مفهوم الحمد
الحمد: هو الثناء الحسن على الله عز وجل، لأنّ الله وحده هو المتصف بصفات الكمال وصفات الجلال اللازمة، والحمد من أفضل العبادات، فالعبد يثني على الخالق عز وجل بما هو أهل له، والله سبحانه وتعالى يحب الحمد، وعباده الحامدين، وأفضل الحمد هو توحيد الله عز وجل، بقول: "أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، تحيي وتميت، وأنت على كل شيء قدير".[١]
ما هو فضل الحمد؟
فضائل الله عز وجل لا متناهية، وغير معدودة فقد خص الله عز وجل بني البشر، وكرمهم وفضلهم، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾.[٢]
ووجب على الإنسان حمد الخالق وشكره على عطاياه وللحمد فضائل منها:[٣]
- إنّ في الشكر والحمد رفعة للشأن.
- الثناء على الحامدين.
- إنّ الحمد يكون لفئة خاصة من الناس، وليس للجميع؛ لأنّ الله إذا أحب عبداً قربه إليه بالثناء والحمد.
- الحمد غاية الخلق، فقد خلقنا الله عز وجل وجعلنا مستخلفين في الأرض، وأسبغ علينا نعمه وأمرنا بالحمد.
- وعد الله من يحمده بأحسن الجزاء، فلهم السعادة في الدنيا والآخرة، ولهم جنات المأوى بما حمدوا الله على عطاياه.
- الحمد سبب لمزيد من العطاء، فكلما رضي العبد واستسلم لأمر الله، زاده الله من فضله ورزقه من رزقه الواسع، وأرضاه في الدنيا، ونال حب الناس لأنّ الله إذا أحب عبده رزقه حب عباده.
- يحفظ الله النعم بالحمد، فبالحمد تدوم النعم، وتعم البركة، ويحفظ الله للعبد أهله وماله وولده، فإن رضي العبد هان كل شيء عليه، لأنه يعلم أن المقادير بيد الواحد الأحد القدير الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
- الشكر عبادة، فمن شكر الله عبده ومن لم يفعل فلم يعبد الله حق عبادته، ورضا الله في شكره، وأول وصية وصى بها الله عز وجل الإنسان هي الشكر له وللوالدين.
نعم الله على العباد التي نحمد الله عليها
نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، ومهما حمدناه جل في علاه لن نعطيه حقه، ومن تلك النعم ما يأتي:[٤]
- نعم مادية: وهي كل ما أوجده وخلقه الله عز وجل في هذا الكون للإنسان، قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ).[٥]
- نعم روحية: وهي الدين الذي أرسل الله رسله به، لهداية البشرية وإسعادهم، والفوز بالدنيا والآخرة، وهذه نعمة عظيمة مَنَّ الله علينا بها، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)،[٦] وقد أرسل الله رسلنا بالحق، لنعبد الله حق عبادته، فالحمد لله دائماً وأبداً حمداً طيباً مباركاً فيه، قال تعالى: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.[٧]
المراجع
- ↑ محمد حسن عبدالغفار، شرح متن أبي شجاع، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ سورة الاسراء ، آية:70
- ↑ عبد الرزاق بن محسن البدر، فقه الأدعية والأذكار، صفحة 269-271. بتصرّف.
- ↑ محمد بن ابراهيم التويجري، موسوعة الفقه الاسلامي، صفحة 530. بتصرّف.
- ↑ سورة الجاثية، آية:13
- ↑ سورة الأنبياء ، آية:107
- ↑ سورة الجاثية، آية:36