الغناء
يُمكن تعريف الغناء على أنّه أحد الفنون الصوتيّة المُعتمدة في أساسِها على الصوت البشريّ من خلال بعض التقنيات التي تساعد الإنسان على إظهار الصوت بشكلٍ جماليّ مختلف عن طريق التحدّث الاعتيادي، ومن التقنيات التي يستخدمها ممارسو هذا الفن الإنساني لإظهار أصواتهم بشكل جمالي وتحسينها ملء الرئتين بالهواء، وإطالة النفَس، وتحريك اللسان والشفتين وبعض أجزاء الرأس من أجل تضخيم بعض الحروف أو ترقيقها لإخراج الكلمات المنطوقة بطريقة أجمل، وهناك العديد من أنواع الغناء وبعض الفنون المرتبطة بالفن الغنائي، ومن بينهما فن الدويتو، والسؤال الذي يُطرح: ما هو فن الدويتو؟ وما الذي يميزيه عن الفنون الغنائية الأخرى؟ وفي هذا المقال سيتم الإجابة عن سؤال: ما هو فن الدويتو.[١]
ما هو فن الدويتو
إن الإجابة عن سؤال: ما هو فن الدويتو تتمثل في أنه أحد الفنون الغنائية التشاركية الذي يكون على شكل حواريّة غنائيّة أو موسيقيَّة بين اثنين من ممارسي فن الغناء أو فن العزف على الآلات الموسيقية وخاصة آلة البيانو، وفي هذا الفن الغنائيّ يكون لكل طرف من أطراف الثنائين الغنائية أو الموسيقية دور محدد يغني أو يعزف فيه بشكل منفرد عن شريكه، ومن أبرز ما يساعد المقطوعات الغنائية أو الموسيقية على النجاح في فن الدويتو وجود التناغم والانسجام بين المؤدين الصوتيين أو العازفين، حيث يساعد ذلك على ظهور المقطوعة الموسيقية أو الغنائية بقدر كبير من التناغم الصوتي والحِسِّي وكأن الثنائي المؤدي لهذا الفن الغنائي صوت واحد.[٢]
وفي إطار الإجابة عن سؤال: ما هو فن الدويتو، لا بُدَّ من الإشارة إلى أن فن الدويتو كان شائعًا في عصر النهضة، حيث تم استخدام هذا الفن الغنائي بشكل كبير في ذلك العصر ليكون فن الدويتو من أبرز سمات الموسيقى في عصر النهضة، فضلًا عن أن هذا الفن الغنائي التشاركي يتداخل بشكل كبير مع فن الأوبرا، حيث شاع استخدام هذا الفن الغنائي في دور الأوبرا في القرن السادس عشر الميلادي، كما شاع استخدامه في القرن السابع عشر الميلادي وتحديدًا في إيطاليا وفي بعض مناطق فرنسا، ومن أبرز الأفكار التي كان فن الدويتو يرسخها في تلك الفترة فكرة الحب، والوحدة بعد الصراع، والمآسي الإنسانية، والانتقام.[٢]
تاريخ فن الدويتو
في إطار الإجابة عن سؤال: ما هو فن الدويتو لا بُدَّ من الإشارة إلى تاريخ هذا الفن الغنائي، حيث بدأت ملامح هذا الفن بالتشكُّل في القرن التاسع الميلادي، وكان ذلك بواسطة الرهبان من خلال إضافة أصوات ملحَّنة مع الأصوات الأصلية، مما شكَّل ثنائية صوتية غاية في الجمال، خاصة في ظل وجود تفاوت في نبرات الأصوات والأصوات الغنائية التي أعطت الأداء الصوتي مزيدًا من التنوع والحياة، وهناك العديد من الثنائيات الغنائية التي اشتهرت في العصور الموالية، وكان من أهم الأسباب التي ساهمت في زيادة شهرة هذه الثنائيات وانتشارها بشكل كبير جودة الأداء الصوتي، ووجود درجة عالية من تعدد الألحان، والتناغم الغنائي.[٣]