محتويات
مرض الإسقربوط
مرض الإسقربوط هو حالة يصاحبها الشعور بالضعف العام وفقر الدم وأمراض اللثة والنزيف الحادّ الناجم عن نقص فيتامين (ج) أو ما يعرف بحمض الأسكوربيك لفترةٍ طويلة في النظام الغذائي؛ إذ يؤدي هذا الفيتامين دورًا مهمًا في تكوين الكولاجين، وهو مكوّن رئيس في النّسيج الضام الذي له وظائف هيكلية وداعمة لا غنى عنها للأوعية الدموية وجميع الأنسجة داخل الجسم، كما أن فيتامين (ج) مهم أيضًا في تعزيز الأداء السليم لجهاز المناعة، وامتصاص الحديد، واستقلاب الكوليسترول، والأنشطة البيولوجية الأخرى[١].
عُرِف مرض الإسقربوط لأول مرة لدى البحارة في رحلاتهم الطويلة إلى المحيط في فترة القرن الخامس عشر وما بعده، إذ توفي الكثير من الرجال بسببه، حتى اكتشف أنه يمكن علاج هذا المرض بطريقة فعّالة ومنع حدوثه من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على فيتامين (ج)، مثل: البرتقال، والليمون. كما يُعتقَد أن مرض الإسقربوط نادر الحدوث في المجتمعات الحديثة اليوم، حيث إن معظم الأشخاص يمكنهم تناول الفواكه والخضروات الطازجة على مدار السنة والتي تعدّ مصادر غنيةً بفيتامين (ج)، وبالرغم من ذلك توجد مجموعة من الأشخاص معرّضون لخطر الإصابة به، وتشمل هذه الفئات ما يأتي[١]:
- الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية المزمن، أو الذين يتناولون أقلّ من حصتين من الفواكه والخضروات يوميًا.
- من يشربون المشروبات الكحولية.
- كبار السن.
- الأطفال.
- الأشخاص الذين يتناولون الوجبات السريعة والمصنّعة.
- من يعانون من أمراض نفسية، كالأوهام أو الخوف من الطعام، أو اضطرابات الأكل.
- الأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ مَرَضية أخرى قد تمنعهم من تناول فيتامين C، أو من يعانون من مشاكل في امتصاصه.
- مرضى غسيل الكلى.
- مرض التهاب الأمعاء أو ما يعرف بمرض كرون.
- اضطرابات سوء الامتصاص.
- عسر الهضم الحاد.
- من يقطنون في بلدان العالم الثالث، حيث ينتشر سوء التغذية فيها، بالإضافة إلى السكان الذين يتناولون أساسًا الحبوب فقط ولا يستطيعون تناول الفواكه الطازجة أو الخضروات.
أسباب مرض الإسقربوط
يصاب الأفراد بمرض الإسقربوط نتيجةً لتناول الأطعمة أو اتباع نظام غذائي لا يحتوي على كميات كافية من فيتامين ج لفترة تصل إلى 3 أشهر كحدٍّ أدنى، وتتوفر العديد من المصادر الغذائية الغنية بمحتواها من هذا الفيتامين، مثل الخضروات والفاكهة، إلا أن عدم تناول طعام صحي وحده لفتراتٍ طويلة لا يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، في حين قد يؤدي عدد من العوامل الأخرى دورًا في زيادة خطر الإصابة به، ومن بين هذه العوامل ما يلي:[٢]:
- اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات معدومة أو قليلة جدًا من فيتامين (ج).
- عدم القدرة على تناول الكميات الكافية من الطعام نتيجةً لعدد من الأسباب المُحتملة، مثل استخدام العلاجات الدوائية التي ينجم عنها الشعور المستمرّ بالغثيان طوال الوقت مثل العلاج الكيماوي، أو الإصابة بأحد اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية.
- التدخين وسوء التغذية؛ إذ يقلل التدخين من نسبة فيتامين (ج) التي يقوم الجسم بامتصاصها من الغذاء.
- الرضاعة أو الحمل، إذ تزيد حاجة الجسم إلى فيتامين (ج) في هذه الفترات، وينبغي للسيدات الحوامل استشارة الطبيب قبل إجراء تغييرات على النظام الغذائي أو تناول أيّ مكمّلات.
- الإصابة بأحد الأمراض الهضمية الحادة، مثل: التهاب القولون التقرّحي، أو مرض كرون.
- العمر، فقد يواجه الأشخاص كبار السن صعوبةً في اتباع نظام غذائي صحي، كما قد لا يتمكن الأطفال الصغار والرضع من الحصول على الكمية الموصى بها من الفيتامينات.
- الإدمان على شرب الكحول أو تعاطي المخدرات.
علاج مرض الإسقربوط
يسهل علاج حالات مرض الإسقربوط نسبيًا رغم حدّة الأعراض التي قد يواجهها الأفراد المصابون بهذه الحالة، ويتوفر فيتامين (ج) طبيعيًا في العديد من الخضروات والفواكه، كما تُدعّم به الحبوب والعصائر والوجبات الخفيفة غالبًا، ويمكن علاج معظم الحالات الخفيفة من مرض الإسقربوط بسهولة عن طريق تناول ما يقارب خمس وجباتٍ على الأقلّ من الخضروات والفواكه يوميًا.
كما يمكن للأفراد اللجوء إلى استخدام مكملات فيتامين ج التي تؤخذ عن طريق الفم، بالإضافة إلى أن هذا الفيتامين يُضمّن في معظم الفيتامينات المتعددة أيضًا، وينبغي للأفراد أيضًا استشارة الطبيب عند استمرار تأثير الأعراض بعد بضعة أيام من إجراء التغييرات الغذائية، كما قد تستلزم الحالات المزمنة والشديدة من مرض الإسقربوط تناول الجرعات المرتفعة من مكملات فيتامين (ج) عن طريق الفم لمدة قد تتراوح بين عدة أسابيع إلى أشهر، إلا أنه لا توجد كمية محددة تمامًا للجرعة اللازمة من هذه المكمّلات في علاج حالات مرض الإسقربوط الشديدة[٣].
أعراض مرض الإسقربوط
يؤدي فيتامين (ج) العديد من الوظائف المختلفة في الجسم، فالنقص فيه يسبب أعراضًا متباينةً؛ نظرًا لشدة النقص في فيتامين ج أو مرحلة المرض، فعادةً ما تبدأ علامات مرض الإسقربوط بعد أربعة أسابيع على الأقلّ من حدوث النقص الحاد في ذلك الفيتاميت، ويستغرق ظهور الأعراض الحادة ثلاثة أشهر أو أكثر، وتشتمل أعراض مرض الإسقربوط على ما يأتي[٣]:
- العلامات المبكّرة من مرض الإسقربوط: تشمل هذه العلامات ما يأتي:
- الضعف العام.
- انخفاض الشهية.
- التهيج والانفعال الدائم.
- آلام في الساقين.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- أعراض الإسقربوط غير المُعالَج بعد فترة شهرٍ إلى ثلاثة أشهر: تتضمن الأعراض الظاهرة في تلك الحالة ما يأتي:
- فقر الدم، ويحدث عندما يفتقر الدم إلى ما يكفي من خلايا الدم الحمراء أو الهيموغلوبين.
- التهاب اللثة أو احمرارها أو انحسارها وترققها وضعفها، بالإضافة إلى استمرار نزفها بسهولة.
- حدوث حالات النزيف تحت الجلد.
- ظهور نتوءاتٍ مرتفعة في الجلد تشبه الكدمات في بصيلات الشعر، وغالبًا ما يكثُر انتشارها على الساقين، إذ ينمو الشعر تحت الجلد ويلتفّ حول نفسه، ويتكسّر بسهولة في وسطه.
- تشكّل المساحات الواسعة من الكدمات باللون الأزرق الداكن أو المائل إلى الأسود، وغالبًا تكثُر على الساقين والقدمين.
- تسوس الأسنان.
- الشعور بألمٍ في الصدر.
- تحسس وتورّم في المفاصل.
- الشعور بضيق في التنفّس.
- حدوث الجفاف والتهيج في العينين، ونزيف في ملتحمة العينين أو العصب البصري.
- تراجع في مناعة الجسم، وبطء التئام الجروح.
- الحساسية من الأضواء.
- عدم وضوح الرؤية.
- تقلّب المزاج، مثل: التهيج، والاكتئاب.
- حدوث النزيف من الجهاز الهضمي.
- صداع في الرأس.
مضاعفات مرض الإسقربوط
تشتمل الأعراض والمضاعفات المرتبطة بالإصابة بمرض الإسقربوط على المدى الطويل وترك الحالة دون علاج على ما يلي[٣]:
- اليرقان الشديد، وهو تغيّر في لون العينين والجلد إلى اللون الأصفر.
- الشعور بتورم وألم عام في الجسم.
- فقر الدم الانحلالي، وهو أحد أنواع فقر الدم، حيث تتكسر فيه خلايا الدم الحمراء.
- سقوط الأسنان.
- الحمى.
- النزيف الداخلي.
- الاعتلال العصبي، أو الشعور بتنميل وألم يكون عادةً في الأطراف السفلية واليدين.
- التشنّجات.
- الإصابة بالهذيان.
- الغيبوبة.
- الوفاة.