محتويات
فضل قول لا إله إلا الله
تعد جملة "لا إله إلا الله " أفضل ما يقوله العبد في حياته، فبعدها يدخل الإسلام، وينجو في الدنيا والآخرة من الكفر والعصيان، والخلود في النيران، ومن فضائل لا إله إلا الله ما ما يأتي:
من قالها دخل في الإسلام
ويدلّ على ذلك قصة المشرك الذي قال: لا إله إلا الله، وقتله الصحابي أسامة بن زيد بعدها في المعركة ظنّاً منه أنّه قالها خوفاً، فعاتبه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: (يا أسامة، أقتلته بعدما قال لا إله إلا الله)،[١] والمقصود هنا أن من قال "لا إله إلّا الله" دخل الإسلام، ولا يدخل الإسلام إلّا بها، وأجمع أهل العلم على ذلك.[٢]
شفاعة النبي يوم القيامة لمن قالها مُخلصاً من قلبه
ودليل ذلك ما رواه البخاري في صحيحه، من حديث أبي هريرة قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه).[٣]
كلمة لا إله إلا الله أثقل الأعمال أجوراً يوم القيامة
إنّ هذه الكلمة هي أساس الدين والركن الأول من أركان الإسلام، جاء في الحديث الصحيح: (فتخرجُ بطاقةٌ فيها أشهد أن لا إله إلا اللهُ، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، فيقول: أحضر وزنك. فيقول: يا رب! ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال: فإنك لا تُظلم، فتُوضَعُ السِّجلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ، فطاشَتِ السِّجِلَّاتُ، وثَقُلَتِ البطاقةُ، ولا يثقُلُ مع اسمِ اللهِ تعالى شيءٌ).[٤]
براءة من الشرك
حيث إن جوهر كلمة التوحيد هو عبادة الله وحده، والتبرؤ من عبادة غيره، فمن قالها كان موحداً لله -تعالى-، وبريئاً من الشرك، وقد عرف المشركون أنّ قول لا إله إلا الله يعني البراءة من الشرك، والبراءة من ادّعاء الألوهية لغير الله، لذا نقل الله -تعالى- استنكارهم فقال عنهم: (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَاب).[٥][٦]
وعلم المشركون أنّ مجرد قولها يعني البراءة قلباً وقولاً وعملاً من الشرك ومن الآلهة الأخرى، لذا كانوا يستكبرون عن قولها، قال -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُون)،[٧] فإنّ نصف كلمة التوحيد (لا إله) تختص بنفي الشركاء لله -تعالى-.[٦]
كلمة التوحيد
تعد كلمة لا إله الا الله هي كلمة التوحيد وتظهر أهيمتها فيما يأتي:
- هي الكلمة التي بُعث بها كل الأنبياء والرسل، فقد قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون).[٨]
- كلمة التوحيد هي أول ما يدعى إليه الإنسان؛ لأهميتها فلا يُقبل قول ولا عمل بدونها،[٩] قال -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه-: (فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى).[١٠]
- التفريط بها هو سببٌ من أسباب إحباط العمل، فقد قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين)،[١١] ويقول السعدي في تفسير هذه الآية: أنّ الدعوة للتوحيد كان في نبوة جميع الأنبياء، وأن الشرك هو عملٌ محبطٌ لجميع الأعمال.[١٢]
مفتاح الجنة
ذُكر فيما سبق أهمية لا إله إلا الله، لذا تُعد وكأنّها مفتاح الجنة، فلا دخول للجنة بدونها، وقد أخرج البخاري أنه قِيلَ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ: (أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله؟ قال: بلى)،[١٣]لكنه خشي أن يعتمد الناس على قول الكلمة دون العمل بها فقال: (وَلَكِنْ لَيْسَ مِفْتَاحٌ إِلَّا لَهُ أَسْنَانٌ، فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ، وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ)،[١٣] والمقصود بأسنان لا إله إلا الله: التزام أوامر الله -تعالى- ونواهيه.
أفضل الكلام
تعدّ لا إله إلا الله أفضل الكلام وذلك لما يأتي:
- لأنّها أعلى وأفضل شعب الإيمان، فقال -صلى الله عيه وسلم-: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ).[١٤]
- لأنّها دعاء الأنبياء، وأفضل دعاء يوم عرفه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).[١٥]
- إنّ لا إله إلا الله هي الكلمة الطيبة[١٦]، فقال الله-تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون).[١٧]
تعصم الدم
إنّ من فضل لا إله إلا الله أنها كلمات قليلة بأحرف يسيرة، مَن قالها فقد عصم دمه ولو كان في ساحة الحرب، كما سبق في قصة أسامة -رضي الله عنه-، فيقول -عليه الصلاة والسلام-: (أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حتَّى يقولوا لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا، وصَلَّوْا صَلَاتَنَا، واسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وذَبَحُوا ذَبِيحَتَنَا، فقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وأَمْوَالُهُمْ، إلَّا بحَقِّهَا وحِسَابُهُمْ علَى اللَّهِ)،[١٨] فلا يحلُّ الاعتداء عليه أو أخذ ماله، فهو معصوم الدم والمال والعِرض.[١٩]
كلمة الحقّ والصدق والعُروة الوثقى
يظهر فضل لا إله إلا الله من خلال الصفات الحميدة التي اتصفت بها، ومن هذه الصفات ما يأتي:
- وصفت بأنّها كلمة الحق[٢٠]، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ).[٢١]
- وصفت لا إله إلا الله بأنها كلمة الصدق[٢٢]، ويظهر ذلك من قوله -تعالى-: (وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون).[٢٣]
- وصفت لا إله إلا الله بأنّها العروة الوثقى[٢٤] ،ودليلُ ذلك قوله -تعالى-: (وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ).[٢٥]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:4269، صحيح.
- ↑ النووي، شرح النووي على مسلم، صفحة 149. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6570، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع الصغير وزيادته، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1776، صحيح.
- ↑ سورة ص، آية:5
- ^ أ ب عبد الرحمن بن ناصر البراك، شرح كلمة الإخلاص لابن رجب، صفحة 131. بتصرّف.
- ↑ سورة الصافات ، آية:35
- ↑ سورة الأنبياء، آية:25
- ↑ علي بن إبراهيم بن داود المعروف بابن العطار، العدة في شرح العمدة في أحاديث الأحكام، صفحة 797. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:7372، صحيح.
- ↑ سورة الزمر، آية:65
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن، صفحة 729. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن --، الصفحة أو الرقم:1237، رواه معلقا قبل حديث 1237 ووصله أبو نعيم في (حلية الأولياء) (4/66).
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:35، صحيح.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:572، حسن.
- ↑ محمد بن عبد الله بن عيسى المعروف بابن أبي زمنين، تفسير القرآن العزيز، صفحة 368. بتصرّف.
- ↑ سورة إبراهيم، آية:25-24
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:392، صحيح.
- ↑ عبد الكريم الخضير، شرح المحرر في الحديث، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ، زاد المسير في علم التفسير، صفحة 86. بتصرّف.
- ↑ سورة الزخرف ، آية:86
- ↑ محمد بن غسماعيل المقدم، سلسلة الإيمان والكفر، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:33
- ↑ إبراهيم بن السري بن سهل أبو إسحاق الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، صفحة 199. بتصرّف.
- ↑ سورة لقمان، آية:22