محتويات
مرض ms
مرض ms أو التصلب اللويحي المتعدد هو مرض من أمراض المناعة الذاتية، تقوم فيه الخلايا المناعية -التي وظيفتها مهاجمة أي مايكروب دخيل على الجسم- بمهاجمة جهاز المريض العصبي وتتسبب بأضرار بالغة له، ولهذا المرض قدرة ذاتية على إعاقة وظيفة الجهاز العصبي المركزي المتمثل بالدماغ والحبل الشوكي، فيقوم جهاز المناعة بمهاجمة المادة التي تغطي الألياف العصبيّة والمعروفة باسم المايلين، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل في قدرة الدماغ على الاتصال بالأجزاء المتبقيّة من الجسم. مع الوقت يزداد تأثير المرض، فيؤدي بالنهاية إلى حدوث أضرار دائمة في الجهاز العصبي.
تختلف أعراض وعلامات الإصابة بالمرض بين الأشخاص بناءً على مقدار التلف الحاصل وعلى الأعصاب التي تمت مهاجمتها من قِبَل الجهاز المناعي، ومن الأمثلة على الآثار الناتجة عدم قدرة بعض الأفراد على السير من جديد، أو عدم قدرتهم على السير بطريقة طبيعية، وقد يصيب المرض بعض الأفراد ويبقون فترةً طويلةً دون المعاناة من أعراض.
ولا يوجد علاج حالي لمرض التصلّب اللويحي المتعدد، ويمكن أن تساعد العلاجات في الشفاء من تأثير هجمات الجهاز المناعي، والتحكم بأعراض المرض[١]، إلا أن هناك الكثير من الأبحاث التي تعمل على إيجاد علاج جيني للمرض، وقد تكون النتائج واعدةً[٢].
أسباب الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد (ms)
سبب الإصابة بمرض التصلّب اللويحي لا يزال مجهولًا، إلا أن العلماء يعتقدون أن مجموعةً من العوامل الوراثية والعوامل البيئيّة تساهم في زيادة خطر الإصابة، وقد يعد سبب المرض الرئيس هو تعرّض نبضات الجسم العصبية الكهربائية للانقطاع أو تقلّ حدّتها بسبب نسيجٍ ندبي دائم يتكون بعد الالتهاب، والناتج عن تسبب الجهاز المناعي بتلف دائم للدماغ، بالإضافة إلى عدّة عوامل أخرى تساهم في الإصابة، يُذكَر ما يأتي:[٣]
- العوامل البيئيّة: على الرغم من أن السبب المسؤول عن المرض غير معروف لليوم، لكن يرى العلماء أن العوامل البيئيّة قد تساهم بنسبة كبيرة في التسبب به بالتعاون مع عدّة عوامل أخرى، ومن هذه العوامل ما يأتي:
- التدرج الجغرافي: حيث أثبت الدّراسات أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق بعيدة عن خط الاستواء أكثر عرضةً للإصابة بالمرض من غيرهم.
- فيتامين د: هناك العديد من الدراسات التي تثبت علاقة فيتامين (د) بالتّسبب بمرض التصلّب اللويحي، حيث إن انخفاض مستوى هذا الفيتامين في الدم يساهم في الإصابة بالمرض؛ لأن فيتامين د من الفيتامينات التي تعزز عمل جهاز المناعة، وهذا يفسر تزايد احتمالية إصابة الأشخاص بالمرض مع الابتعاد عن خط الاستواء؛ لأن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من خط الاستواء أكثر تعرّضًا لفيتامين د من الذين يعيشون بعيدًا عنه.
- التدخين: هناك أيضًا أدلّة متزايدة على أن التدخين قد يسبب الإصابة بمرض التصلب اللويحي، حيث أشارت الدراسات إلى أنه يعمل على تسريع تطوّر المرض، وأشارت أيضًا إلى أن التوقف عنه قبل أو بعد الإصابة يؤدي إلى تباطؤ في التلف الذي يحصل بسبب المرض.
- السمنة: أظهرت الدراسات أن السمنة الزائدة في مرحلتي الطفولة والمراهقة -خاصّةً بين الفتيات- تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، كما تسهم السمنة في التسبب بالالتهابات الناتجة عنه.
- العوامل الوراثيّة: مرض التصلب اللويحي ليس مرضًا موروثًا، لكن قد تلعب الوراثة دورًا في خطر الإصابة، خاصةً إذا كان القريب من الدرجة الأولى، كالأشقاء والأبناء، وتم التعرف على 200 جين يسهم في نسبة قليلة من الإصابة.
- الإصابة بالعدوى: تسهم بعض أنواع البكتيريا والفيروسات في الإصابة بمرض ms، مثل: فيروس الحصبة، وفيروس الهربس، وتجرى الدراسات حاليًا على فيروس ايبشتاين-بار، والذي يسبب داء كثرة الوحيدات، حيث أشارت الكثير من الدراسات إلى أن الإصابة السابقة بهذا الفيروس قد تؤدي إلى الإصابة اللاحقة بمرض التصلّب اللويحي.
أنواع مرض التصلب اللويحي المتعدد (ms)
ينقسم مرض التصلب اللويحي إلى أربعة أقسام أساسيّة، هي كالآتي:[٤]
- الناكس الهاجع.
- المترقي الثانوي.
- النمط الأوليّ المترقي.
- النمط المترقي-الناكس.
مضاعفات الإصابة بمرض التصلب اللويحي (ms)
مرض التصلب اللويحي المتعدد أو ms يصيب الأشخاص في أي عمر، إلا أنّه عادةً ما يصيب الذين تتراوح أعمارهم بين 16-55 عامًا، بالإضافة إلى أن النساء يتعرضن لمرض MS ضعفي النسبة لدى الرجال[٥]. وتظهر عدّة أعراض مبكّرة على المُصاب، يُذكر منها ما يأتي:
- مشاكل في النظر: كالرؤية غير الواضحة و/أو المزدوجة المتزامنة، أو انعدام الرؤية مع آلام في عيني المريض؛ لأن الالتهاب المصاحب للمرض يؤثر على العصب البصري، بالتالي يؤثر على الرؤية المركزيّة ويؤدي إلى حدوث المشاكل السابقة.
- الشعور بالوخز والخدر في مناطق معينة في الجلد: لأن المرض يؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى إرسال إشاراتٍ عصبيّة متضاربة إلى أجزاء الجسم، وقد يؤدي أيضًا إلى خلل الجهاز العصبي في إرسالها، مما يؤدي إلى الشعور بالخدر، ويعد الشعور بالخدر والوخز من العلامات الأكثر دلالةً على الإصابة بالمرض، وعادةً ما يصيب الوجه، والذراعين، والساقين، والأصابع.
- تشنجات وتصلبات عضلية: هذه الأعراض شائعة أيضًا، حيث يشعر المريض بوجود تصلب في المفاصل والعضلات، بالإضافة إلى إصابة الأطراف برعشة لا يمكن السيطرة عليها، وغالبًا ما يحدث التصلب في القدمين، وقد يصيب الظهر أيضًا.
- ألم في العضلات ومفاصل الأطراف: هذه الأعراض شائعة مع مرض التصلب اللويحي، وأظهرت الدراسات أن نصف المصابين بالمرض يعانون من آلام مزمنة.
- الشعور بتعب مفرط ووهن في الجسم: حيث إن الشعور بتعبٍ غير مبرر يصيب ما نسبته 80% من مرضى التصلّب اللويحي في مراحه المبكرّة، ويصبح الشعور بالتعب أقوى ويستمرّ لأسابيع مع تقدّم الحالة المرضيّة، ويكون الشعور بضعف القدمين الأكثر وضوحًا في بداية المرض.
- خلل في توازن الجسم وتنسيق عمل العضلات: حيث إن الخلل في تنسيق التّوازن يؤدي إلى الحدّ من قدرة المريض على الحركة، خاصّةً قدرته على السير.
- الشعور بالدوخة: مرضى التصلب اللويحي أو ms يشعرون بدوخةٍ قوية كما لو أن ما حولهم يدور، ويحدث هذا غالبًا عند الوقوف.
- خلل في وظيفة المثانة: تصيب هذه الحالة 80% من المرضى، وقد يؤدي هذا الخلل إلى التبول المتكرر، أو الإحساس بحاجة ملحّة إلى التبول.
- العجز الجنسي: تعد القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسيّة مشكلةً؛ لأنها تبدأ من الجهاز العصبي، وهذا الجهاز يكون في حالة اضطراب وعجز عند مريض التصلب اللويحي أو ms.
- مشاكل الإدراك والمعرفة: يعاني نصف مرضى التصلب اللويحي من مشاكل في قدراتهم المعرفيّة والإدراكيّة، وتشمل هذه المشاكل النقاط الآتية:
- نقص أو اضطرابات في التركيز.
- مشاكل الذاكرة.
- مشاكل اللغة والقدرة على الكلام.
- صعوبة في بقائه منظمًا.
- تغيرات في الصحة النفسية: يصاب المريض بعدّة تغييرات في حالته النفسيّة، يُذكر منها ما يأتي:
- الاكتئاب والقلق الدائم.
- نوبات من البكاء والضحك الشديد غير المفسر.
- تقلب المزاج.
تجدر الإشارة إلى أنه عند تفاقم المرض تزداد مشاكل عدم الاتزان ويمكن أن تبدأ أعراض معينة، منها ما يأتي:[٦]
- التبول اللّاإرادي.
- مشاكل في انتصاب قضيب الرجال.
وفي حالات المرض المتقدّمة تصبح الأعراض سابقة الذكر مزمنةً تلازم المريض، مما يؤدي إلى حدوث ما يأتي:
- نقص قدرة المريض على تحريك مفاصله[٦].
- ضمور في العضلات وانخفاض شديد في حركتها[٦].
- التهابات متكررة في المسالك البولية[٦].
- إصابة المريض بوهن عضلي أو شلل تام خلال الهجمة المرضية، مما يحد من الحركة[٦].
- ترقق أو هشاشة في العظام[٧].
تشخيص مرض التصلب اللويحي (ms)
التصلب اللويحي المتعدد صعب التشخيص؛ لتشابه الأعراض المرضية التي يتسبب بها مع عدد من الأمراض العصبية المختلفة الأخرى، كما أن الأعراض الأولية للمرض كالتشنّج في عضلات الأقدام أو حدوث خلل في النظر يُهمله المريض في أغلب الأحيان؛ لأنه يتحسن تمامًا في ما بعد. يتم التشخيص عند تكرار بعض أو كل الأعراض التي ذكرت سابقًا بكثرة، والتكرار يكون خلال فترة أشهر وربما سنوات عند بعض المرضى، لذا فإن بعض الفحوصات كتصوير الرنين المغناطيسي أو فحوصات سائل النخاع الشوكي تكون بلا قيمة في وضع التشخيص دون شعور المريض بالأعراض، ومن الفحوصات التي يتم إجراؤها ما يأتي:[٥]
- تحليل الدم.
- البزل القطني.
- صورة الرنين المغناطيسي.
- اختبار الجهد المستثار.
علاج التصلب اللويحي المتعدد (ms)
لا يوجد علاج يؤكد الشفاء أو تخفيف حدّة الأعراض حتى الآن، لكن علاج بعض الأعراض يساعد في رفع مستوى نوعية حياة المريض ويثبِّط حدة نوبات المرض، وهذه العلاجات أو التدابير العلاجية يتم وصفها وتحديدها من قِبل الطبيب المختص[٦]، ويجدر بالذكر أن الطبيب يلجأ إلى العلاجين الآتين لعلاج النوبات:[٥]
- الستيروئيدات.
- فصل البلازما أو تبادل البلازما.
المراجع
- ↑ "Multiple sclerosis", www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-10-21. Edited.
- ↑ "Unique gene therapy prevents, reverses multiple sclerosis in animal model", news.ufl.edu, Retrieved 2019-10-21. Edited.
- ↑ "What Causes MS?", www.nationalmssociety.org, Retrieved 2019-10-21. Edited.
- ↑ "What Are the Different Types of Multiple Sclerosis?", www.webmd.com, Retrieved 2019-10-21. Edited.
- ^ أ ب ت "Multiple sclerosis", www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-10-21. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Multiple sclerosis", www.nhs.uk,2018-12-20، Retrieved 2019-10-21. Edited.
- ↑ Gupta S, "Osteoporosis and multiple sclerosis: risk factors, pathophysiology, and therapeutic interventions."، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2019-10-21. Edited.