازمة النهايات العظمية.
  • انشقاق الدماغ، أو زيادة عمق الشقوق في أنسجة دماغ الطفل.
  • اندماج مقدم الدماغ، أو فشل دماغ الطفل في الانقسام إلى فصوص مختلفة.
  • استسقاء الرأس، أو زيادة السوائل في دماغ الطفل.


ما هي طرق تشخيص غياب الجسم الثفني؟

يمكن أن يتمكن الطبيب من تشخيص إصابة الطفل بحالة غياب الجسم الثفني قبل ولادته، وذلك عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية قبل الولادة، وإذا لاحظ الطبيب أي علامة للإصابة بهذه الحالة، فيمكن أن يطلب إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي الذي من شأنه أن يؤكد الحالة.

قد لا يتمكن الطبيب من اكتشاف الإصابة بهذا الاضطراب حتى بعد الولادة، وعند اشتباه الطبيب إصابة الجنين به بعد الولادة، فيمكن أن يطلب إجراء التصوير المقطعي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتأكيد الحالة.[٤]


ما هو علاج غياب الجسم الثفني؟

لسوء الحظ، لا يوجد علاج محدد لحالات غياب الجسم الثفني، وعادةً ما ينطوي العلاج أساسيًا على السيطرة على الأعراض، والنوبات التشنجية إذا حدثت، ويمكن التحكم في الصعوبات المرتبطة بهذه الحالة بإجراء التشخيص المبكر له، والمباشرة في العلاج مبكرًا، وخاصة العلاجات التي تركز على التنسيق بين الجانب الأيمن والأيسر للجسم، لذا يعد التشخيص والعلاج المبكر في الوقت الحالي أفضل خيارات العلاج لتحسين النتائج الاجتماعية والتنموية للطفل.[٥]

وتعتمد نتائج ومخرجات الإصابة بهذا الاضطراب على شدته، وعادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من تأخر القدرة على أداء العديد من المهارات، مثل؛ المشي، أو التحدث، أو القراءة، ذلك بالإضافة إلى انخفاض القدرة على التفاعل الاجتماعي، وأداء الأنشطة التي تحتاج للتناسق بين جانبي الجسم، مثل؛ السباحة، وركوب الدراجة، والقيادة، وتصبح هذه المشكلات أكثر وضوحًا مع تقدم عمر الطفل.[٥]


المراجع

  1. "What does the corpus callosum do?", medicalnewstoday, Retrieved 3-8-2020. Edited.
  2. "Medical Definition of Agenesis of the corpus callosum", medicinenet, Retrieved 3-8-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Agenesis of the Corpus Callosum", patient, Retrieved 3-8-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Why Does My Child Have Agenesis of the Corpus Callosum?", healthline, Retrieved 3-8-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Agenesis of the Corpus Callosum Information Page", NIH, Retrieved 3-8-2020. Edited.
2921 مشاهدة
للأعلى للسفل
×