ما هو مرض التيفوئيد

كتابة:
ما هو مرض التيفوئيد

ما هو مرض التيفوئيد

مرض التيفوئيد هو واحد من الأمراض الوبائية المُعدية يحدث نتيجة بكتيريا السالمونيلا التيفية، وهو من أقدم الأمراض التي لازمت وجود الإنسان، إذ يصيب عالميًا حوالي 21 مليون شخص سنويًا، ويصل عدد الوفيات إلى 200 ألف شخص في السنة. وتجدر الإشارة إلى أنَّه من الأمراض التي لا يُستهان بها[١].


ما هي طرق انتقال مرض التيفوئيد

تنتقل بكتيريا السالمونيلا التيفية المُسبِّبة لمرض التيفوئيد عن طريق الفم بعد تناول المأكولات أو الخضروات والفواكه أو شرب المياه الملوّثة ببول المصاب أو برازه، ويبقى العديد من المصابين حاملين للبكتيريا بعد اختفاء الأعراض والعلاج لعدة سنوات، وقد ينقلون العدوى إلى أشخاص آخرين. كما تختلف خطورة مرض التيفوئيد؛ فهو في بعض الحالات قابل للشِّفاء، أما في حالات أخرى يعد وباءً مميتًا، وتجدر الإشارة إلى انخفاض نسبة الوفيات لما يُقارب 1-2% مؤخرًا بعد تطوّر العلاج بالمضادات الحيوية.[١]


أعراض مرض التيفوئيد

غالبًا ما تتطور الاعراض والعلامات تدريجيًا، إذ تبدأ بالظهور بعد أسبوع إلى ثلاثة أسابيع من الإصابة بالمرض، وتتضمن ما يأتي:[٢]

  • الأعراض المبكرة: يشعر المُصاب بالأعراض الآتية بمجرد أن تبدأ العلامات بالظهور بعد فترة الحضانة للبكتيريا:
    • الصداع.
    • الحمى التي تبدأ منخفضةً وتزداد يوميًا، وترتفع درجة الحرارة لتصل إلى 40.5 درجةً مئويةً.
    • الضعف والإرهاق.
    • آلام في العضلات.
    • التعرّق.
    • السعال الجاف.
    • فقدان الشهية، وفقدان الوزن.
    • ألم في البطن.
    • الإسهال أو الإمساك.
    • الطفح الجلدي.
    • انتفاخ البطن بصورة كبيرة.
  • الأعراض المتأخرة: إذا لم يتلقَّ المُصاب العلاج المناسب تبدأ المضاعفات الخطيرة بالظهور، إضافةً إلى الأعراض الآتية:
    • الهذيان.
    • حالة التيفوئيد، إذ يرقد فيها المُصاب من دون حراك مُنهكًا، وعيناه نصف مغلقتين.
    • عودة ظهور أعراض المرض بعد أسبوعين من اختفاء الحمى.


هل مرض التيفوئيد مُعدٍ

سبب الإصابة بالتيفوئيد هو بكتيريا تُسمّى السالمونيلا التيفية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه البكتيريا والبكتيريا المُسبِّبة لعدوى السالمونيلا المعوية الشديدة غير متشابهتين، وتنتقل البكتيريا المسببة للتيفوئيد عن طريق الطعام أو الماء الملوثَين، وأحيانًا عن طريق الاتصال المباشر بشخص مصاب. وفي الدول النامية تحدث معظم حالات الإصابة نتيجة شرب المياه الملوثة، وضعف خدمات الصرف الصحي، لذا يعدّ مرض التيفوئيد أكثر شيوعًا في هذه الدول.

أما في الدول الصناعية يُصاب غالبية الأشخاص بالعدوى أثناء السفر، ثم ينقلونها إلى الآخرين عند عودتهم، كما قد تنتقل في حال تناول طعام حُضّر أو مُسِكَ بواسطة شخص مصاب لم يغسل يديه جيدًا بعد استعمال المرحاض. وحتى بعد العلاج بالمضادات الحيوية يواصل عدد قليل من الأشخاص الذين اكتمل شفاؤهم من التيفوئيد حمل البكتيريا في الأمعاء أو المرارة لعدة سنوات، ويُسمّى هؤلاء الأشخاص حاملي التيفوئيد المزمن، وتوجد البكتيريا في برازهم، ويمكنهم التسبب بإصابة الآخرين رغم عدم ظهور أي أعراض عليهم.[٢]


عوامل خطر الإصابة بمرض التيفوئيد

ما يزال التيفوئيد يشكل تهديدًا حقيقيًا في العالم، خصوصًا في دول العالم النامي، ويُعدّ مستوطنًا في الهند، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية، وعدة مناطق أخرى. وعالميًا يُعدّ الأطفال أكثر عرضةً للإصابة به، رغم أنّ ظهور الأعراض لديهم يكون بدرجة أخف من البالغين، وإذا كان الشخص يعيش في بلد فيه مرض التيفوئيد نادرًا فتزيد فرصة التعرض للإصابة في الحالات الآتية:[٢]

  • العمل أو السفر إلى مناطق يستوطن فيها التيفوئيد.
  • الاتصال المباشر بشخص مصاب بالتيفوئيد، أو الإصابة به مؤخرًا.
  • العمل اختصاصيًا في علم الأحياء الدقيقة، والتعامل مع بكتيريا السالمونيلا التيفية.
  • شرب مياه ملوثة بمياه الصرف الصحي تحتوي على السالمونيلا التيفية.


تحليل مرض التئيفوئيد

يُشخّص مرض التيفوئيد بإجراء فحوصاتٍ متعددة، وأكثر هذه الفحوصات استخدامًا من قِبَل الأطباء هو زراعة الدم، فيكون الفحص إيجابيًّا خلال الأسبوع الأول بمعدل 80-90%، وبمعدل 50% خلال الأسبوع الثالث، ويجب تجنب إعطاء المريض المضادات الحيوية قبل فترة إجراء الفحص؛ لأنها تؤدي إلى تضليل النتيجة، لكن في فحص زراعة نخاع العظم من الممكن تناول المضادات الحيوية خلال فترة الفحص؛ ذلك لأنه يعد دقيقًا جدًّا، كما يوجد فحص آخر هو زراعة البول والبراز[٢].


مضاعفات مرض التيفوئيد

مرض التيفوئيد من الأمراض التي يمكن التَّعافي منها كليًّا، وذلك عند اتّباع الطّرق الصَّحيحة في العلاج، لكنَّه قد يسبَّب وفاة الشخص المصاب والإصابة بالعديد من المضاعفات إذا لم يتلقَّ العلاج المناسب، ويمكن توضيح مضاعفات الإصابة به على النحو الآتي:[٢]

  • تسمم الدَّم.
  • ثقب ونزيف في الأمعاء.
  • انتشار المرض في الجسم مُسبِّبًا التهاب عضلة القلب، أو الالتهاب الرئوي، أو التهاب السحايا، أو التهاب الشغاف، أو التهاب البنكرياس، كما قد يُسبِّب إصابة الكبد والكلى بالعدوى.
  • اضطرابات نفسية، كالهلوسة، والذهان، وجنون الارتياب، وغيرها.


علاج مرض التيفوئيد

تستخدَم المضادات الحيوية التي تقتل بكتيريا السالمونيلا لعلاج مرض التيفوئيد، وعند استخدام المضادات المناسبة تتحسن الحالة خلال يوم أو يومين، ويكون الشفاء خلال 7-10 أيام.[١]

توجد عدّة مضادات الحيوية تُستخدم في علاج التيفوئيد؛ إذ استُخدمَ المضاد الحيوي كلورامفينيكول في البداية لعلاجه، إلا أنَّه ارتبط بالإصابة بالعديد من الآثار الجانبية، لذا استبدل بعدد من المضادات الحيوية الأخرى، مثل: السيبروفلوكساسين، والأزيثرومايسين، والسيفترايكسون، ويعتمد الاختيار في ما بينها على نوع البكتيريا ودرجة مقاومتها للمضادات، التي تعتمد جزئيًا على المكان الجغرافي للإصابة. وتُستعمَل السوائل الوريديّة في حال الإصابة بالجفاف الشديد النّاتج عن الإسهال، ويجدر التنويه إلى ضرورة شرب كميات كافية من السوائل للوقاية من الإصابة بالجفاف، ويُلجأ إلى الإجراءات الجراحية في حال حدوث ثقب في الأمعاء، كما يمكن إجراء عمليات استئصال المرارة للمصابين الذين يصبحون حاملي تيفوئيد مزمن، وذلك لدى 3-5% من المصابين، فالمرارة غالبًا ما تكون مكان الإصابة المزمنة.[١][٢]


الوقاية من مرض التيفوئيد

يُمكن الوقاية من الإصابة بمرض التيفوئيد من خلال اتباع الطرق الوقائية الآتية:[٣][٢]

  • أخذ لقاحات التيفوئيد، يُنصح بأخذ اللقاح الخاص بالتيفوئيد قبل العيش أو السفر إلى المناطق التي تزداد فرصة الإصابة به فيها، وعادةً ما يتوفر لقاحان، هما:
  • اللقاح الأول، يُحقن الشخص ضمن جرعة واحدة على الأقل قبل السفر بأسبوع واحد.
  • اللقاح الآخر، يؤخذ عن طريق الفم بأربع كبسولات، إذ يتناول الشخص كبسولةً واحدةً مرةً كلّ يومين.

لا تصل فاعلية اللقاحين إلى نسبة 100%، فكلاهما يحتاجان إلى تكرار التطعيمات؛ ذلك لقتل فاعلية اللقاح مع مرور الوقت، لهذا ينبغي اتباع النصائح الآتية قبل السفر إلى المناطق المنتشر فيها المرض:

  • غسل اليدين المتكرر بالصَّابون والماء الساخن؛ فذلك من الطرق المثالية للوقاية من العدوى، وغسل اليدين قبل تناول الطعام أو تحضيره، وبعد استخدام الحمام، وفي حال عدم توفر الماء تُنظّف اليدان بمعقم اليدين الخاص بذلك.
  • تجنب شرب المياه غير المعالجة؛ فالمياه الملوّثة إحدى المشكلات التي تزيد من خطر الإصابة بالعدوى، لذلك يجب الحرص على شرب المياه المعبأة في زجاجات، أو المشروبات المعبأة في زجاجات، ويُذكر أنَّ المياه المعبأة المُكربَنة أكثر أمانًا من المياه المعبأة غير المكربنة.
  • عدم إضافة الثلج إلى المشروبات، واستخدام المياه المعبأة في زجاجات عند تنظيف الأسنان بالفرشاة، وتجنب ابتلاع الماء أثناء الاستحمام.
  • تجنَّب تناول الفواكه والخضروات النيئة؛ لأنَّها مغسولة بمياه ملوّثة، كما ينبغي تجنب تناول الفواكه والخضروات التي لا تُقشّر، مثل: الخس، ولزيادة الأمان يجب الابتعاد عن تناول الأطعمة النيئة.
  • تناول الأطعمة الساخنة، وتجنب تناول الأطعمة المُخزّنة، والمقدمة بدرجة حرارة الغرفة، والابتعاد عن الأطعمة المقدمة من الباعة المتجولين.
  • التأكد من تسخين الماء بدرجة الغليان لمدة دقيقة واحدة قبل استخدامه، وذلك في حال تعذّر الحصول على المياه المعبأة في زجاجات.[٤]
  • تجنّب نقل العدوى إلى أشخاص آخرين، ويساهم اتباع التدابير الوقائية في المحافظة على سلامة الأشخاص من الإصابة بالعدوى، منها ما يأتي[٢]:
    • تناول المضادات الحيوية، واتباع إرشادات الطبيب عند تناولها، والحرص على إكمال الوصفة الطبية كاملةً.
    • غسل اليدين باستمرار، فهذه الطريقة المثالية لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين، ويُنصح باستخدام الكثير من الماء الساخن والصابون عند تنظيف اليدين، وغسل اليدين جيدًا لمدة لا تقل عن 30 ثانيةً، خاصّةً قبل تناول الطعام، وبعد استخدام المرحاض.
    • تجنب إعداد الطعام لأشخاص آخرين حتى التعافي من المرض.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Typhoid Fever", www.webmd.com, Retrieved 2019-10-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Typhoid fever", mayoclinic, Retrieved 2019-10-11. Edited.
  3. Ann Pietrangelo (19-1-2018), "Typhoid"، www.healthline.com, Retrieved 21-10-2019. Edited.
  4. Tim Newman (4-12-2017), "What you need to know about typhoid"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 21-10-2019. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×