محتويات
مرض البوليو
البوليو هو الاسم العلمي لمرض شلل الأطفال كما هو متداول، أو يُسمّى أحيانًا التهاب سنجابية النخاع، وهو مرض فيروسي مُعدٍ يسببه فيروس يدعى البوليو من نمط 1 أو 2 أو 3، وينتمي هذا الفيروس إلى مجموعة فيروسات الأمعاء، وينمو ويتكاثر في الأمعاء، ويهاجم فيروس البوليو الجهاز العصبي، وهو كفيل بإحداث مشاكل كبيرة في التنفس، والشلل التام للمصاب في مدة لا تتجاوز ساعات معدودة؛ لذا فإنّ هذا المرض يدعى شلل الأطفال. وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الموت، على الرغم من أنّ الأشخاص من الأعمار كافة يصابون بشلل الأطفال، إلّا أنّ هذا الفيروس يهاجم على وجه الخصوص الأطفال دون سن الخمس سنوات، ويُعدّ فيروس البوليو مثله كمثل باقي الفيروسات مُعديًا بل شديد العدوى، إذ قد ينتقل بسهولة من شخصٍ إلى آخر، وأشارت الدراسات والإحصاءات إلى أنّ وجود طفل واحد مصابًا بهذا الفيروس حتمًا يسبب إصابة أطفال آخرين بالعدوى. فالشخص المصاب يبقى مُعديًا لمدة أسبوع أو أسبوعين بعد ظهور الأعراض لأول مرة، وفي بعض الحالات يصبح المريض مُعديًا وإن لم تظهر عليه أيّ أعراض. وتجدر الإشارة إلى أنّ ما يقارب نصف الأشخاص الذين أصيبوا بشلل الأطفال ونجوا منه يواصلون تطوير متلازمة ما بعد شلل الأطفال، وتظهر أعراض هذه المتلازمة من 15 إلى 40 سنة بعد الإصابة الأولية، وقد يعانون من ضعف أو آلام حادّة في عضلات الجسم، أو حتى شلل يفضي إلى الموت. ومع التطور الصحي والطبي قُضِي على مرض بوليو في معظم بلدان العالم، باستثناء بعض الدول في آسيا وافريقيا، والجهود مستمرة إلى الآن للقضاء على هذا المرض بشكل نهائي في أنحاء العالم كافة، ليكون المرض الثالث الذي قُضِي عليه نهائيًا بعد مرض الجدري ومرض الطاعون[١]،[٢].
أعراض الإصابة بمرض البوليو
لا تظهر أيّ أعراض على المصاب بفيروس البوليو، لكنه شديد العدوى في هذه المرحلة، وقد يُنقَل الفيروس إلى الآخرين بسرعة، وتبدأ أعراض مرض البوليو بالظهور، فتظهر أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا بعد 21 يومًا من الإصابة، ومن ضمن هذه الأعراض[٣]،[٤]:
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم لتصل إلى 38 مئوية وأعلى.
- آلام وتشنجات في البطن.
- التعب العام والإعياء.
- ألم في الحنجرة، والتهاب الحلق.
- الغثيان، والتقيؤ.
- الصداع.
- آلام عضلات الجسم المختلفة.
- نسبة قليلة من المصابين قد تظهر لديهم أعراض مرض السحايا، ذلك في حال وصول الفيروس إلى قاعدة الدماغ.
- تشنّج وتصلّب في الرقبة وألم في الأطراف.
- في حالات نادرة قد يهاجم الفيروس الأعصاب في العمود الفقري وقاعدة الدماغ، فيصاب الطفل بشلل في أحد الأعضاء، عادة في الساقين، أو شلل تام.
- مشاكل طويلة الأجل وصعوبات مستمرة؛ مثل: ضعف العضلات المزمن، وتقلّص وضمور العضلات، وتقلّصات في المفاصل، وحدوث تشوهات في الأطراف؛ مثل: التواء القدمين أو الساقين.
طرق العدوى بمرض البوليو
مرض البوليو هو عدوى فيروسية يسببها فيروس البوليو أو فيروس شلل الأطفال، وهو فيروس مُعدٍ يدخل إلى الجسم بعدّة طرق، وأهمّها[١]،[٥]:
- عن طريق ملامسة البراز الملوّث، أو الأشياء الملوّثة بالبراز المحتوي على الفيروس.
- التعرض للبلغم أو المخاط عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس.
- عن طريق الفم أو الجهاز التنفسي، ويتكاثر في الحلق والأمعاء.
- عبر الدم.
- سوء النظافة، واستخدام أدوات غير معقّمة.
- الظروف غير الصحية التي تؤدي إلى تلويث الغذاء، أو إمدادات المياه بالفيروس.
- السفر أو العيش في أماكن موبوءة.
- عدم تلقي التطعيم ضد فيروس البوليو.
اللقاح المضاد لفيروس البوليو
إنّ الأطفال الذين يتلقون جرعات التطعيم ضد فيروس البوليو محميون من خطر الإصابة بمرض البوليو أو شلل الأطفال، ويُعطى المطعوم للأطفال ابتداءً من عمر الشهرين وحتي السبع سنوات، وهناك نوعان للمطعوم؛ هما[٦]:
- مطعوم يشمل فيروسات بوليو حية مضعّفة، إذ تعطى جرعة المطعوم عن طريق الفم وتمنح الطفل مناعة موضعية في الأمعاء، ويُعدّ هذا المطعوم آمنًا وفعالًا.
- مطعوم يشمل فيروسات بوليو ميتة، في هذه الحالة يعطى المطعوم عن طريق حقنه في العضل، وهذه التركيبة تؤدي إلى تطوير مضادات في الدم تمنح الطفل مناعة كبيرة ضد الفيروس، إذ إنّها تمنع انتقال الفيروس من الأمعاء إلى الدورة الدموية وإلى جهاز الأعصاب المركزي، وفي هذه الحالة عند إصابة الطفل بالفيروس فإنه يبقى في الأمعاء ويُطرَح عن طريق البراز، وقد يؤدي إلى انتقاله إلى شخص آخر.
وقبل إعطاء الطفل المطعوم يجب الاطلاع على وضعه الصحي، إذ إنّه تُؤجّل جرعة المطعوم في حال أتضح أنّ هناك ارتفاعًا في درجة حرارة الطفل، أو في حال كان يعاني الطفل من التقيؤ أو الإسهال، وفي حالات أخرى قد يمنع إعطاء الجرعة للطفل؛ كأن يعاني الطفل من عيوب وراثية أو أولية في جهازه المناعي؛ كحالات ضعف الجهاز المناعي، وفي حال كان الطفل مصابًا أو احد أفراد أسرته ممن يعيشون معه بالسرطان، أو يتلقون علاجًا يؤدي إلى نقص المناعة، أو في حال كان الطفل يحمل فيروس الإيدز، أو لديه فرط حساسية تجاه إحدى مكونات المطعوم[٧].
تشخيص وعلاج مرض البوليو
في معظم الأحيان يتعرّف الأطباء إلى مرض بوليو أو شلل الأطفال عن طريق الأعراض التي تظهر على المريض؛ مثل: تصلب الرقبة والظهر، وردود الأفعال غير الطبيعية، وصعوبة في البلع والتنفس، ولتأكيد التشخيص تُفحَص عينة من إفرازات الحلق، أو البراز، أو السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي؛ لفحص وجود سلالات فيروس البوليو، وبعد التشخيص الدقيق للحالة يُحدّد الطبيب الطرق العلاجية المناسبة للحالة، إلّا أنّ هذه الطرق لا تُعالج البوليو، إذ لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لهذا المرض، وإنما علاجات لتخفيف حدّة الأعراض والوقاية من المضاعفات، ومن ضمنها[٦]،[٨]:
- الراحة، وعدم ممارسة أنشطة مجهدة للعضلات.
- مسكّنات الألم والأدوية المضادة للتشنج؛ لمساعدة العضلات في الاسترخاء.
- تناول المضادات الحيوية في حال وجود التهابات؛ مثل: التهابات المسالك البولية.
- أجهزة التنفس الاصطناعي المحمولة؛ للمساعدة في التنفس.
- العلاج الطبيعي، وممارسة بعض التمارين المعتدلة؛ للوقاية من التشوه، وفقد الوظائف العضلية.
- العلاج الطبيعي؛ لمعالجة مشاكل التنفس والرئة، وإعادة التأهيل الرئوي لزيادة القدرة على التحمل الرئة.
- استخدام الأقواس التصحيحية؛ للمساعدة في المشي.
- تطبق الحرارة أو الكمادات الدافئة؛ لتخفيف آلام العضلات والتشنجات.
- الحاجة إلى استخدام كرسي متحرك أو جهاز تنقل آخر؛ ذلك في الحالات المتقدمة لضعف الساق.
المراجع
- ^ أ ب "clevelandclinic", my.clevelandclinic.org, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ Peter Crosta (2017-12-11), "Everything you need to know about polio"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ "polio", www.nhs.uk, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ "poliomyelitis", www.who.int,2019-7-22، Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ "Polio", medlineplus.gov, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ^ أ ب Shannon Johnson (2016-10-10), "polio"، www.healthline.com, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ "Poliomyelitis (Polio) Vaccine Recommendations and Safety", immunizationforwomen.org, Retrieved 2019-10-14. Edited.
- ↑ "Polio", www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-10-14. Edited.