ما هو فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض؟

كتابة:
ما هو فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض؟

ما هي عملية فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض؟

قد يكون عنوان المقال مثيرًا للشك وعدم التصديق، لكن فعلًا هذا ما يحدث، إذ إنّ هذه العمليات هي عمليات جراحية للدماغ تُجرى أثناء استيقاظ المريض، وبالرغم من وعي المريض أثناء الجراحة، إلّا أنّه لا يشعر بأي ألم، إذ لا يحتوي الدماغ على أي مستقبلات للألم، كما يُستخدم المخدّر الموضعي لتخدير فروة الرأس.

تُجرى عملية فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض (Awake Brain Surgery) لأهدافٍ علاجية لحلّ بعض المشكلات العصبية في الدماغ، مع المحافظة على مناطقه الحيويّة، وأثناء الجراحة يطلب الجراح المختصّ من المريض القيام بعدة أمور كالقراءة والتحدُّث، الأمر الذي يمكِّن الجراح من إجراء الجراحة مع الحفاظ على مناطق الدماغ الحيوية، وفي هذا المقال تفصيل لهذا النوع من الجراحات.[١]


ما أسباب إجراء عملية فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض؟

عادةً ما تُجرى عملية فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض لإزالة أورام الدماغ التي تكون قريبةً جدًا من الأنسجة الدماغية الوظيفية في مناطق الدماغ التي تتحكّم بالرؤية والتحدّث وحركات الجسم والحواس الأخرى، بالإضافة إلى ذلك يتم اللجوء إلى هذا النوع من العمليات لعلاج الأورام التي انتشرت في الدماغ دون وجود حدود واضحة لها، مثل بعض أنواع الورم الدبقي، كما يمكن اللجوء إلى إجرائها في الحالات التي تزيد فيها مخاطر العمليات الجراحية الأخرى من فقدان الوظيفة التي تتحكّم بها مناطق الدماغ المصابة بالورم أو القريبة منه.[٢] ومن الحالات الأخرى التي تُجرى فيها جراحة فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض معالجة الصرع أحيانًا باستئصال الجزء من الدماغ المُسبِّب للنوبات جراحيًا.[٣]


كيف يتم إجراء عملية فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض؟

يمكن تلخيص إجراءات عملية فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض كما يأتي:


إجراءات التحضير للعملية

إنّ قرار إجراء عملية جراحة الدماغ أثناء استيقاظ المريض ليس بالقرار السهل، إذ يجتمع كل من الطبيب الجرّاح واختصاصي التخدير العصبي مع المريض لتحديد إذا ما كانت العملية مناسبةً للمريض أم لا بناءً على عدّة عوامل، أهمّها:[٢]

  • أهمية جراحة الدماغ بهذه الطريقة في إزالة الورم دون الإضرار بالأجزاء الأخرى من الدماغ.
  • الصحة العامة للمريض، إذ لا يتم إجراء جراحة الدماغ أثناء استيقاظ المريض للمرضى الذين يعانون من بعض أنواع توقّف التنفس أثناء النوم، أو زيادة الوزن والسمنة.
  • قدرة المريض على التزام الهدوء أثناء الإجراء، والاستجابة لتعليمات جراح الأعصاب.

كما يتضمّن هذا اللقاء شرح إجراءات العملية للمريض، وفوائدها والنتائج المتوقعة، إضافةً إلى مناقشة مخاطر العملية والمضاعفات المحتملة، كما يتمّ تحديد نوع التخدير الأنسب للمريض، إذ يمكن استخدام أنواع مختلفة منه، من ضمنها:[٢]

  • التخدير الموضعي لفروة الرأس، مع بقاء المريض مستيقظًا طوال العملية.
  • تخدير المريض موضعيًا في بداية العملية، وإيقاظه عندما يكون جرّاح الأعصاب جاهزًا لإزالة ورم الدماغ، ثمّّ يخدّر طبيب التخدير العصبي المريض مرّةً أخرى.
  • التخدير العام للمريض في بداية العملية وفي نهايتها، إذ يكون المريض فاقدًا للوعي في بداية العملية، ويستيقظ عندما يكون الجرّاح مستعدًا لإزالة الورم من الدماغ، ثمّ يعود للنوم مرّةً أخرى بعد ذلك.


إجراءات أثناء التحضير للعملية

تتلخّص إجراءات عملية جراحة الدماغ بالخطوات الآتية:[٣]

  • تخدير المريض باستخدام التخدير المناسب.
  • وضع رأس المريض في موضع ثابت؛ لإبقائه بلا حركة أثناء العملية، ولضمان دقّة الجراحة.
  • قص جزء من الشعر، وعمل شق جراحي في فروة الرأس، وإزالة جزء من الجمجمة إلى أن يصل الجرّاح إلى الدماغ.
  • إجراء رسم خرائط الدماغ؛ لتوفير خريطة متكاملة للمراكز الدماغية التي تتحكّم بالوظائف الأساسية، كالرؤية، أو التحدث، أو الحركة، وذلك أثناء استيقاظ المريض.
  • إيقاظ المريض، بالتوقّف عن إعطائه جرعات من الأدوية المهدئة وأدوية التخدير، وطرح جرّاح الأعصاب أو اختصاصي أمراض التخاطب واللغة بعض الأسئلة على المريض أثناء الجراحة، أو الطلب منه التعرّف على الصور والكلمات على البطاقات أو الحاسوب يكون قد رآها قبل الجراحة، كما يمكن أن يطلب الطبيب القيام ببعض الحركات، مثل عدّ الأرقام، وغيره من النشاطات وردود الأفعال؛ إذ تُساعد هذه الاستجابات في تحديد المناطق الوظيفية في الدماغ وتجنّب الاقتراب منها.
  • إزالة أكبر قدر ممكن من الورم الدماغي أو بؤرة الصرع، مع المحافظة على تقليل مخاطر الإضرار بوظائف الجسم المهمة بمهارة عالية، عن طريق استخدام خرائط الدماغ، وصور الحاسوب ثلاثية الأبعاد.
  • إعادة تخدير المريض بعد الانتهاء من الجراحة؛ لإعادة تثبيت جزء الجمجمة الذي أزيل في بداية العملية.


إجراءات بعد للعملية

يخضع المريض بعد الجراحة لفحص تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)؛ لضمان اكتمال استئصال الورم أو البؤرة الصرعية، وغالبًا ما يبقى المريض في وحدة الرعاية المركزة لمدة معينة، ويمكث في المستشفى مدّة يومين إلى ثلاثة أيام لمراقبة وضعه الصحي ووظائفه الحيوية بعد العملية.[٣]


التعافي بعد إجراء عملية فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض

عادةً ما يكون التعافي بعد هذه الجراحة أسرع بكثير من جراحات الدماغ التقليدية، لا سيّما عند استخدام التخدير الموضعي بدلًا من التخدير الكامل، وقد تستغرق مرحلة التعافي بضعة أسابيع، وغالبًا ما يشعر المريض خلال الأسبوعين الأولين بعد الجراحة بالصداع الذي يمكن السيطرة عليه باستخدام مسكنات الألم البسيطة، كما يشعر بالتعب والحاجة إلى الراحة أكثر من المعتاد، ومع ذلك يجب عليه ممارسة بعض التمارين البسيطة، مثل المشي كل يوم،[٤] وعادةً ما يتعافى بصورة كاملة خلال ستة أسابيع إلى ثلاثة أشهر.[٣]


ما النتائج المترتبة على فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض؟

في حال الخضوع لهذه الجراحة لعلاج مرض الصرع غالبًا ما يمكن ملاحظة تحسن واضح في النوبات بعد الجراحة، وقد يشفى بعض المرضى من نوبات الصرع تمامًا، في حين تنتاب البعض الآخر نوبات أقل تكرارًا مما كانت عليه قبل إجراء الجراحة، لكن قد تفشل العملية في بعض الحالات ولا يحدث أي تغيير في تواتر النوبات لدى بعض المرضى، أمّا في حال إجراء العملية لإزالة ورم من الدماغ فغالبًا ما يحتاج المريض إلى الخضوع لعلاجات إضافية، مثل العلاج الإشعاعي أو الكيميائي؛ لإزالة الورم كاملًا، إذ قد يتبقى جزء صغير منه بعد الجراحة.[٣]

عادةً ما يتم تحديد موعد مع الطبيب بعد 5-7 أيام من إجراء الجراحة؛ للتحقق من تعافي المريض وإعطائه نتائج خزعات الورم، كما تتم إزالة الغرز الجراحية، وتقديم النصح بشأن الرعاية الإضافية، والإجابة عن جميع أسئلة المرريض واستفساراته.[٤]


ما هي مخاطر فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض؟

قد تُؤدي عملية جراحة فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض -كغيرها من العمليات الجراحية- إلى حدوث مجموعة من الآثار الجانبية والمضاعفات، وتتباين هذه المضاعفات بين المرضى اعتمادًا على حجم الورم، وموقعه في الدماغ، ونوعه، إضافةً إلى الصحة العامة للمريض، وعمره، وعمومًا تتضمن ما يأتي:[٤]

  • العجز العصبي المؤقت أو الدائم، بما في ذلك شلل الأطراف، أو فقدان القدرة على الكلام.
  • الجلطات الدموية.
  • تورم الدماغ.
  • تسرب السائل النخاعي.
  • النوبة القلبية.
  • تخثر الأوردة العميقة، كحدوث الجلطة الدموية في الساق.
  • الانصمام الرئوي، الذي يحدث نتيجةً لانتقال التجلّط الدموي من الساقين إلى الرئتين.
  • الالتهاب الرئوي.
  • العدوى.
  • النوبات التشنجية أثناء العملية في بعض الحالات النادرة، الأمر الذي يستدعي التحويل إلى تقنية التخدير العام.


متي يجب مراجعة الطبيب؟

عادةً ما تتسبب عملية فتح الدماغ أثناء استيقاظ المريض بظهور بعض الأعراض على المريض، لكن يجب مراجعة الطبيب فورًا أو طلب المساعدة الطبية الطارئة في حال حدوث الأعراض الآتية:[٤]

  • الصداع الذي يزداد سوءًا تدريجيًّا.
  • زيادة الألم أو التورم في جرح العملية.
  • الحمّى.
  • زيادة النعاس.
  • الطفح الجلدي.
  • خروج الإفرازات من جرح العملية.
  • تطوّر أعراض جديدة أو شديدة، بما في ذلك الضعف العام، أو التنميل.
  • النوبات التشنجية.


المراجع

  1. "Awake Brain Surgery Isn't Just on ‘Grey's Anatomy’", healthline, Retrieved 2020-6-29. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Awake Brain Surgery (Intraoperative Brain Mapping)", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-6-29. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Awake brain surgery", mayoclinic, Retrieved 2020-6-29. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Awake craniotomy", uhs, Retrieved 2020-6-29. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×