محتويات
ما هو مد التمكين؟
يُعرّف مدُ التمكين على أنّه المد الذي يُؤتى به للفصل بين يائين؛ كقولهِ -تعالى-: (فِي يَوْمَيْنِ)،[١] أو بين واوين؛ كقوله -تعالى-: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا)،[٢]وهو من أنواع المد الأصلي،[٣] فهذا المد يكون لإثبات الواو أو الياء إذا جاء بعدهما حُرفٌ مُماثلٌ لهُما؛ مخافة إدغامُهما إو إسقاطُهُما، وهو من قبيل المد الطبيعيّ، ويُمد بمقدار حركتان.[٤]
وعرّفه بعضُ عُلماء التجويد بقولهم: أنه الياء المديّة إذا جاءت قبل ياءٍ مُتحركة، أو الواو المديّة إذا جاءت قبل واو مُتحركة، ويدُخل فيه أيضاً إذا اجتمعت يائين؛ الأولى مُشددة، والثانية ساكنة، كقوله -تعالى-: (حُيِّيتُمْ)،[٥] وهذا المد يكون لمنع إدغام الواو المديّة إذا جاءت قبل الواو المُتحركة، والانتباه لتشديد الياء الأولى إذا جاءت قبل الياء الساكنة،[٦] ومن أمثلته؛ قوله -تعالى-: (يُحْيِي وَيُمِيتُ)،[٧] وقوله -تعالى-: (يَلْوُونَ)،[٨]وهو أحد أنواع المدود التي تلحق بالمد الطبيعيّ أو الأصلي.[٩]
حكم مد التمكين
يُعدُّ مد التمكين أحد انواع المُدود المُلحقة بالمد الطبيعيّ، ويُمد بمقدار ألف؛ أي حركتان،[٤] وهو من المُدود التي ليس لرواية حفصٍ فيها إلا القصر؛ وهو المد بمقدار حركتين؛ لأنه يلحق بالمُدود الطبيعيّة أو الأصليّة، وهي المدُود التي لا تقوم ذات الحرف إلا بها.[٩]
سبب التسمية بمد التمكين
ذهب عُلماء التجويد في أنَّ سبب تسمية مد التمكين بهذا الاسم أنَّ المد فيه يخرجُ مُتمكناً بسبب الشدة،[١٠] وقيل: لأن القارئ يتمكن من تطبيقه ولفظه بسبب الشدة؛ إذ إنَّ الياء الأولى مشددة مكسورة، والثانية تكون حرف مد، وأفرده العُلماء باسمٍ مُستقل مع أنه يلحق بالمد الطبيعيّ،[١١] وسُمّي بالتمكين؛ لأن الشدة الواقعة قبله مكنته بمقدار حركتين.[١٢]
أمثلة على مد التمكين
توجد الكثير من الأمثلة في القُرآن الكريم على مد التمكين وحالاته، ومنها ما يأتي:[١٣]
- الحالة الأولى: وقوع الياء المديّة بعد الياء المُشددة المكسورة، ومثالها كلمتي: "الأُميِّين"، الواردة في قوله -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)،[١٤]وكلمة: "النَّبيِّين" الواردة في قوله -تعالى-: (وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ).[١٥]
- الحالة الثانيّة: وُقوع الواو الساكنة المضموم ما قبلها، وأن تقع بعدها واو مُتحركة، كقوله -تعالى- في سورة آل عمران: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ)،[١٦] ومثل: "قَالُوا وَأَقْبَلُوا"، أو وُقوع الياء الساكنة المكسور ما قبلها وبعدها ياء مُتحركة، ككلمة "الذي يوسوس" الواردة في قوله -تعالى-: (الَّذِي يُوَسْوِسُ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)،[١٧] ويكون تمكين المد في هذه الحالة لمنع إدغامها أو إسقاطُها.
- الحالة الثالثة: وُقوع الواو المدية بعد الواو المضمومة، ككلمة: "يَلْوُونَ"، أو وُقوع الياء المديّة بعد ياء مكسورة ككلمة: "يُحْيي"، وكلمة: "لاَ يَسْتَحْيِي أَنْ"، الواردة في قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا).[١٨]
المراجع
- ↑ سورة فصلت، آية:9
- ↑ سورة العصر، آية:3
- ↑ على الله أبو الوفا (2003)، القول السديد في علم التجويد (الطبعة 3)، المنصورة:دار الوفاء ، صفحة 121. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد القضاة، أحمد شكري، محمد منصور (2001)، مقدمات في علم القراءات (الطبعة 1)، عمان:دار عمار، صفحة 132. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:86
- ↑ خالد الجريسي، معلم التجويد، صفحة 65-66، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة الحديد، آية:2
- ↑ سورة آل عمران، آية:78
- ^ أ ب حليمة سال (2014)، القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة (الطبعة 1)، الإمارات:دار الواضح ، صفحة 174، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عطية نصر، غاية المريد في علم التجويد (الطبعة 7)، صفحة 118. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين (2002)، الموسوعة القرآنية المتخصصة، مصر:المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 392، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ لا يوجد (1402)، المختصر المفيد في أحكام التجويد (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الإيمان ، صفحة 618. بتصرّف.
- ↑ حامد العاني (1-10-2014)، "المدود الملحقة بالمد الطبيعي"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الجمعة، آية:2
- ↑ سورة آل عمران، آية:80
- ↑ سورة آل عمران، آية:200
- ↑ سورة الناس، آية:5
- ↑ سورة البقرة، آية:26