محتويات
الالتهاب الكيسي بالركبة
الجراب كيس مملوء بالسائل موجود في أماكن الاحتكاك بين الأنسجة في الجسم؛ مثل: الأوتار والعظام؛ إذ تقلل هذه الأكياس من الاحتكاك بين الأجزاء المتحركّة في الجسم؛ مثل: حول مفاصل الكتف والمرفق والورك والركبة وبالقرب من وتر أخيلس في الكعب، ويختلف عدد هذه الأكياس لدى الأشخاص، لكنّ المعظم لديهم 160 جرابًا في كل أنحاء الجسم، وتتكوّن الجرابات من خلايا، خاصة معروفة باسم الخلايا الزلاليّة، وهذه الخلايا تفرز سائلًا غنيًا بـالكولاجين والبروتينات، وبالتالي يعمل هذا السائل مُشحِّمًا لأماكن الاحتكاك عند الحركة، وعند التهاب هذه الأكياس يُعرَف الالتهاب باسم الالتهاب الكيسي أو التهاب الجراب[١]، ويبدو هذا الالتهاب شائعًا حول المفاصل الرئيسة؛ مثل: الكتف أو المرفق أو الورك أو الركبة[٢].
ويسبب الجراب الملتهب الازعاج والألم في المكان المُصاب، كما أنّها تحدّ من الطرق التي يحرّك بها الشخص مفاصله، وهناك عدّة أنواع من التهاب الجراب، وقد توجد هذه الحالات مزمنة؛ أي إنّها تحدث بشكلٍ منتظم وبالتناوب، وقد تكون حادّة؛ أي إنّها تظهر فجأة، والنوع الذي يحدث حول الركبة ومنه النوع الذي يُعرَف باسم التهاب الجراب أمام الرضفة، وهذا النوع من الالتهابات إمّا أن يبدو حادًا أو مزمنًا[٣].
أعراض الالتهاب الكيسي بالركبة
يُعدّ الألم أكثر أعراض التهاب الجراب شيوعًا، فقد يتطوّر الألم ببطء أو يأتي بشكلٍ مفاجئ ويكون شديدًا، خاصةً مع وجود رواسب الكالسيوم في الركبة وأيضًا قد يكون المفصل متورمًا وقاسيًا ومحمرًا، ويجب الاتصال بالطبيب في حال كان يعاني المصاب من ظهور عدّة أعراض تشير إلى وجود عدوى أو مشكلة أخرى تحتاج إلى رعاية طبيّة فوريّة. ومن هذه الأعراض يُذكَر ما يأتي:[٢].
- الحمى (أكثر من 39 درجة مئويّة).
- التورم والاحمرار والإحساس بالدفء في المنطقة.
- الإحساس بمرض عام في الجسم أو وجود أكثر من منطقة مؤلمة.
- المشكلة في تحريك المفصل.
أسباب الالتهاب الكيسي بالركبة
يحدث الاتهاب كيسي بالركبة بسبب الاستخدام المفرط للركبة (مثل الركوع الطويل) أو تعرّض الربكة لضربة حادّة، ويحدث التورم بعد مدة زمنية من الإصابة؛ أي بعد مرور 7 إلى 10 أيام، وعادةً ما يحدث أيضًا بسبب السقوط، ويوجد جراب داخل الركبة يشبه في شكله المروحة يُعرف باسم جراب وزي، ويوجد بين الأوتار الثلاثة داخل الركبة.
ويُرى التهاب جراب وزي لدى الأشخاص المُصابين بالتهاب المفاصل، خاصةُ النساء اللاتي يعانين من السمنة في منتصف العمر، كما أنّ الاستخدام المًفرط للركبة أو حدوث إصابة لها مثل ما يحدث عند الرياضيين، خاصة العدائين لمسافات طويلة يزيد من فرصة الإصابة بهذا الالتهاب، وعادةً ما ينتشر الألم الناتج من التهاب هذا الجراب إلى الفخد الداخلية ووسط الساق، ويزداد الألم مع صعود الدرج، وفي أقصى درجات الانحناء، وتبدو آلام الالتهاب مزعجة -خاصةً في الليل-[١].
بعض الإصابات والأسباب التي تتعرض لها الركبة، والتي تُحفّز الإصابة بالالتهاب الكيسي بالركبة في ما يأتي:[٣].
- الأنشطة الرياضية.
- ثني الركبتين مرارًا وتكرارًا.
- البقاء على ركبتين لمدة طويلة من الزمن
- الالتهابات.
- وجود نزيف في الجراب.
مضاعفات الالتهاب الكيسي في الركبة وعلاجه
غالبًا ما يتحسن التهاب كيسي بمرور الوقت، لكن من شأن الالتهاب أن يصبح مزمنًا إن لم يُجرَ تشخصيه وعلاجه بشكلٍ صحيح، أو كان بسبب مشكلة مرضيّة أساسيّة لا يتاح علاج المصاب بها[٣]، وهذا ما يجعل الهدف من العلاج تخفيف الأعراض، ومع ذلك واعتمادًا على المسبب لالتهاب الكيسي في الركب، فقد يوصل الطبيب باتباع إحدى الطرق الآتية للعلاج:[٤]
- استخدام الأدوية، ففي حال كانت العدوى المسبب لالتهاب الكيسي بالركبة فقد يصف الطبيب المضادات الحيويّة.
- العلاج الطبيعي، فربما يوصي الطبيب بإحالة المصاب إلى اختصاصي العلاج الطبيعي، أو الاختصاصي بالطب الرياضي؛ مما يساعد في تحسين مرونة العضلات وتقويتها، وهذا العلاج يخفف من الألم، ويقلل من خطر تكرار نوبات الالتهاب الكيسي في الركبة، وتجدر الإشارة إلى أهمية ارتداء الدعامات الواقية للركبة في العلاج إذا لم يستطع الشخص تجنب الركوع.
- الإجراءات الجراحية وغيرها، تتضمن العلاجات الأكثر تدخلًا لحلّ مشكلة الالتهاب الكيسي في الركبة كلًا مما يأتي:
- 'حقن الكورتيزون، في حال لم يستجب الالتهاب للعلاجات العاديّة وبقي مستمرًا فقد يحقن الطبيب الجراب المُصاب بـحقن الكورتيكوستيرويد؛ لتقليل الالتهاب في المنطقة، وعادةً ما يخفّ الالتهاب بسرعة، لكنّ التورم والألم نتيجة الحقن قد يستمران لبضعة أيام.
- الشفط، حيث الطبيب يسحب القليل من السائل من الجراب لتقليل السوائل الفائضة فيه وعلاج الالتهاب، إذ يُدخِل إبرة في الجراب المُصاب ويسحب السائل، ومما تجدر الإشارة إليه أنّ الشفط قد يتسبب في الشعور بألم في الركبة وتورمها، وقد يحتاج الشخص إلى ارتداء مثبت للركبة لمدّة قصيرة بعد الحقن؛ لتقليل فرص التورم المتكررة.
- الجراحة، يوصي الطبيب بإجراء جراحة لاستئصال الجراب إذا كان الالتهاب مزمنًا ومتكررًا ولا يستجيب للعلاجات الأخرى.
تشخيص الالتهاب الكيسي بالركبة
الأطباء غالبًا يشخّصون الإصابة بالتهاب كيسي في الركبة من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني، حيث الطبيب يُنفّذ ما يأتي:[٤]
- الاختبارات البدنيّة:
- المقارنة بين حالة الركبتين -خاصةً إذا كان الألم في إحادهما-.
- الضغط برفق على منطقة الركبة لاكتشاف الدفء والتورم ومصدر الألم.
- فحص الجلد فوق المنطقة المؤلمة بحثًا عن وجود احمرار أو علامات أخرى دالة على العدوى.
- تحريك الساقين والركبتين بحذر وبهدوء؛ لمعرفة نطاق حركة الركبة وفيما إذا كانت تؤلم عند ثنيها.
- إجراء بعض اختبارات التصوير، والتي تُستَخدَم لاستبعاد الإصابات التي تسبب ظهور علامات أعراض مشابهة لتلك الموجودة في حالة الالتهاب الكيسي، وقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات التصوير الآتية:
- الأشعة السينية، التي تبدو مفيدة في الكشف عن مشاكل العظام أو التهاب المفاصل.
- التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث يالمجال المغناطيسي يُنتِج صورة مفصّلة للبنى الموجودة في داخل الجسم، كما تستطيع هذه التكنولوجيا تصوير الأنسجة الرخوة داخل الجسم؛ كالجراب.
- الموجات فوق الصوتية، والمستخدمة لإنتاج صورة مباشرة للركبة، إذ تساعد الموجات فوق الصوتيّة الطبيب في رؤية التورم الموجود داخل الكيس بشكلٍ أفضل.
- الشفط، والتي يستخدمها الطبيب في حال اشتباه إصابة المريض في العدوى؛ إذ تؤخذ عيّنة من السائل الموجود في الجراب عن طريق إدخال إبرة في المنطقة المُصابة وتصريف السائل بمنزلة الطريقة المستخدمة في العلاج.
المراجع
- ^ أ ب William C. Shiel, "Bursitis"، medicinenet, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب "Bursitis", webmd, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب ت Brindles Lee Macon, Elizabeth Boskey (2020-3-3), "What You Need to Know About Bursitis"، healthline, Retrieved 2020-5-5. Edited.
- ^ أ ب "Knee bursitis", mayoclinic, Retrieved 2020-5-5. Edited.